أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، اليوم الجمعة في “جاكسون هول”، بولاية وايومينغ (غرب الولايات المتحدة)، التزام المؤسسة بالحفاظ على الاستقرار الاقتصادي ودعم التوظيف، ممهدا السبيل أمام احتمال خفض معدل الفائدة الرئيسي الأمريكي.
وأبرز باول، في مداخلة أمام “منتدى جاكسون هول”، الموعد الاقتصادي السنوي الأبرز، أن “توازنات المخاطر” في الاقتصاد بدأت تتغير، مما يزيد من حظوظ خفض الاحتياطي الفدرالي لتكاليف الاقتراض خلال اجتماعه المقبل في شتنبر.
وأوضح أن الاقتصاد الأمريكي يظل مرنا على الرغم من تباطؤ النمو واستمرار الضغوط التضخمية، لاسيما تلك المرتبطة بارتفاع الرسوم الجمركية وسياسة الهجرة.
وخلال هذا الحدث الاقتصادي، أبرز باول أهمية اعتماد مقاربة مرنة ومتدرجة، تأخذ بعين الاعتبار تطور التضخم وظروف سوق الشغل والعوامل الاقتصادية العالمية.
وأشار إلى التطور الخاص الذي تشهده سوق الشغل، المتسم بتباطؤ متزامن للعرض والطلب على اليد العاملة، مما يتطلب إيلاء أهمية متزايدة للحيلولة دون أي تحول مفاجئ.
كما لاحظ أن التباطؤ الأخير لوتيرة النمو الشهري للتوظيف يمكن أن ينجم في الوقت نفسه عن تراجع طلب الشركات وآثار التدابير في مجال الهجرة.
وبخصوص تطور الأسعار، قال المسؤول الأمريكي إنه على الرغم من تراجع معدل التضخم مقارنة مع المستويات المرتفعة التي بلغها، إلا أنه يظل متأثرا بارتفاع الرسوم الجمركية وبعض التوترات التي مازالت تطال سلاسل التوريد.
من جانب آخر، أعلن باول عن مراجعة الإطار الاستراتيجي للمؤسسة، الذي يعد ثمرة خمس سنوات من المشاورات والتحليل، بهدف تعزيز مرونة ومصداقية السياسة النقدية، مما سيتيح ملاءمة قرارات الاحتياطي الفدرالي في سياق يشهد تحولات اقتصادية وتجارية ومالية عميقة.
وأضاف أن السياسة النقدية “لا تتبع مسارا محددا مسبقا”، وأن كل قرار للجنة النقدية التابعة للبنك المركزي الأمريكي ستواصل الخضوع لتقييم آني للمعطيات وتوازن المخاطر.
وكان خطاب رئيس الاحتياطي الفدرالي جد مترقب من طرف الفاعلين الاقتصاديين وصناع السياسات، كما تابعته عن كثب الأسواق المالية لكونه يأتي في سياق يتسم بتحولات اقتصادية عديدة على الصعيدين الوطني والدولي.
وقدم باول أوضح إشارة، إلى اليوم، لمح فيها إلى أن الاحتياطي الفدرالي يستعد لتقليص معدل الفائدة الرئيسي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.