أكد سفير المغرب بإيطاليا، يوسف بلا، أن المملكة اعتمدت خلال السنوات الأخيرة استراتيجيات ناجعة لتنويع اقتصادها وصناعاتها، شملت قطاعات عدة، لاسيما صناعة السيارات والطاقات المتجددة وترحيل الخدمات (الأوفشورينغ)، والخدمات ذات القيمة المضافة العالية.
وأوضح السيد بلا، في حديث لصحيفة “لا فيريتا” الإيطالية، أن المغرب انخرط في مسار طموح لتنويع اقتصاده، يهدف إلى تقليص اعتماده على القطاعات التقليدية وتعزيز قدرته على الصمود أمام الصدمات.
وأضاف أن عددا من القطاعات سجل نموا سريعا، من بينها صناعة السيارات، حيث أضحى المغرب منصة إنتاج رئيسية موجهة للتصدير، باحتضان شركات كبرى مثل “رونو” و”ستيلانتيس”. كما أبرز تموقع المملكة كمركز إقليمي لصناعة الطيران، بفضل استقطابها لمؤسسات عالمية وتطوير منظومة صناعية تشمل مكونات الصيانة والهندسة.
وسلط الدبلوماسي المغربي الضوء على الريادة التي حققها المغرب في مجال الطاقات المتجددة، من خلال مشاريع كبرى كالمحطة الشمسية “نور” بورزازات، مشيرا أيضا إلى تصدر المملكة لقائمة الوجهات الرائدة في مجال الأوفشورينغ، حيث تستقطب عددا متزايدا من الشركات العالمية، خاصة في خدمات المالية والزبناء وتطوير البرمجيات.
وأشار السيد بلا إلى التطور المتزايد الذي تعرفه قطاعات الفلاحة، والصناعات الفلاحية، والسياحة، ومناخ الأعمال، والبنيات التحتية، من خلال استثمارات كبرى في الموانئ والمطارات وشبكات الطرق والسكك الحديدية والمناطق الصناعية، وغيرها.
وأكد أن الاستقرار السياسي و الماكرو اقتصادي الذي تنعم به المملكة يبعث على الطمأنينة ويشجع المستثمرين، مبرزا أن هذه الاستراتيجيات المتكاملة جعلت من المغرب وجهة استثمارية أكثر جاذبية على الصعيد الدولي.
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، شدد السفير بلا على الدينامية الدولية المتواصلة للاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، منذ تقديم مخطط الحكم الذاتي سنة 2007، الذي وصفه بـ”الجاد” و”ذي المصداقية”. واعتبر أن هذا المخطط يمثل الحل الوحيد لإنهاء معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف، الذين يتم استغلالهم لأغراض سياسية تهدف إلى إطالة أمد هذا النزاع المفتعل.
وبخصوص التعاون المغربي-الإيطالي، نوه السيد بلا بجودة العلاقات “الراسخة” بين البلدين، والتي تقوم على اهتمامات وأهداف مشتركة في مجالات الاستقرار الإقليمي، والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتدبير تدفقات الهجرة.
واختتم السفير حديثه بالتأكيد على أن “المغرب، بفضل موقعه الجغرافي الفريد عند ملتقى أوروبا وإفريقيا والعالم العربي، وشبكة اتفاقيات التبادل الحر التي تربطه بعدد من البلدان الإفريقية، وبنياته التحتية الحديثة، يمثل منصة مثالية لوجستيا وصناعيا للاستثمارات الإيطالية والأوروبية الموجهة نحو إفريقيا”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.