16 يونيو 2025

أكادير: ملتقى دولي حول التدبير المستدام للغابات

Maroc24 | جهات |  
أكادير: ملتقى دولي حول التدبير المستدام للغابات

افتتحت اليوم الاثنين بأكادير، أشغال ملتقى دولي رفيع المستوى حول موضوع التدبير المستدام للغابات.

ويأتي هذا اللقاء، المنظم من قبل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بشراكة مع أمانة منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات، ومرصد الصحراء والساحل، والوكالة الفرنسية للتنمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في سياق المبادرة المغربية الرامية إلى مواكبة التحضيرات للدورة الحادية والعشرين لمنتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات المرتقب تنظيمها سنة 2026.

وتهدف هذه الفعالية، إلى إرساء منصة للحوار وتبادل التجارب، وتعزيز التعاون الدولي حول التحديات الكبرى المرتبطة بتدبير الغابات على كل من الصعيد الدولي، الجهوي، والوطني.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، أن تنظيم المغرب لهذا الحدث يجسد الدينامية التي تشهدها الدبلوماسية البيئية المغربية، والتي أصبحت تحظى باعتراف متزايد على الصعيدين الجهوي والدولي، بالنظر إلى الدور الفاعل الذي تضطلع به المملكة في الدفاع عن القضايا الغابوية ضمن الأجندات الدولية.

وأشار السيد هومي إلى أن المغرب قد جعل من قضايا الغابات، منذ سنوات عديدة، أولوية وطنية استراتيجية، إدراك ا منه لأهميتها في المحافظة على التوازنات البيئية وتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية.

وشدد في هذا الصدد على أهمية التعاون الدولي، سواء في أبعاده جنوب-جنوب أو شمال-جنوب، كرافعة أساسية لتعزيز التكامل، وتقاسم المعرفة لمواجهة التحديات البيئية العالمية، وتعزيز التآزر الإقليمي، ودعم التنمية الشاملة، المستدامة والمرنة.

وفي هذا السياق، تطرق السيد هومي إلى الاستراتيجية الوطنية “غابات المغرب 2020–2030″، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تستند إلى أربعة محاور استراتيجية كبرى، تتمثل في إرساء نموذج تشاركي في تدبير الغابات، يضمن انخراطا فعالا للسكان المحليين، تنمية الغابات وفق وظائفها البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وتحديث المهن الغابوية وتأهيل الكفاءات العاملة في هذا القطاع الحيوي، إلى جانب إصلاح المنظومة المؤسساتية من أجل تعزيز الحكامة والرفع من نجاعة الأداء العمومي.

من جانبه، أكد رئيس منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات، إسماعيل بيلين، أن انعقاد هذا اللقاء يتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يحتفى به سنويا في 17 يونيو، مشيرا إلى أن هذا اليوم يبرز الحاجة الملحة إلى استصلاح الأراضي وحماية التربة والمياه.

وفي هذا الصدد، أعرب السيد بيلين عن استعداد منتدى الأمم المتحدة للغابات التام لدعم جميع جهود التعاون الإقليمية الجدية والشاملة حول التدبير المستدام للغابات.

من جهتها، أبرزت مديرة الوكالة الفرنسية للتنمية بشمال افريقيا، سيسيل كوبري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء الأهمية الكبرى لهذا اللقاء، مشيرة إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى أن يكون فرصة حقيقية لتبادل الخبرات بين خبراء الغابات من جميع أنحاء العالم، بهدف مناقشة أفضل الممارسات لتحقيق التدبير المستدام للغابات كمجال استراتيجي للتنوع البيولوجي.

ويتمحور هذا الحدث، الممتد على مدى ثلاثة أيام، حول ثلاثة مواضيع رئيسية متعلقة بالتدبير المجتمعي للغابات، باعتباره ركيزة لحكامة مندمجة وتشاركية، التكنولوجيا والابتكار، كرافعتين أساسيتين لتحويل أنماط تدبير الغابات نحو مزيد من المرونة وإمكانية التتبع، إضافة إلى التمويل المستدام، كشرط أساسي لضمان استمرارية السياسات الغابوية على المدى المتوسط والبعيد.

ويجمع هذا الملتقى، نخبة من الفاعلين يمثلون أكثر من 50 دولة، من بينهم مسؤولون حكوميون، خبراء دوليون، وممثلون عن منظمات أممية، وهيئات من المجتمع المدني، إلى جانب فاعلين من القطاع الخاص، بهدف بناء رؤى جماعية، متكاملة وطموحة، لمواجهة التحديات الكبرى المرتبطة باستدامة الغابات.

ويتزامن هذا اللقاء مع اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يحتفى به هذه السنة تحت شعار “استعادة الأراضي.. اغتنام الفرص”، ويشكل مناسبة للتذكير بالدور الحيوي الذي يلعبه التدبير المستدام للغابات لمكافحة التصحر، والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، وأيضا تحقيق التوازن البيئي.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.