سياحة: عملية “توهج فاس” ترتقي بجهة فاس-مكناس إلى مصاف أفضل ثلاث وجهات سياحية وطنية (المجلس الجهوي للسياحة)

تهدف عملية “Shining Fès” (توهج فاس) التي أطلقها مؤخرا المكتب الوطني المغربي للسياحة، بشراكة مع المجلس الجهوي للسياحة لجهة فاس-مكناس والسلطات المحلية، إلى إعادة البريق للوجهة السياحية للجهة والارتقاء بها إلى قائمة أفضل ثلاث وجهات سياحية وطنية.
وأوضح رئيس المجلس الجهوي للسياحة لجهة فاس-مكناس، أحمد السنتيسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه العملية تندرج ضمن خطة عمل تم الشروع فيها سلفا، بشراكة مع وزارة السياحة والمهنيين والمجلس، بهدف تثمين الجهة ومنحها الإمكانيات اللازمة لاستعادة “مكانتها الطبيعية ضمن أفضل ثلاث وجهات وطنية”.
وأشار السنتيسي إلى أن الشق الأول من هذه الخطة، والمتمثل في “التسويق والتواصل”، هو بالفعل “قيد التنفيذ والتقدم”، موضح ا أن الجهة استفادت من إشعاع إعلامي واسع، خاصة عبر قنوات دولية بارزة من قبيل TF1، وAntenne 2، وTV5، وM6.
وأضاف أنه تمت استضافة صحفيين بريطانيين ومؤثرين من كوريا الجنوبية، ومن أسواق ناشئة أخرى، لتغطية مختلف جوانب الجهة، بما في ذلك فعاليات كبرى مثل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة.
ولفت إلى أن الانفتاح على أسواق جديدة يشكل بدوره ركيزة أساسية ضمن هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى أنه بعد استقبال وفود من فدراليات وكالات الأسفار بالبرتغال والأندلس، تم تنظيم ورشات عمل لاستكشاف السوقين الهولندي والبلجيكي.
وأضاف “سنشارك أيضا في جولات ترويجية دولية في عدة دول أخرى”، مبرزا أن الخطة الإعلامية لا تقتصر على السوقين الفرنسي والإنجليزي، بل تشمل أيضا إسبانيا والبرتغال، مع عمليات موجهة للسوق الأمريكي.
أما الشق الثاني، والذي يكتسي “أهمية كبيرة” وفقا للسيد السنتيسي ، فيتعلق بـ”الربط الجوي، الذي يشكل تحديا كبيرا لجهة فاس-مكناس”، ويحظى بـ”دعم كبير” من قبل ولاية الجهة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، مشيرا إلى أنه يتم بذل جهود جماعية لتطوير هذا الربط الجوي، الذي ما زال يشكل نقطة ضعف.
وأكد أن المكتب الوطني المغربي للسياحة ينخرط بنشاط في التواصل مع شركات الطيران، دولة بدولة ووجهة بوجهة، لاستقطابها نحو مطار فاس سايس، الذي ي عد البوابة الرئيسية نحو مجموع تراب الجهة.
وتزخر جهة فاس-مكناس بـ”عدد كبير من المؤهلات” التي تبرر هذا الطموح. وفي هذا الصدد، سلط السيد السنتيسي الضوء على المدينتين الإمبراطوريتين فاس ومكناس، “اللتين تم تأهيلهما بتعليمات ملكية سامية”، إلى جانب صفرو، وتازة، وبولمان، وإفران، التي تضم “منتزهات طبيعية ساحرة”.
وأشار إلى أن الجهة تحتضن أيضا “أجمل محطة استشفائية في إفريقيا” بمولاي يعقوب، وكذا إقليم بولمان الغني بتاريخه العريق وثقافته وتنوعه الجغرافي. وأبرز أيضا التاريخ العريق للعاصمة الروحية والثقافية والتاريخية للمملكة، فاس التي تأسست قبل نحو 1200 سنة، وتضم 40 في المائة من المآثر التاريخية بالمغرب”.
وبالإضافة إلى التراث الثقافي والتاريخي، تراهن الجهة على تنويع العرض السياحي، بهدف رفع متوسط مدة الإقامة السياحية التي لا تتجاوز في العادة ليلتين أو ثلاث ليال بفاس، من خلال تشجيع الزوار على اكتشاف مكناس، وإفران، وباقي الأقاليم.
وشدد رئيس المجلس الجهوي للسياحة على أن هذا الزخم الشامل أضحى ممكنا بفضل “التعاون الوثيق بين مختلف المتدخلين”، معتبرا أن الدينامية السياحية التي تعرفها الجهة تندرج أيضا في أفق تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، وهما حدثان تشهد مدينة فاس بفضلهما “تحولا شاملا”، كما يتجلى ذلك من خلال المشاريع الطرقية والبنيات التحتية الجديدة.
وقال السنتيسي “من غير المعقول أن نحقق هدف 26 مليون سائح دون هذه الجهة”، داعيا إلى تعبئة كل الفاعلين حتى “تستعيد الجهة مكانتها الطبيعية” ضمن المشهد السياحي الوطني والدولي.
وبعدما ثمن “الانطلاقة الممتازة للموسم”، التي اتسمت بتسجيل مؤشرات “مشجعة للغاية”، أفاد السيد السنتيسي بأن الجهة سجلت ارتفاعا ملحوظا في عدد السياح، بنسبة تراوحت بين 25 و30 في المائة على المستوى الجهوي.
وأبرز أن السوق الإسبانية، على وجه الخصوص، حققت “أداء استثنائيا”، بزيادة قدرها 117 في المائة خلال شهر أبريل وحده، مع فنادق اقتربت من نسبة ملء بلغت 100 في المائة، وأخرى تراوحت بين 75 و90 في المائة.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، شدد السنتيسي على ضرورة التحلي بالاستباقية والعمل الدؤوب، حتى تستعيد الجهة، التي “تستحق الأفضل”، “بريقها القديم ومكانتها المرموقة”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.