26 أبريل 2024

TIME: الفوضى المناخية تأثيراتها اليوم كبيرة وحاسمة

TIME: الفوضى المناخية تأثيراتها اليوم كبيرة وحاسمة

سرد المؤرخ والكاتب مايك دونكان في مقال له بمجلة تايم الأميركية (Time) أن حوالي عام 1770، بدأت إحدى فترات التجميد المفاجئ في شمال المحيط الأطلسي، مما تسبب في فوضى فورية بالشحن والنقل والزراعة. وفي عام 1775، أدى النقص الحاد في الحبوب في فرنسا بسبب سنوات متتالية من ضعف المحاصيل إلى أعمال شغب في جميع أنحاء البلاد، اُطلق عليها لاحقا اسم حرب الطحين، وكانت نذيرا لأشياء مقبلة.

وأورد بالتفصيل الظواهر المتطرفة بشكل غير طبيعي التي حددت أنماط الطقس لسنوات مقبلة، ودمرت حياة الفرنسيين، ودمرت المحاصيل وقتلت الماشية وخلقت حلقة لا تنفصم من الجوع والفقر والتوتر والخوف والمعاناة .

و وقال إن الثورة الفرنسية تُعتبر حكاية تحذيرية رهيبة بشكل خاص، حيث يعرف العلماء الآن أن الفوضى المناخية التي حدثت في ذلك الوقت كانت نتيجة لعمليات طبيعية، في حين أن أزمة الاحتباس الحراري التي نعيشها اليوم ناجمة عن أفعال بشرية، وما لم نتخذ خطوات فورية لإيقافها سيزداد الأمر سوءا .

و أضاف أن الارتباط بين المناخ وزعزعة الاستقرار السياسي أصبح مجالا لدراسات ملحة، مشيرا إلى أن دراسة تاريخية عام 2013 تقارن البيانات المناخية بالصراعات التاريخية الكبرى وجدت أدلة سببية قوية تربط الأحداث المناخية بالصراع البشري والحجم الكبير لتأثير المناخ .

و حذرت الدراسة من أنه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض في العقود المقبلة، يمكن أن تمثل المعدلات المتضخمة للصراع البشري تأثيرا اجتماعيا كبيرا وحاسما في كل من البلدان، المنخفضة والمرتفعة الدخل.

وأشار دونكان إلى أن الأمم المتحدة أصدرت في أغسطس الماضي، تقرير الفريق الحكومي الدولي المعنيّ بتغير المناخ، واصفا إياه بأنه “الإشارة الحمراء للبشرية”، واقتبس من التقرير عبارة أن “الطقس المتطرف، وغلة المحاصيل الضئيلة، والناتج المحلي الإجمالي المنخفض ترتبط أيضا بزيادة العنف”.

وقال إن الاضطرابات المناخية لم تتسبب في الثورة الفرنسية فقط، بل دمرت أيضا الاقتصاد وزعزعت استقرار النظام الاجتماعي وصدمت السكان، لكنها تطلبت نظاما سياسيا منهارا غير قادر وغير راغب في معالجة الآثار المناخية، الأمر الذي قلب الموازين لصالح الثورة .

وختم الكاتب مقاله بأن العالم ومع دخوله حقبة جديدة من حالة طوارئ مناخية من صنع الإنسان، لديه القدرة على التخفيف من العواقب البيئية، ولكن لن يكون ذلك كافيا لخفض الانبعاثات أو التحول إلى طاقة خضراء، بل يجب عليه ضمان هياكل سياسية قادرة على الاستجابة للأزمات الاجتماعية الحتمية الناجمة عن الاحتباس الحراري وأن تكون مرنة بما يكفي لمواجهة العاصفة المقبلة .

المصدر : TIME


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.