26 أبريل 2024

واشنطن بوست :كيف كان العالم سيبدو لو لم تحتل أمريكا العراق ؟

Maroc24 | دولي |  
واشنطن بوست :كيف كان العالم سيبدو لو لم تحتل أمريكا العراق ؟

أشار الكاتب الصحافي إيشان ثارور في مستهل تحليل نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إلى مشهد في فيلم «American Sniper» (قناص أمريكي) صدر عام 2014، يلخص شهوة الحرب في البلاد بعد 11 سبتمبر. كريس كايل جندي البحرية الأمريكية الراحل، الذي لعب دوره الممثل برادلي كوبر، يشاهد انهيار برجي نيويورك أمام عينيه. ثُبتت الكاميرا على وجه كايل جامد الملامح والمذهول وهو يحتضن زوجته المذعورة، قبل أن تنتقل الصورة إلى مشهد آخر وهو يرتدي معدات عسكرية كاملة، ويحدق من خلال منظار بندقية القنص وسط مدينة عراقية، حيث قتل امرأة تساعد «المتمردين» العراقيين.

الفيلم الذي وصفه بعض النقاد بالفاشي لا يكترث للصلة الضمنية بين أحداث 11 سبتمبر والقرار الأمريكي بغزو العراق «استباقيًا» بعد أقل من عامين للإطاحة بنظام الدكتاتور العراقي صدام حسين وكذا لم تفعل الكثير من المؤسسات العامة أو السياسية الأمريكية التي انجرفت في اندفاع إدارة جورج دبليو بوش لمعاقبة «الأشرار». وجد استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» في سبتمبر (أيلول) 2003 أن ما يقرب من سبعة من كل 10 أمريكيين يعتقدون أنه من «المحتمل» أن يكون صدام حسين متورطًا بشكل مباشر في هجمات 11 سبتمبر 2001.

وقد ثبت أن هذا بالطبع غير حقيقي – يوضح ثارور – مثلما زعم بوش وحلفاؤه بشأن التهديد الوشيك الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل الوهمية للنظام العراقي. وبدافع من حماس المحافظين الجدد للإطاحة بالأنظمة المعادية وممارسة القوة الأمريكية – وبدون عراقيل الصحافيين في واشنطن – أغرقت إدارة بوش الولايات المتحدة وشركاءها في حرب واحتلال أديا في نهاية المطاف إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، وصرف الانتباه عن التدخل الأمريكي الموازي في أفغانستان، وأثار حلقات جديدة من الفوضى والعنف.

وينقل التحليل عن فالي نصر، أستاذ الشؤون الدولية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، ما قاله لمجلة «توداي وورلد فيو»: إن أول عامين بعد أحداث 11 سبتمبر كانا بمثابة «حقبة ارتكبت فيها الولايات المتحدة أخطاء إستراتيجية كبيرة. فقد أعمى الغضب والانتقام الرؤية الأمريكية».

أولا وقبل كل شيء، هناك عدد القتلى العراقيين. بحسب معهد واتسون في جامعة براون فإن حوالي 184 ألفًا و382 إلى 207 ألفًا و156 مدنيًا عراقيًا قُتلوا بشكل مباشر في أعمال عنف مرتبطة بالحرب بين بداية الغزو الأمريكي في مارس (آذار) 2003 حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2019. لكن الباحثين يشيرون إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أضعاف هذا الرقم.

قال سنان أنطون، الشاعر والمؤلف العراقي المقيم في نيويورك، إنه حتى بالنظر إلى سجل صدام الطويل من الوحشية، من الصعب تصور مستقبل معاناة الشعب العراقي لو لم تطح به الولايات المتحدة من السلطة. وقال أنطون لمجلة «توداي وورلد فيو»: «بغض النظر عما لو ظل النظام في السلطة – وأنا أقول هذا باعتباري شخصًا عارض نظام صدام منذ الطفولة، وكتبت روايتي الأولى عن الحياة في ظل الديكتاتورية – لكان عشرات الآلاف من العراقيين على قيد الحياة اليوم، ولن يولد الأطفال في الفلوجة كل يوم بعيوب خلقية»، في إشارة إلى تأثير استخدام القوات الأمريكية المزعوم اليورانيوم المنضب في معاركها في جميع أنحاء العراق.

ظهور «داعش» نتيجة مباشرة للغزو

أضاف أنطون أننا أيضًا ما كنا لنشهد صعود «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» لو لم تغز الولايات المتحدة العراق – وهي قناعة يشاطرها الرئيس السابق باراك أوباما ورددها عدد لا يحصى من الخبراء. كما كتب عالما العلاقات الدولية هال براندز وبيتر فيفر في دراسة أجريت عام 2017: «على المدى القريب، ربما لم يكن النظام السياسي العراقي لينهار ويخلق فراغًا يمكن أن يملأه الفاعلون من غير الدول أو شبه الدول».

وتابعا: «كان الانقسام السني الشيعي الذي جعل العراق من الصعب جدًا أن يحكم سيبقى موجودًا، لكن بدون العنف والفوضى السياسية والتهميش السني في فترة ما بعد الغزو، لم تكن لتجد الجماعات الإرهابية مثل القاعدة و«داعش» في العراق مثل هذه الأرض الخصبة للتجنيد».

كانت المسارات الأخرى ممكنة – يشير ثارور. في عام 2002 كان شبلي تلحمي، خبير استطلاعات الرأي المخضرم المنتسب إلى معهد بروكينجز وأستاذ في جامعة ميريلاند، جزءًا من مجموعة من باحثي الشرق الأوسط المقيمين في الولايات المتحدة الذين عارضوا قرع طبول إدارة بوش للحرب في العراق.

المصدر : وكالات


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.