30 أبريل 2024

مشاركون في لقاء دراسي بالرباط يؤكدون أهمية مراعاة الخصوصية المعمارية والثقافية للمآثر التاريخية المتضررة من زلزال الحوز أثناء عملية الترميم

Maroc24 | جهات |  
مشاركون في لقاء دراسي بالرباط يؤكدون أهمية مراعاة الخصوصية المعمارية والثقافية للمآثر التاريخية المتضررة من زلزال الحوز أثناء عملية الترميم

أكد المشاركون في لقاء دراسي، اليوم السبت بالرباط، على أهمية عمليات الإنقاذ والترميم التي ستعرفها كل المواقع الأثرية والتراثية المتضررة من زلزال الحوز، خصوصا مسجد تنمل وغيره من المواقع الأثرية، مشددين على ضرورة مراعاة الخصوصية المعمارية والثقافية والاجتماعية للمآثر التاريخية أثناء إعادة البناء والترميم بهدف الحفاظ على الهوية التراثية والبيئة للمنطقة.

وأوضح هؤلاء المشاركون في افتتاح هذا اللقاء، الذي تنظمه أكاديمية المملكة المغربية تحت شعار “أركيولوجية الإنقاذ: تنمل والمواقع الأثرية في جهة الحوز”، أنه من شأن لقاءات من هذا القبيل المساهمة بشكل كبير في الاستفادة من الخبرات العلمية التي تمت مراكمتها في ما يتعلق بالتقنيات والوسائل ذات الصلة بأركيولوجية الإنقاذ، لا سيما في الظروف الاستثنائية.

وفي هذا الصدد، أكد أستاذ الآثار والتاريخ الإسلامي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، عبد الله فيلي، على ضرورة الانخراط في تفكير جماعي بخصوص الأركيولوجية الإنقاذية والوقائية للمواقع الأثرية بعد تعرضها للتلف جراء الكوارث الطبيعية.

وقال الباحث إن هذا اللقاء، الذي يعتبر أول ورشة للتفكير الجماعي في المغرب حول الحفاظ على المواقع الأثرية وإعادة ترميمها وفق المنهج الصحيح، لا سيما موقع تنمل الأثري، يعد مناسبة للتفكير في العمل على مواقع أخرى بفاس، وسلا، وأغمات، ومولاي عبد الله أمغار على سبيل المثال، والخروج بتوصيات تهم الإطار القانوني لهذه التدخلات الوقائية، وتدارس إمكانية تنظيم دورات تكوينية مستمرة، والبحث عن مصادر تمويل هذه المشاريع.

من جانبه، اعتبر مدير المعهد الوطني لعلم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوكار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء العلمي الخاص بعلم الآثار وحفريات الإنقاذ يكتسي أهمية بالغة، خاصة بعد زلزال 8 شتنبر الماضي الذي خلف أضرارا على مستوى عدد من المواقع الأثرية والتراثية بمنطقة الحوز، مؤكدا أن اللقاء يشكل فرصة مهمة من أجل التفكير بشكل ممنهج لوضع لبنات وأسس ومقاربات علمية من شأنها ترسيخ البعد الوقائي والإنقاذي داخل منظومة الآثار بشكل عام، بغية الحفاظ على المآثر والمواقع الأركيولوجية المغربية.

بدوره، أكد الأستاذ بجامعة باريس 1 – بانتيون سوربون، جون بيير فان ستيفل على ضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية التي تمثل حضارة وتاريخ وهوية كل بلد، مسجلا أن العمليات الوقائية التراثية، التي تمثل تخصصا مهما في علم الأركيولوجيا، تتطلب مقاربة متعددة الأبعاد، تتعلق بالجوانب التقنية والعلمية، من أجل الحفاظ على التراث والمواقع الأثرية بشكل آمن.

ودعا الخبير الفرنسي إلى ضرورة الاستفادة من التجارب المتنوعة للخبراء والمتخصصين المغاربة والأجانب، ومناقشة السبل التطبيقية المرتبطة بالحفاظ وحماية الموروث الثقافي والتاريخي، فضلا عن تضافر جهود كل الفاعلين في العملية الإنقاذية من أجل صيانة المواقع الأثرية المتضررة جراء زلزال الحوز.

وكان أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، قد أكد، في كلمة افتتاحية، أن هذا اليوم الدراسي يشكل فرصة سانحة للبحث في موضوع أركيولوجية الإنقاذ الذي يحظى بأهمية بالغة بالنسبة لأكاديمية المملكة، إسهاما منها في التقدم الفكري والعلمي والثقافي والتعريف بالموروث الثقافي والتاريخي للمملكة.

وأوضح السيد الحجمري أن هذا اللقاء يكتسي أهمية استثنائية من أجل البحث في التصورات الأركيولوجية المتعلقة بعمليات الإنقاذ والوقاية وإعادة الترميم لعدد من المواقع الأثرية التي تضررت جراء زلزال الحوز، لا سيما مسجد تنمل الذي شيد سنة 1148م، والذي ظل صامدا لتسعة قرون وشاهدا على قيام الدولة الموحدية بمدينة مراكش.

ويشكل اللقاء أيضا، يبرز السيد الحجمري، فرصة مهمة لفتح آفاق التفكير المشترك بين الخبراء والمتخصصين بهدف إجراء تقييم للمعرفة الأثرية، والقيام بتشخيص علمي لهذه المواقع الأثرية المتضررة جراء الزلزال، والشروع في عمليات إعادة البناء والترميم تماشيا مع المشاريع التنموية الهامة التي تعرفها المملكة.

يشار إلى أن هذا اليوم الدراسي يعرف تنظيم عدد من الجلسات والورشات بمشاركة خبراء وأساتذة جامعيين ومتخصصين في مجال الاثار والتراث، من أجل مناقشة سبل التعاون لإعادة ترميم موقع تنمل الأثري ومواقع أخرى متضررة في جهة الحوز، جراء الزلزال الذي ضرب المملكة يوم 08 شتنبر 2023.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.