05 ماي 2024

خبراء مغاربة وأجانب يناقشون بالرباط كونية حقوق الإنسان في سياقات تتغير باستمرار

خبراء مغاربة وأجانب يناقشون بالرباط كونية حقوق الإنسان في سياقات تتغير باستمرار

ناقش خبراء مغاربة وأجانب، اليوم الخميس بالرباط، كونية حقوق الإنسان في سياقات تتغير باستمرار، وذلك خلال مناظرة دولية حول “30 التزاما كونيا من أجل الكرامة الإنسانية: كونية حقوق الإنسان .. فعلية تحققت أم مسار غير مكتمل؟”.

وأبرز المشاركون، في الجلسة الأولى لهذه المناظرة، التي تنظم تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، احتفاء بالذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أن الكونية التي تميز حقوق الإنسان أصبحت محط انتقاد في سياقات ثقافية واجتماعية، ما يتطلب تحديد آفاق تطوير مفهوم كونية حقوق الإنسان في سياق التحولات المستمرة.

وتوقف هؤلاء الخبراء عند سبل التوفيق بين الكوني والتعددي لمواجهة أهم التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الإنسانية في مختلف أنحاء العالم .

وفي هذا السياق، أبرز الأستاذ والباحث في العلوم السياسية، محمد الطوزي، الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز التعددية التي كرسها دستور 2011 كأساس لاحترام الاختلاف مع الآخر.

وأضاف السيد الطوزي، في مداخلة عبر الفيديو حول موضوع “السلطات المضادة ودولة القانون في دستور 2011″، أن هذا الدستور كرس أيضا المشاركة ومبادئ الحكامة الجيدة بكل ما تقتضيه من شفافية واحترام لحقوق الإنسان.

واستحضر، في هذا السياق، الفصل 27 من الدستور الذي ينص على أنه “للمواطنين والمواطنات حق الحصول على المعلومات، الموجودة في حوزة الإدارة العمومية، والمؤسسات المنتخبة، والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام”.

من جانبها، أكدت دجايلي أمدو أمل، الباحثة والكاتبة الحاصلة على جائزة كونكور (الكاميرون)، أن “المرأة في مجتمعات منطقة الساحل لازالت تعاني من التمييز وعدم المساواة، وهو ما يعيق التنزيل الفعلي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، مضيفة أن “دور النساء في هذه المنطقة يبقى مهمشا”.

وفي مداخلة بعنوان “حقوق الإنسان في محك الكونية: حالة وضعية المرأة في منطقة الساحل”، سجلت السيدة أمدو أمل تنامي ظاهرة زواج القاصرات، والذي غالبا ما ينتهي بالطلاق والعنف الزوجي بشتى أنواعه.

من جهته، تساءل الكاتب والفاعل الحقوقي أحمد عصيد، عن “تأثير تحولات العالم على كونية حقوق الإنسان”، مشددا على ضرورة تسخير الفن والثقافة والعلم “لتعزيز حقوق الإنسان ولإبراز التنوع وعشق الاختلاف واحترام الآخر”.

وتميزت الجلسة الافتتاحية للمناظرة، التي ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على مدى يومين، بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في هذه التظاهرة الدولية، والتي تلتها رئيسة المجلس، السيدة آمنة بوعياش.

وتشكل المناظرة فرصة لمساءلة قدرة الإنسانية على تجاوز حدودها لبناء صرح مشترك تغذيه المسارات الوطنية المتنوعة، بعمق أكاديمي وفكري، يوظف التحليل لفهم التحديات التقليدية والطارئة ضمن سياق يخضع للتأثيرات المتعددة للعولمة وللتعبيرات الثقافية المحلية والوطنية.

وتناقش هذه التظاهرة الدولية، التي حضر جلستها الافتتاحية عدد من الوزراء والمسؤولين السامين، وتشارك في أشغالها مجموعة من المؤلفين والفلاسفة والمؤرخين والصحفيين والفنانين، إلى جانب مفكرين وخبراء وفاعلين وأدباء مغاربة وأجانب، مواضيع ذات الصلة بكونية حقوق الإنسان في ضوء التحولات العميقة والتحديات الناشئة التي يواجهها العالم.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.