02 ماي 2024

السودان.. إشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع

Maroc24 | إفريقيا |  
السودان.. إشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع

تتواصل بعد ظهر السبت الاشتباكات التي اندلعت صباحا في السودان بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو في تحول مفاجئ للصراع بينهما الى نزاع مسلح.

وقالت نقابة الأطباء في بيان على فيسبوك إن ثلاثة مدنيين قتلوا من بينهم اثنان في مطار الخرطوم فيما لقي شخص ثالث حتفه اثناء المعارك في الأبيص بشمال كردفان (وسط السودان).

أكد حميدتي في تصريحات لقناة الجزيرة ، إن قواته “لن تتوقف” عن القتال إلا بعد “السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش”. وشدد على أنه لا يمكنه التكهن بموعد توقف القتال. وقال “لا أستطيع أن أحدد (متى تنتهي المعارك)، فالحرب كر وفر”.

وجاءت تصريح حميدتي بعد نداء وجهه الموفد الخاص للأمم المتحدة الى السودان فولكر بيرتس الى وقف “فوري” للقتال في البلاد.

وأفاد بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة في السودان بأن “بيرتس اتصل بالطرفين للمطالبة بوقف فوري للأعمال العدائية من أجل سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد المزيد من العنف”.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن القتال في السودان يجب أن يتوقف “فورا”.

وفيما أكدت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط)، أعلن الجيش بعد الظهر أن القوات الجوية نفذت هجمات ل “تدمير” معسكري طيبة وسوبا في الخرطوم.

كانت قوات الدعم السريع بادرت بالاعلان في بيان إن القوات المسلحة “هاجمت في وقت متزامن قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جاري حصرها”، مؤكدة أن “قوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة”.

وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تقف الى جانب “جميع المواطنين وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة” في اشارة الى ثورة 2019 التي أطاحت الدكتاتور عمر البشير بعد ثلاثين عاما في السلطة.

منذ ساعات الصباح الأولي سمع في الخرطوم دوي قوي لانفجارات واطلاق نار قبل أن تتهم قوات الدعم السريع في بيان الجيش بمهاجمة معسكراتها. ورد الجيش بعد قليل باتهام مماثل للقوات شبه العسكرية بالمبادرة بالهجوم على قواعده.

وتحدث شهود عن “مواجهات” ودوي انفجارات واطلاق نيران سمع بالقرب من قاعدة تتمركز فبها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم. وسمع مراسلو فرانس برس اطلاق نار بالقرب من مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية.

تبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة بالقتال.

وأكدت قوات الدعم السريع في بيان أنها “تفاجأت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل الى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصار ا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة انواع الاسلحة”.

من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لفرانس برس “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”. وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

وأكدت مصر الجار القوي للسودان، أنها “تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان”.

ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان “كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق”.

وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 تشرين الأول/اكتوبر 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر الى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.

وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر ب”منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية.

وياتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.

فمطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند اساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط اساسي لعودة المساعدات الدولية الى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

كانت قوات الدعم السريع شكلت في 2013 وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير بقمع التمرد في اقليم دارفور.

أ ف ب


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.