03 ماي 2024

رمضان في نيجيريا.. أجواء روحانية تتشابك فيها التقاليد والتاريخ

رمضان في نيجيريا.. أجواء روحانية تتشابك فيها التقاليد والتاريخ

قد يعني بالنسبة للبعض قضاء رمضان بعيدا عن الوطن الشعور بالوحدة وغياب التقاليد والعادات التي تميز هذا الشهر الفضيل وكذا الأجواء والطقوس الروحانية، غير أنه في نيجيريا لا يشعر الصائمون الأجانب بذلك حيث يغتنمون هذه المناسبة الدينية كما لو أنهم في بلدهم مجتمعين حول نفس المائدة رفقة العائلة والأصدقاء ومواطنيهم.

وهذا أيضا حال الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا والذي يتقاسم العديد من نقاط التشابه مع المغرب ذلك أن البلدين والشعبين يربطهما تاريخ يعود لقرون .

ويقضي أفراد الجالية المغربية في جو حميمي تعمه السكينة والسلام ، لحظات مع إخوانهم من مسلمي نيجيريا المتشبعين بقيم الاسلام الفضلى والسمحة.

بين العمل والمهام التي يفرضها شهر رمضان، تقضي حفيظة يومها من الصيام بكل هدوء . ومع حلول موعد الإفطار تجلس على الطاولة رفقة أسرتها الصغيرة لتناول أطباق مغربية خالصة أعدتها بكل حب .

“لا أشعر بأي فوارق ولا أجد اختلافا كبيرا بين رمضان هنا بأبوجا وفي بلدي ” تقول حفيظة التي مر على استقرارها بنيجيريا أزيد من 10 سنوات .

“الأجواء تقريبا متشابهة ” ، بالنسبة لهذه المغربية ، مشيرة بالخصوص إلى ما يلاحظ “من ترقب كبير لقدوم شهر الصيام بنيجيريا ، البلد الذي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون سويا في تعايش وسلم خلال هذه الفترة المقدسة من السنة ” .

وتبقى الزيارات العائلية والأمسيات الرمضانية ، بحسب حفيظة ، التقليد الوحيد الجميل والمحمود الذي ينقص في شهر رمضان بنيجيريا .

أما محمد فحريص على تنظيم حفلات استقبال تكون حاضرة فيها بقوة الثقافة والطبخ والأجواء المغربية ، ويدعو إليها أصدقاءه ومعارفه النيجيريين ، كما يقوم بزيارات ود ومحبة لمغاربة نيجيريا.

قيدوم أفراد الجالية المغربية المقيمة بنيجيريا ، كما يحلو له أن يطلق على نفسه ، لكونه استقر بهذا البلد منذ 2004 ، يقول إن هذه اللحظات الثمينة تذكره بمدى التشابه بين الثقافتين النيجيرية والمغربية .

وهذا يؤكد غياب الفوارق ويحفز أكثر شعور الانتماء وحتى وإن كان هذا الانتماء بالنسبة لمحمد هو ذاك المغربي النيجيري .

هذا التقارب الثقافي ، يرسخه ويقويه محمد من خلال تقديمه لأطباق وحلويات داخل مطعمه المغربي والتي يحبها النيجيريون والمغاربة على حد سواء ، من قبيل ” البسطيلة ” و”سلو ” وكذا “الشباكية ” .

وقال باعتزاز ” نتلقى طوال شهر رمضان عددا مهما من الطلبات وخاصة على هذه المأكولات من قبل النيجيريين والمغاربة ” .

وفي الجانب الديني والروحي الذي يميز شهر رمضان ، يقول محمد إنه يشعر بالرضى التام ، حيث تشهد الصلوات توافد العديد من الأشخاص لحضور الدروس الدينية التي تمتد طوال اليوم تقريبا ، إلى جانب حصص لتجويد وتفسير القرآن الكريم ، ومجالس ونقاشات تغوص بالمؤمنين في مناخ تعمه الطمأنينة والهدوء والروحانية التي لا توصف وتقربهم من خالقهم .

وعلى امتداد الشوارع الرئيسية بالعاصمة أبوجا ، تصدح أصوات جميلة ترتل وتجود القرآن الكريم صادرة من أعلى مآذن مساجد ضخمة لتنشر السلام على المدينة ولاسيما خلال صلاة التراويح.

ويتوافد المسلمون على هذه المساجد في مجموعات من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والشباب حرصا منهم على الحفاظ على ارتباطهم المقدس بالله سبحانه وتعالى وتقويته طوال شهر رمضان.

أما الأمسيات الرمضانية التي تسودها أجواء البهجة والسرور ، تتزين واجهات المطاعم بمصابيح على شكل أهلة وتعزز قوائمها بأطباق جديدة بهدف ارضاء وتلبية طلبات زبنائها . وكل ذلك يجعل المرء يحس وكأنه في بيته .

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.