27 يوليوز 2024

حصيلة الأنشطة والتظاهرات الثقافية بجهة الداخلة خلال سنة 2022

Maroc24 | جهات |  
حصيلة الأنشطة والتظاهرات الثقافية بجهة الداخلة خلال سنة 2022

اتسم المشهد الثقافي والفني بجهة الداخلة – وادي الذهب، خلال سنة 2022، بإحياء وتنظيم العديد من الأنشطة والتظاهرات والأحداث المتميزة، وذلك بعد سنتين من الركود بسبب تداعيات جائحة (كوفيد-19).

ويندرج تنظيم هذه الأحداث والتظاهرات الثقافية والفنية، التي شهدتها سائر مناطق الجهة، في إطار تنزيل مقتضيات المكون الثقافي من عقد برنامج التنمية المندمجة لجهة الداخلة – وادي الذهب، الموقع أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بين المجلس الجهوي ووزارة الثقافة.

كما يأتي تنظيم مثل هذه التظاهرات في سياق دعم التنشيط الثقافي والفني بجهة الداخلة – وادي الذهب، والتعريف بالموروث الثقافي الحساني الأصيل لدى الأجيال الناشئة، وكذا تحفيز المبدعين في مجالات الأدب والشعر والطرب ومواكبتهم، والتعريف بإبداعاتهم الفنية القيمة وتثمينها على نحو أفضل.

ومكنت هذه الأنشطة المتنوعة من إبراز وتعزيز أسس الثقافة الحسانية، باعتبارها رافدا من روافد الهوية المغربية وموروثا يحافظ على التقاليد والعادات التي ترمز إلى وحدة الوطن، ودعامة أساسية لتحقيق نجاعة النموذج التنموي المحلي، ومناسبة لتحفيز المبدعين الصحراويين في المجالين الثقافي والفني.

وهكذا، نظمت المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالداخلة – وادي الذهب فعاليات الملتقى الثاني لحماية وصون التراث الثقافي بالجهة، بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين في مجال الآثار والتراث.

واستهدفت هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع المجلس الجهوي وكلية العلوم – عين الشق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، استحضار الرصيد الثقافي والتراثي لاسيما في برنامج التنمية المندمجة بالجهة، بوصفه رافعة للتنمية المحلية، وكذا تشجيع الباحثين والمتدخلين من أجل وضع مخطط علمي للبحث الأثري بالجهة.

وتوخى تنظيم هذا الملتقى تحسيس المواطنين وممثلي هيئات المجتمع المدني بأهمية المخزون الأثري المادي وغير المادي لجهة الداخلة – وادي الذهب، باعتباره منتوجا حضاريا يعبر عن ذاكرة الأمة ورافعة اقتصادية وتنموية مهمة في مختلف مناطق الجهة.

وتضمن برنامج هذه الدورة عدة محاور، من بينها “الفن الصخري كتراث ثقافي مادي بين سبل الحماية وآليات التثمين – جهة الداخلة نموذجا”، و”الاكتشافات الأثرية الأخيرة: رصيد لإغناء التراث الثقافي المغربي”، و”التراث الحساني اللامادي: المكونات والتجليات”، و”التراث الثقافي المغمور تحت المياه بالمغرب”.

من جهة أخرى، شهدت لؤلؤة الجنوب المغربي تنظيم فعاليات النسخة الثانية من مهرجان “الداخلة أشعار وأوتار”، الذي يهدف إلى تشجيع الدينامية الثقافية بالمدينة.

وعرف هذا الحدث الفني، المنظم بمبادرة من المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالداخلة – وادي الذهب تحت شعار “الموسيقى جسر محبة”، تنظيم سلسلة من الأماسي الموسيقية الجذابة، بمشاركة نحو عشرين فرقة موسيقية من المناطق الجنوبية الثلاث للمملكة، وفرقة من موريتانيا وفنانين مغاربة.

ورامت هذه التظاهرة الثقافية والفنية، المنظمة بتعاون مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب ومجلس الجهة والمجلس الجماعي للداخلة، تثمين والمحافظة على الوتر والنغم الأصيل، باعتباره تراثا مغربيا فريدا تزخر به الجهة، ولكون الموسيقى تعد محفزا ومهذبا للأخلاق والذوق الرفيع للمجتمع.

وتناولت نسخة هذه السنة “فن الحكاية” تيمة للمشاركة الشعرية، حيث عرفت مشاركة عدد من الحكواتيين والشعراء في هذا الصنف من التراث اللامادي الذي يحظى برعاية المعنيين بالشأن الثقافي، وكذا المنظمات الدولية.

على صعيد آخر، نظمت جمعية روافد المسرح الاحترافي بالداخلة، بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بالداخلة – وادي الذهب فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان الوادي للإبداع، تحت شعار “مظاهر الحكاية والأمثال الحسانية في مجتمع البيظان”.

وتوخت التظاهرة، المنظمة بدعم من المجلس الجهوي، والمجلس الإقليمي لوادي الذهب، والجماعة الترابية للداخلة، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إبراز فن الحكاية الشعبية والأمثال الحسانية والتعريف بخصائصهما الفنية والجمالية، وما يزخران به من عبر وحكم تجعل منهما ركيزة أساسية ضمن المكون الثقافي الحساني للمملكة.

كما رام المهرجان إعادة الاعتبار للحكاية والأمثال الحسانية والعمل على استعادة دورهما الأساسي في تشكيل منظومة القيم والمحافظة عليها، ومواكبة الناشئة المحلية وتربيتها على اكتساب ذوق فني رفيع ودعم قدراتها الفكرية والمعرفية، وإطلاعها على الموروث الحضاري العريق الذي تزخر به الجهة.

وتضمن برنامج المهرجان تنظيم عروض مسرحية وإلقاء محاضرة حول موضوع “الواقع الاجتماعي والأخلاقي في مجتمع البيضان من خلال الحكاية والأمثال”، بهدف تفكيك مجموعة من الحكايات والأمثال الحسانية، ومحاولة كشف ما تختزنه مضامينها من قيم أخلاقية وسلوكيات اجتماعية في المجتمع الحساني.

من جهة أخرى، نظمت المديرية الجهوية للثقافة بالداخلة – وادي الذهب فعاليات الدورة الثانية عشر للمعرض الجهوي للكتاب والنشر، وذلك تحت شعار “العلم رهان البناء، وحاضن هوية الأمة ومستقبلها”.

وجاءت هذه التظاهرة الثقافية، التي احتفت بوكالة بيت مال القدس الشريف كضيف شرف، تفعيلا لاستراتيجية قطاع الثقافة الرامية إلى ترسيخ الفعل القرائي عبر ربوع المملكة ودعم الكتاب وتقريبه من ساكنة الجهة، وتنفيذا للبرنامج السنوي للمعارض الجهوية للكتاب والبرنامج التنموي المندمج لجهة الداخلة – وادي الذهب.

وتميز هذا الموعد الثقافي، المنظم بدعم من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، وبتعاون مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب والمجلس الجهوي والمجلس الجماعي للداخلة بمشاركة أكثر من 30 عارضا يمثلون دور نشر وطنية ومكتبات وطنية ومحلية ومؤسسات عمومية تعنى بالقراءة، فضلا عن عدد من المؤسسات الجامعية المتواجدة في تراب الجهة.

كما شمل برنامج التظاهرة أنشطة ثقافية وتنشيطية حافلة لدعم الكتاب ومواكبة المؤلفين، من خلال لقاءات وتفاعلية وتوقيع لكتب جديدة، فضلا عن ورشات تحسيسية وتربوية وترفيهية لفائدة الأطفال.

وخلال سنة 2022، أطفأ ملتقى الثقافة الحسانية “ملكى الفركان”، المنظم من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، شمعته الرابعة حول موضوع “الثقافة الحسانية في خدمة القيم الإنسانية”.

وجاء تنظيم هذا الحدث الثقافي في سياق تعزيز سبل التعاون جنوب – جنوب والانفتاح الثقافي على إفريقيا، وتفعيلا لمقتضيات القانون الإطار 51/17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، وفي إطار تنزيل المشروع رقم 08، خاصة الشق المتعلق بالإدماج الفعلي للثقافة بالمدرسة المغربية.

واستهدفت تظاهرة “ملكى الفركان” الاهتمام بالقيم الأصيلة التي تنشدها الثقافة الحسانية والعمل على تعزيزها وترسيخها، وزرع قيمها الحضارية والمجتمعية لدى الناشئة المحلية، وإبراز امتداداتها وتفاعلها القوي مع قيم وثقافات أخرى، لاسيما داخل القارة الإفريقية.

وشكلت مختلف هذه الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية، التي نظمت على مدار السنة بجهة الداخلة – وادي الذهب متنفسا حقيقيا للساكنة المحلية وآلية مثلى لتعزيز وتحفيز النشاط الثقافي والفني على الصعيد الجهوي.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.