افتتحت الأربعاء بفاس أشغال النسخة العاشرة للمؤتمر الدولي حول تاريخ الطب، تحت شعار “التراث الطبي العربي المخطوط بين الإحياء والدراسة والممارسة المهنية”.
ويطمح هذا المؤتمر، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى التعريف بالمخطوط الطبي العربي الإسلامي وتثمينه، وتشجيع البحث العلمي في مجال دراسة المخطوط الطبي وتحقيق نصوصه، وكذا التوعية بأهمية الفهرسة الإلكترونية للمخطوط الطبي.
وتروم هذه التظاهرة، التي تنظمها لجنة التراث التابعة لكلية الطب والصيدلة بفاس بمشاركة مهنيين وباحثين مغاربة وأجانب، مناسبة لتعزيز التبادل الثقافي والاجتماعي بين مختلف البلدان المشاركة.
في كلمة بالمناسبة، أكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بالنيابة، مصطفى إجاعلي، أن هذا المؤتمر يروم تثمين التراث الطبي العربي الإسلامي وإبراز رموزه من أجل ربط ماضي الأمة بحاضرها.
وتساءل السيد إجاعلي “ما الذي نحتاجه اليوم أكثر في إطار طموحنا لبناء تحالف واندماج حقيقي للحضارات؟ وما الذي نحتاجه في هذا السياق لتقديم الجوانب المضيئة لتاريخ الحضارة الإسلامية التي أسدت خدمات جليلة للإنسانية في مختلف المجالات، بما في ذلك مجال الطب؟.
وأشار أيضا إلى أن هذه التظاهرة العلمية فريدة وغنية بمحتواها والموضوعات التي ستطرح خلالها للنقاش، مسجلا أن “جزءا كبيرا من التراث الطبي العربي لم يولى الاهتمام الذي يستحقه من قبل الباحثين والمتخصصين”.
من جهته، أفاد رئيس جمعية فاس – سايس، حسن سليغوة، بأن هذا المؤتمر الطبي يعد مناسبة لتسليط الضوء على ذاكرة وتاريخ المنجزات التي حققها التراث العربي الإسلامي، مبرزا الأهمية التي يكتسيها تدارس التراث الطبي العربي المخطوط.
وفي تصريح لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط، أن التراث الطبي العربي المخطوط يعتبر جزءا لا يتجزأ من الذاكرة العربية الكبيرة، التي اشتهرت بغناها ووفرتها.
وتابع السيد بنبين أن التراث العربي واجه صعوبات عديدة من بينها لنسخ والطباعة والإنتاج، مبرزا الجهود التي بذلها الأطباء العرب، في الماضي، لترجمة المصطلحات الطبية.
ويناقش المشاركون في المؤتمر عدة مواضيع، من بينها “علم المخطوط، مفهومه وتاريخه وقواعده”، و”بيبليوغرافيا المخطوطات الطبية العربية الإسلامية في الخزانات العالمية”، و”المخطوط الطبي العربي والإسلامي في علاقته بالمخطوط الطبي الدولي”، و”نماذج تطبيقية لمؤسسات أو أفراد في تحقيق المخطوط الطبي العربي الإسلامي”، و”المخطوط الطبي العربي والإسلامي بين المؤرخ والطبيب”.
وسيعرف المؤتمر مشاركة عدة جهات من بينها معهد المخطوط العربي، ومؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، ودار المخطوطات إسطنبول، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو)، ومؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بالمملكة المتحدة، والجمعية الدولية لتاريخ الطب، والخزانة الحسنية بالرباط.
كما تشارك في فعاليات المؤتمر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ومركز ابن البنا المراكشي للبحث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية، والرابطة المحمدية للعلماء، وجمعية فاس سايس، وجامعة القرويين وكذا الجمعية المغربية للتراث والعلوم والحضارة.
وفضلا عن الأنشطة العلمية والثقافية والفنية، تتضمن فقرات المؤتمر ورشات موضوعاتية ومعرضا لبعض المخطوطات الطبية النادرة لمؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون بالمملكة المتحدة، إضافة إلى زيارات للمآثر التاريخية لمدينة فاس، لاسيما مكتبة القرويين.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.