05 ماي 2024

السفارة الإسبانية بالمغرب و WeCasablanca : إحياء حفل فني لتمتين العلاقة الثقافية بين المغرب واسبانيا

Maroc24 | فن وثقافة |  
السفارة الإسبانية بالمغرب و WeCasablanca : إحياء حفل فني لتمتين العلاقة الثقافية بين المغرب واسبانيا

أحيت فرقتان موسيقيتان من المغرب وإسبانيا ليلة أمس السبت، حفلا فنيا برحاب قصر المشور بالدار البيضاء، إسهاما منهما في تمتين دعائم جسر علاقات التعاون الثقافي القائمة بين البلدين والتي تعود لعدة عقود.

وقد استهلت فقرات برنامج هذا الحفل، المنظم بمبادرة من الجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية، بمعزوفتين موسيقيتين للنشيدين الوطنيين لكل من المملكتين المغربية والإيبيرية، وذلك بلمسة ابداعية اهتزت لها الأبدان وتحركت لها أشواق وأحاسيس الجمهور التي حج بغزارة من ضفتي البحر الأبيض المتوسط .

وقد تمكن نحو عشرين فنانا من رواد الغناء والرقص والموسيقي بالرغم من اختلاف لغاتهم من تشكيل لوحة فنية تتماشى مع تطلعات الجمعية الرامية أساسا الى تعزيز حوار الثقافات والديانات بين مختلف الحضارات.

وهذا ما أكدته الرئيسة المؤسسة لهذه الجمعية، السيدة فاطمة مبشور، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قائلة بالمناسبة إن غاية الجمعية تكمن في الدفاع عن التراث والهوية المغربية سواء في شقها الثقافي أو الفني وما عداهما، متخذة من الموسيقى الأندلسية بمصادرها وروافدها الى جانب باقي الألوان الفنية التي تزخر بها المملكة أداة لترسيخ قيم التسامح والعطاء.

وأوضحت في هذا الصدد بأن الجمعية تسعى على الدوام إلى خلق جسور ثقافية بين المغرب وباقي دول و شعوب العالم، لا سيما من خلال الموسيقى، معتبرة إياها اللغة العالمية التي توحد شعوب الأرض، في تبادل روحي يحتفل بالإنسانية.

وأضافت أن هذه البادرة، المنظمة بشراكة مع WECASABLANCA و السفارة الإسبانية بالمغرب، أكثر من مجرد حفل فني فحسب بقدر ما هي احتفاء بالصداقة العريقة التي تجمع تاريخيا بين المغرب وإسبانيا ، وعودة الى تقاسم وتلاقح الثقافتين المتكاملتين لدى هذين البلدين الجارين.

أما فيما يخص الشق الموسيقي، فيرى الباحث والموسيقار عمر متيوي، رئيس اوركسترا روافد موسيقية لمدينة طنجة، أن هذا الحفل الذي يجتمع فيه فنانون من مدريد وإشبيلية وطنجة وتطوان هو بمثابة عنوان للتلاقح الفني الضارب في القدم، مستحضرا في ذلك سلسلة من المحطات التاريخية التي أسست لهذا التمازج الثقافي وخاصة مع فتح الأندلس.

واستحضر في هذا الشأن مجموعة من الأعلام من قبيل زرياب المؤسس للمدرسة الأندلسية في 822 ميلادية، يليه ابن باجة في أواخر القرن الثاني عشر والذي ينسب له الأسلوب الجديد للموسيقى الأندلسية من خلال المزج بين أسلوب النصارى الكنائسي والأسلوب الآتي من المشرق (مدرسة زرياب)، الى أن شعت فيما بعد العديد من التلاحين عبر عدد من تلامذته منهم ابن حاسب المرسي و ابن جودي وغيرهم.

وفي القرن العشرين هناك تجارب في الاحتكاك بين الإسبان والمغاربة وخاصة في ظل الحماية الإسبانية، مشيرا الى دراسة هذه الموسيقى في حضرة أسماء كبيرة مثل انطونيو بوستيلو الذي تناول بالكتابة جميع النوبات الموسيقية مع المعلم الشاودري، يليه الباحث الكبير إلبادري باتيسينيو كارسيا باريوسو صاحب كتاب للمقارنة بين الموسيقى الاندلسية الوسيطية والموسيقى الأندلسية المغربية.

وقد توجت هذه المراحل، على حد قوله، مع مجيء عبد الصادق شقارة بمعية الشاعر بيبي إريديا الذي أقام ملحمة حاول من خلالها المزج هذه الأساليب على مدى ساعتين، وعلى اثر ذلك جاءت مقطوعة “بنت بلادي” التي كانت مسك الختام في هذا الحفل.

وشهد هذا العرس الفني، الذي تخللته باقة من المعزوفات والرقصات المستوحاة من تراث زاكورة، لوحات متنوعة من الموسيقى الأندلسية، من أداء أوركسترا روافد موسيقية في تمازج مع نخبة من الفنانين من قبيل جيما كاباليرو، زينب أفيلال ،سارة كاليرو ،خوسيه المارشا، عمر جايدي وإيبي باتشيكو، حيث أمتعو الجمهور المتعطش لهذا اللون الابداعي بخالدات شقارة ، وفن الفلامنكو ، فضلا عن مقطوعات جديدة تم تأليفها خصيص ا لهذا العرض.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.