14 ماي 2024

فضاءات العمل المشترك .. بادرة لدعم المقاولات الصغرى وتطوير نشاطها

Maroc24 | اقتصاد |  
فضاءات العمل المشترك .. بادرة لدعم المقاولات الصغرى وتطوير نشاطها

تتطلع فضاءات “العمل المشترك”، وهي منصات تجارية ذات إمكانيات عالية تطمح إليها المجموعات العقارية الكبرى وكذا المؤسسات الصغرى التي ترغب في الاستفادة من هذا المكسب، إلى توسيع شبكة انتشارها، وتحديدا في سياق الأزمة الصحية حيث قررت العديد من المقاولات الإبقاء على موظفيها خارج المكاتب.

وبتوفرها على مكاتب خاصة أو مشتركة وقاعات اجتماعات وصيغ إيجار مرنة بالنسبة للمقاولات وكذا للعاملين المستقلين، تعد هذه المنصات، التي تتضاعف أعدادها، فضاء للعمل يتضمن جميع الخدمات التي يمكن تكييفها للاستخدامات الجديدة للمقاولات وكذا للعاملين المستقلين، ومن هم في رحلة عمل وحتى بالنسبة للأجراء. وهي صيغة يبدو أنها تحل مشكلة إيجاد فضاء ملائم للعمل عن بعد. وإذا كان الخيار الأفضل بالنسبة لأنصار “العمل المشترك”، المجتمعين تحت سقف واحد، هو الاحتكاك بعشرات الوظائف، وذلك في جو ودي وبيئة محفزة، فإن الهدف بالنسبة للمستثمرين في هذه المنصات يتمثل في كسب حصص من السوق في هذا المجال.

يقول ياسين عمور، مالك فضاء العمل المشترك “SpaceX”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “العمل المشترك” هو تجارة ذات إمكانيات مهمة في المغرب، موضحا أنه خلال جائحة (كوفيد-19) أدركت المقاولات أنها لم تعد بحاجة إلى فضاء كبير للمكاتب من أجل تطوير أنشطتها، وبالتالي فقد تركت الخيار لمستخدميها للبقاء في إطار نمط العمل عن بعد أو الاشتغال انطلاقا من فضاء أصغر وغير ممركز، وبالتالي “فضاء للعمل المشترك”.

وفي معرض إشارته إلى فئات المقاولات الأكثر اختيارا لفضاءات العمل هاته، أوضح السيد عمور أن العرض ضمن هذه السوق متنوع للغاية ومرن تماما وفقا لاحتياجات كل واحد منها، مستشهدا بمثال العامل المستقل الذي يمارس نشاطه بمفرده ولا يحتاج سوى إلى مكتب واحد في فضاء لـ “العمل المشترك”، في حين تلجأ مقاولة مستقرة إلى فضاء كبير مع الاستفادة من نفس مزايا الانضمام إلى “العمل المشترك”.

ووفقا للسيد عمور، فإن مقاربات المهنيين في هذا القطاع مختلفة. بالنسبة لوضعيته، فإن فضاء العمل المشترك “SpaceX”، لا يعتبر فقط فضاء مصمما مع مكاتب، بل هو مكان للحياة والمشاركة والتعاون في بيئة معلوماتية آمنة مع تسعيرة موحدة، مضيفا “هو مكان تشعر فيه وكأنك في بيتك مع خدمات غير محدودة مثل مطبخ صغير وفضاء استرخاء وخدمة استقبال الزوار وقاعة اجتماعات بتقنية عالية، وكل هذا مع توفير تكاليف المقر التقليدي”.

وأشار إلى أن مفهوم المرونة لا يقل أهمية عن العروض اليومية أو الشهرية أو السنوية، مؤكدا أن التحدي الأكبر هو تقاسم مكان العمل مع غرباء بروح من اللطف والمشاركة.

وقال أحمد، وهو مستخدم عن بعد اختار فضاء لـ “العمل المشترك” يقع وسط المدينة، “كان من الضروري بالنسبة لي أن أجد مكانا للعمل في وسط المدينة. هذا يسمح بالاستفادة من جميع الخدمات التي يمكن أن توفرها مدينة كبيرة”.

إن الميزة الرئيسية لفضاءات “العمل المشترك” هي المرونة، بمعنى أنه يمكن استئجار فضاء لمدة ساعة أو فترة بعد الظهر أو حتى شهر، والميزة الثانية هي عدم الاشتغال من المنزل وتفادي الخلط بين الحياة الشخصية والحياة المهنية.

ومنذ الحجر الأول الناجم عن الأزمة الصحية، اتخذت العديد من المقاولات التدابير اللازمة للحفاظ على نشاطها مع الامتثال لإجراءات التباعد، وبالتالي فقد اختارت فضاءات العمل هاته.

وهكذا، فإن معظم الذين اضطروا إلى تطبيق العمل عن بعد اختاروا “العمل المشترك” من أجل البحث عن فضاء يسوده مناخ رائع يساعد على التركيز. وتتوفر فضاءات العمل المشترك هاته على كل ما يلزم من أجل الاستجابة لاحتياجات المقاولات، وبالتالي دعم الأشخاص العاملين في إطار هذا الوضع الجديد.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.