02 ماي 2024

وفاة الطفل ريان .. حين يقول القدر كلمته الأخيرة

Maroc24 | مجتمع |  
وفاة الطفل ريان .. حين يقول القدر كلمته الأخيرة

رحل ريان ورحلت معه آمال أمة بأكملها. كان وقع وفاة الطفل ريان قويا وقاسيا على المغاربة بل وحتى على الأجانب، ففي لحظة نسي العالم صراعاته الإيديولوجية وخلافاته السياسية فبعد أن كانت المسافات والظروف تفرقنا، جمعتنا اليوم حياة طفل بريء سقط في بئر، حفر في الأساس ليكون تروية لعطش وظمأ أرض وناسها إلا أنه فجأة أصبح قبر طفل وذكرى حزن وألم فراق لن ننساه ما حيينا.

عند وفاة الطفل ريان، اختلفت عبارات التعازي وتعددت تعابير المواساة فكل ودعه بطريقته؛ فمنا من كتب في رحيله شعرا ومن حفر بئرا فجعله صدقة جارية باسمه، أما جماهير مصر في نهائي كأس أفريقيا فقد هتفوا باسمه ورفعوا صوره، وفي رام الله أصر أب على تسمية مولوده الجديد باسم ريان أما في مكة المكرمة فقد رفع الحجاج الدعاء ترحما على ريان، هذا الطفل الذي ألف البشرية فتحابوا وتضامنوا وتضرعوا للعلي القدير الذي شاءت حكمته أن ينتقل ريان إلى جواره بعد ملحمة كبيرة و أيام طويلة من المعاناة و المقاومة و مصارعة الموت و كأن العالم كله كان عالقا معه في تلك الحفرة، إلى أن جاءت اللحظة المنتظرة حين اختلطت فرحة الخروج مع صدمة الوداع المريرة و كأننا في مصعد عاطفي أخذتنا فيه مشاعرنا إلى أعلى و أرقى درجات السعادة و الأمل ثم أعادتنا فجأة إلى أشد و أقسى درجات الحزن والألم.

وعلى الرغم من قساوة هذه الفاجعة، إلا أنها أظهرت طينة المغرب؛ ملكا وشعبا وجعلت منه رمزا للتضامن وعنوانا للصمود والتحدي، فقد تحرك المغرب بكل أجهزته من رأس هرمه إلى أسفله لإنقاذ ابنه ريان رغم قساوة ووعورة تضاريس جبال الريف، فألحق العمال الليل بالنهار وعملوا باستمرار دون توقف على أمل إخراج ريان وإعادته سالما لوالديه إلا أن مشيئة الله فوق كل شيء؛ حطمنا الجبل، فأخذنا ابننا لأننا نحبه فأخذه الله منا لأنه يحبه أكثر.

وداعا ريان .. في جنات الخلد إن شاء الله

إيمان بولعمايل


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.