06 ماي 2024

بدأ تلاشي أزمة اضطرابات سلاسل التوريد بالولايات المتحدة

Maroc24 | دولي |  
بدأ تلاشي أزمة اضطرابات سلاسل التوريد بالولايات المتحدة

يبدو أن الاضطرابات التي شلت سلاسل التوريد في قطاعات واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر اقتصاد في العالم، وتسببت في ارتفاع نسبة التضخم، قد بدأت بالتلاشي على بعد أسبوعين من فترة عطلة نهاية السنة.

هذه الوضعية التي تعد من تبعات الأزمة الصحية المترتبة عن جائحة كوفيد -19، وتفاقمت أكثر بسبب النقص الكبير في اليد العاملة، قضت مضجع السلطات الأمريكية التي تسارع الخطى على أمل تقليل كلفة هذا الشلل، وتخفيف تداعياته على القدرة الشرائية للأسر.

وخلال الأيام الأخيرة القليلة الماضية، بدأت تظهر في الأفق تباشير انفراج الأزمة، ما يفسح المجال لعودة إلى الحياة الطبيعية طالما جرى انتظارها. غير أن بعض المختصين يرون أن تحقيق هذه الأمنية قد لا يكون سهلا في الأمد المتوسط ما يجعلها تطول لبعض الوقت.

وبالفعل، فقد أورد تقرير صادر عن “سي إن إن بيزنس” تسجيل انخفاض في أسعار نقل البضائع، في حين أن زمن التوصيل يتقلص يوما بعد يوم. وترى القناة الإخبارية الأمريكية أن للأمر علاقة بإشارات عن بقرب “انفراج” أزمة كلفت الاقتصاد الأمريكي الكثير.

ونقلت (سي إن إن) عن الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة “موديز أناليتيكس”، مات كوليار، قوله “أنا على ثقة أننا تجاوزنا الأسوأ”، مشيرا إلى أن المعطيات الحالية تظهر أن الوضعية في طريقها للتحسن.

بدوره، يؤكد كاتب التقرير، مات إيغان، وجود أدلة عن كون حالات الاحتقان المسجلة على مستوى أهم الموانئ الأمريكية بدأت في الانفراج، مبرزا أن هذه الإشارات “مشجعة” بالنظر إلى “الضغط غير المسبوق” الذي تعرضت له سلاسل التوريد، مما ساهم بشكل كبير في تسجيل مستويات تضخم تاريخية في الولايات المتحدة.

وأعطت القناة الأمريكية المثال على بداية انفراج الوضعية بمؤشر التصنيع الخاص بالاحتياطي الفدرالي في دالاس الذي يظهر انخفاض مستوى طلبيات الشركات بالنسبة لشهر نونبر، وتقلص أجل توصيل البضائع.

وفي أكتوبر الماضي، أوردت “وول ستريت جورنال” أن بضائع بقيمة 24 مليار دولار كانت عالقة في أهم موانئ كاليفورنيا، لوس أنجلوس ولونغ بيتش.

وأمام هذه الوضعية، دخلت إدارة بايدن في عملية شد وجذب مع سلطات ميناء لوس أنجلس لإقناعها بالعمل 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع.

وفي هذا الصدد، أعربت نائبة مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، سميرة فاضلي عن “ارتياحها” لأن عدد الحاويات العالقة منذ مدة طويلة في مينائي لوس أنجلوس ولونغ بيتش انخفض بشكل كبير.

وأكدت فاضلي، المكلفة بتنسيق مجموعة العمل حول اضطرابات سلاسل التوريد، في تصريح لها، أن “هذا العمل جبار، فهو يظهر أننا استعدنا في النهاية بعض انسيابية النظام، وأزلنا جزءا من الاحتقان”.

وأضافت “أننا راضون عن التقدم المسجل، غير أنه ما زال أمامنا عمل كبير نقوم به”.

وعلى الرغم من كل هذه الإشارات المشجعة، فإن الخبير في “موديز أناليتيكس” يعترف أن حالة “الغموض” ما زالت تهيمن على هذه المسألة المهمة من أجل تقليص أسعار المنتجات الأساسية التي تقض مضجع الأسر الأمريكية مع اقتراب عطلة نهاية السنة.

وأوضح صاحب المقال أن “نهاية كابوس سلاسل التوريد ما زالت بعيدة، وتهدد هذه الوضعية بعدم التمكن من العودة إلى الحياة العادية في القريب العاجل”.

ويرى الخبراء أن الوضعية الفوضوية سببتها جائحة كوفيد -19، مشيرين إلى أن الشبكات اللوجستية تعرضت لاختبار صعب جراء توقف الاقتصاد العالمي بداية الأزمة الصحية، قبل أن يستأنف بشكل سريع. كما أن ارتفاع الطلب على البضائع يشكل ضغطا كبيرا على سلاسل التوريد.

وفي المقابل، يعتقد ملاحظون آخرون أن نهاية النفق بدأت تلوح في الأفق، لكن المشكل يكمن في أن الطريق إليها ما زالت طويلة وليست مفروشة بالورود.

المصدر : و.م.ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.