26 أبريل 2024

ضربة قاسية للقطاع السياحي في جنوب إفريقيا بسبب أوميكرون

Maroc24 | دولي |  
ضربة قاسية للقطاع السياحي في جنوب إفريقيا بسبب أوميكرون

يعيش قطاع السياحة في جنوب إفريقيا وضعا صعبا للغاية عقب قرار العديد من البلدان تعليق رحلاتها من وإلى هذا البلد بعد اكتشاف المتحور الجديد لكورونا (أوميكرون) ، ليجد مهنيو القطاع أنفسهم في وضع موسوم بالفوضى العارمة. ويشكل هذا الوضع ضربة قاسية للقطاع السياحي في جنوب إفريقيا، الذي عانى الأمرين خلال السنتين الماضيتين بسبب الإجراءات التقييدية المتتالية التي فرضتها الحكومة للتصدي لتفشي الوباء.

ومن المرتقب أن يخلف قرار تعليق الرحلات نحو جنوب إفريقيا أضرارا وخيمة خلال هذه الفترة من السنة، حيث كانت البلاد تستعد لموسم الصيف الذي يصادف الفترة ما بين دجنبر ومارس، على أمل تعويض الخسائر التي تكبدها القطاع خلال فترات الحجر الصحي الأخيرة. فبعد الموجة الثانية من الإصابات بكوفيد -19 التي أجهزت على موسم 2020 ، فوجئ مهنيو السياحة مرة أخرى بقرار تعليق الرحلات الذي اتخذته الدول الرئيسية المصدرة للسياح مثل المملكة المتحدة وألمانيا. وفي تعليقها على هذا القرار الذي ينطوي على مخاطر عديدة بالنسبة للقطاع، حذرت روزماري أندرسون ، رئيسة جمعية الضيافة الفيدرالية في جنوب إفريقيا ، التي تمثل الصناعة الفندقية في البلاد ، من أن الوضع الذي يعيشه القطاع أصبح “لا يطاق” . وأشارت إلى أن قطاع السياحة والفندقة يخلق 1,5 مليون منصب شغل مباشر وغير مباشر في البلاد، مؤكدة أنه “لا يمكننا أن نعيش نفس الوضع الذي عشناه في دجنبر 2020 عندما عانى أرباب المطاعم والمؤسسات الفندقية الأمرين جراء الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة كوفيد -19 “.

نفس القلق يساور مجلس السياحة في جنوب إفريقيا، الذي عبر عن اعتقاده بأن حظر السفر ستكون له عواقب وخيمة على اقتصاد البلاد بأكمله. وأعرب المدير العام للمجلس، تشيفيوا تشيفينغوا، عن أسفه لكون هذه القرارات “التي اتخذت على عجل ” لم تمنح الشركات السياحية الفرصة لوضع خطط من شأنها توفير سبل العيش والحفاظ على سلسلة القيمة السياحية. وقال إن قطاع السياحة والفندقة ما يزال يتكبد العديد من الخسائر مع كل اكتشاف لمتغير جديد وبسبب القيود المفروضة بسبب انتشار هذا الفيروس.

ففي كيب تاون مثلا ، التي تعتبر أهم منطقة سياحية في البلاد ، أثار الإعلان عن تعليق الرحلات الكثير من المخاوف . وقال عمدة المدينة المنتخب حديثا، جوردين هيل لويس، إن هذه الإجراءات التقييدية هي “أخبار سيئة للغاية” ، معربا عن أسفه لكون مالكي الفنادق الصغيرة أعلنوا أن جميع الحجوزات قد ألغيت.

وأشار في هذا الصدد، إلى أن قطاع السياحة يكتسي أهمية كبرى بالنسبة لمدينة كيب تاون ، حيث يوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من العائلات ويساهم بمداخيل مهمة للبلدية.

من جهته، عب ر رافي بيلاي ، مدير السياحة في مقاطعة كوازولو ناتال ، التي تعد الوجهة الساحلية الثانية في البلاد ، عن قلقه البالغ إزاء التداعيات التي يمكن أن تحدثها السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي تم اكتشافها في جنوب إفريقيا قبيل موسم الأعياد. وأضاف قائلا “كنا قد بدأنا نشعر بالارتياح بعدما بات الاعتقاد سائدا بأن القطاع في طور الانتعاش، حيث بدأت فنادقنا تمتلئ ، مما أعطى دفعة حقيقية لقطاع السياحة ببلدنا” ، مشيرا إلى أن قرارات تعليق الرحلات التي اتخذتها المملكة المتحدة والدول الأوروبية حطمت الآمال بشأن الانتعاش خلال هذا الموسم.

ولمواجهة هذا الوضع ، ذهبت جمعية أرباب المطاعم في جنوب إفريقيا إلى حد الدعوة لعقد لقاء مع الرئيس سيريل رامافوزا لثنيه عن فرض قيود جديدة ، في وقت تعيش فيه البلاد على إيقاع تصاعد الإصابات بكوفيد- 19 .

وأكدت الجمعية أنها لا تستطيع “تحمل حجر صارم آخر ، لأن ذلك سيشل أعضاءها ماليا وسيؤدي إلى خسائر فادحة على مستوى مناصب الشغل”.

في ضوء هذه التطورات الأخيرة، يبقى قطاع السياحة أحد القطاعات الأكثر تضررا من قيود السفر التي فرضتها العديد من دول العالم على جنوب إفريقيا. وللسنة الثانية على التوالي، سيحصي مهنيو القطاع خسائرهم ، على أمل أن يكون العام المقبل أفضل.

المصدر : و.م.ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.