01 ماي 2024

مؤتمر المناخ 2023: الاتفاق النهائي تضمن خطة عمل مناخية تبقي على إمكانية الحفاظ على درجة حرارة الأرض في مستوى 1.5 درجة مئوية

مؤتمر المناخ 2023: الاتفاق النهائي تضمن خطة عمل مناخية تبقي على إمكانية الحفاظ على درجة حرارة الأرض في مستوى 1.5 درجة مئوية

تضمن الاتفاق التاريخي الذي تبنته دول العالم في ختام اشغال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، اليوم الأربعاء بدبي، خطة عمل مناخية طموحة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

ويحث الاتفاق، الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات عسيرة، الأطراف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من كافة مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته وذلك بهدف تحقيق الحياد المناخي.

كما يشجع الاتفاق، الذي اطلق عليه “اتفاق الامارات”، على تقديم مساهمات محددة وطنيا تشمل كافة القطاعات الاقتصادية، وزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنويا بحلول عام 2030، فضلا عن بناء زخم لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.

وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف (كوب 28)، سلطان الجابر، في كلمة في ختام المؤتمر، إن خطة عمل المؤتمر متوازنة وتدعم الحد من الانبعاثات، وتزيد الاهتمام بموضوع التكيف، وتسهم في تطوير وإعادة صياغة آليات التمويل المناخي العالمي، فضلا عن تحقيق متطلبات معالجة الخسائر والأضرار.

وأكد أن هذه الخطة تراعي الظروف الوطنية لكل دولة، وتدعم العمل المناخي والنمو الاقتصادي بشكل متزامن، وأنها مبنية على توافق الآراء ومدعومة باحتواء الجميع، ويعززها التعاون والعمل الجماعي.

من جهته، أعرب سيمون ستيل، الأمين التنفيذي للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، في خطابه الختامي، عن أسفه لعدم وجود إشارة واضحة لإنهاء عصر الوقود الأحفوري، مشير ا إلى أنه على الرغم من عدم تحقيق طي الصفحة بالكامل في دبي، إلا أن النتيجة تمثل “بداية النهاية” للوقود الأحفوري.

ونوه سيمون ستيل بنتيجة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28 ) المتمثلة في مضاعفة أهداف الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة أهداف كفاءة الطاقة، وإنشاء إطار للهدف العالمي بشأن التكيف، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار.

وشدد على أن هذه المبادرات هي شريان الحياة، وليست خط النهاية، داعيا الحكومات والشركات إلى ترجمة التعهدات على الفور إلى إجراءات ملموسة.

كما أكد على ضرورة تحقيق تقدم أسرع، وحث البلدان على تقديم خطط مناخية وطنية طموحة تتماشى مع مسار 1.5 درجة.

ومن أهم التعهدات التي تضمنها الاتفاق، الإشارة للمرة الأولى إلى الانتقال إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، لتمكين العالم من تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، و رفع سقف التوق عات بشأن الجولة التالية من المساهمات المحد دة وطنيا على مستوى العالم، من خلال تشجيع الأطراف على “تقديم مساهمات محددة وطنيا تشمل كافة القطاعات الاقتصادية”.

كما نص الاتفاق على مواصلة بناء الزخم لإصلاح هيكل التمويل المناخي، والإشارة إلى دور وكالات التصنيف الائتماني للمر ة الأولى، والدعوة إلى زيادة كبيرة في الم نح والتمويل الميسر، فضلا عن تحديد هدف جديد يتمث ل في زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجد دة ثلاث مرات ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.

وأقر الاتفاق بالحاجة الماس ة إلى زيادة كبيرة في تمويل التكيف تتجاوز الضعف، لتلبية احتياجاته الملح ة والمتزايدة، إلى جانب تقديم استجابة فعالة للحصيلة العالمية الأولى لتقييم التقد م في تنفيذ أهداف اتفاق باريس. كما أشار الى نجاح (كوب 28) في تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار، و جمع وتحفيز 792 مليون دولار من التعه دات المبكرة للصندوق، وأكثر من 85 مليار دولار من التمويل وإطلاق 11 تعهدا .

كما تمكن المؤتمر، من بين أمور أخرى، من إطلاق “الم سر ع العالمي لخفض الانبعاثات”، وهو مجموعة من المبادرات الهادفة عبر القطاعين العام والخاص لتحفيز تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، ويشمل كلا من إقرار التعهد العالمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الذي يستهدف زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات إلى ما لا يقل عن 11 ألف جيغاواط، ومضاعفة المعدل السنوي لزيادة كفاءة الطاقة ليصل إلى أكثر من 4 في المائة بحلول 2030، وحظي بدعم 130 دولة.

وشهد المؤتمر أيضا التوقيع على ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، الذي ي لزم الم وقع ين عليه بإزالة انبعاثات غاز الميثان ووقف عمليات حرق الغاز بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 أو قبله، وانضمت إلى الميثاق حتى الآن 52 شركة ت مث ل أكثر من 40 في المائة من شركات إنتاج النفط العالمي.

وأطلق المؤتمر أيضا تحالف “الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح” للمساهمة في دعم إدماج القادة المحليين في عمليات صنع القرارات المعنية بالعمل المناخي، وهو التحالف الذي حظي بدعم 67 دولة.

ويرى مراقبون أن (كوب 28 ) نجح من بين أمور أخرى في كسر جمود العمل المناخي والتوصل إلى توافق بين الدول الأطراف، و تمهيد الطريق لتحقيق إنجازات في مؤتمرات الأطراف القادمة.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.