06 ماي 2024

الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وأمريكا، دينامية قوية في خدمة تحالف متين

الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وأمريكا، دينامية قوية في خدمة تحالف متين

خلال السنوات الأخيرة، عرفت الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي جو بايدن، تطورا قويا، يشهد على تحالف عريق، متين ودائم التجدد.

إذ تعرف دينامية التعاون والتنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك تطورا متصاعدا. كما تجسد ريادة المغرب الأكيدة على المستوى الإقليمي، وكثافة العلاقات بين حليفين يتقاسمان رؤية وقيما مشتركة. وعلى أعلى مستوى في البلدين، يتم الإعراب عن الارتياح إزاء وضع وآفاق هذه الشراكة متعددة الأشكال.

ففي برقية التهنئة التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده، أعرب جلالة الملك للرئيس بايدن عن بالغ الارتياح للخطى الثابتة التي تسير عليها علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.

وأكد جلالة الملك أن هاته العلاقات المتجذرة في التاريخ والقائمة على شراكة استراتيجية قوية متعددة الأبعاد، وعلى روابط إنسانية متينة، تجسد التزام البلدين الوطيد بالقيم الكونية السامية وانخراطهما الفعال في صون الأمن والاستقرار الدوليين.

وفي هذه البرقية، جدد صاحب الجلالة للرئيس الأمريكي حرص جلالته الراسخ على العمل سويا من أجل مزيد تعزيز هذه العلاقات المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، ومواصلة تعميق نهج التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

في واشنطن، يتم بشكل مستمر تسليط الضوء والترحيب بأجندة الإصلاحات التي يضعها صاحب الجلالة، وريادة جلالته لصالح التنمية والسلام والاستقرار الإقليمي وفي إفريقيا.

وخلال زيارة قامت بها إلى المغرب، مطلع يونيو الماضي، أشادت السيدة الأولى للولايات المتحدة، جيل بايدن، بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال تمكين النساء والشباب، مذكرة بأن “الولايات المتحدة ممتنة إزاء شراكتها وصداقتها العريقة مع المغرب”.

وقالت السيدة بايدن، في بيان صدر عن البيت الأبيض، إن المغرب يعمل، “تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تشجيع الإصلاحات الرامية إلى تمكين النساء والشباب، مما يجسد أولوياتنا المشتركة”.

وعلى لسان رئيس دبلوماسيتها، لا تفتأ الولايات المتحدة عن التأكيد على دعمها وتقديرها لمسيرة التنمية السوسيو-اقتصادية بالمغرب ودوره المحوري على المستوى الإقليمي، باعتباره مخاطبا يحظى بالاحترام على المستوى الدولي.

وقال بلينكن عقب مباحثات أجراها في واشنطن مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، “تجمعنا بالمغرب شراكة راسخة، وتاريخية وثابتة”، مبرزا أن المملكة تعد “قوة مهمة من أجل الاستقرار، والسلام، والتقدم والاعتدال – وهو الأمر الذي نقدره عميقا”.

وعبر بلينكن عن “امتنان” الولايات المتحدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بفضل “قيادته وإسهامه الراسخ” في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، بما في ذلك الشرق الأوسط، مجددا دعم واشنطن للإصلاحات “الطموحة” التي أقرها جلالة الملك.

وفي ما يتعلق بقضية الصحراء والمبادرة المغربية للحكم الذاتي، تجسد إدارة بايدن ثبات الموقف الأمريكي التاريخي من هذه القضية.

إذ تجدد الولايات المتحدة، باستمرار، تأكيد دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره “جادا وذا مصداقية وواقعيا”، بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

من جانب آخر، تعززت بشكل كبير دينامية التبادل المنتظم للزيارات بين المغرب والولايات المتحدة خلال السنتين الماضيتين، من خلال زيارات العديد من كبار المسؤولين إلى كل من الرباط وواشنطن.

هذه الدينامية تعكس قوة الحوار السياسي والشراكة الوثيقة على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.

تميزت المشاورات في مجال الأمن والدفاع، على الخصوص، بالزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، إلى المغرب في فبراير الماضي.

هذه الزيارة غير المسبوقة، تعكس التميز الذي ارتقت إليه علاقات الصداقة والتعاون العريقة، والتي تعززها شراكة عسكرية استراتيجية بين البلدين، تنظمها ترسانة قانونية هامة، لا سيما خارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع 2020-2030، الموقعة في أكتوبر 2020.

كما يعكس تمرين “الأسد الإفريقي 2023” قوة هذه الشراكة الاستراتيجية، القائمة بين المغرب والولايات المتحدة، خدمة للسلام والاستقرار، وذلك في مواجهة التحديات الأمنية المتنامية التي تهدد المنطقة وإفريقيا.

وشهدت العلاقات مع الكونغرس الأمريكي نشاطا مكثفا، مع زيارة المجموعة البرلمانية لاتفاقات أبراهام في يناير الماضي لمجلس الشيوخ الأمريكي، ثم الزيارة التي قام بها وفد من أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين بقيادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وأخيرا زيارة تجمع ذوي الأصول اللاتينية في مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي.

هذا الأخير قام، على الخصوص، بزيارة إلى مدينة الداخلة، في أول زيارة لمسؤولين أمريكيين منتخبين إلى الأقاليم الجنوبية، منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه في دجنبر 2020.

أولوية أخرى للشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، تتمثل في التعاون الاقتصادي والتجاري باعتباره محفزا للازدهار والسلام على المستويين الإقليمي والقاري الإفريقي.

إذ استضاف المغرب، على وجه الخصوص، عددا من اللقاءات الهامة المشتركة مع الولايات المتحدة، من بينها قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية في مراكش، والتي كانت بمثابة تمهيد لعقد قمة قادة حكومات الولايات المتحدة وإفريقيا، التي استضافها الرئيس بايدن في دجنبر 2022.

كما شكل تنظيم منتدى الاستثمار المغربي الأمريكي في الداخلة، باعتباره حافزا لإطلاق سلسلة من المشاريع والمبادرات الاستثمارية، لا سيما في الأقاليم الجنوبية، تجسيدا آخر لاعتراف الولايات المتحدة الكامل والتام بسيادة المغرب على كافة ترابه.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.