14 ماي 2024

المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تشيد بريادة المغرب والتزامه بالتصدي للتحديات البيئية المتعددة

المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تشيد بريادة المغرب والتزامه بالتصدي للتحديات البيئية المتعددة

أشادت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، بريادة المغرب والتزامه الراسخ بالتصدي للتحديات البيئية المتعددة التي يواجهها العالم حاليا.

وقالت السيدة أندرسون، في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش زيارتها للمملكة، “لقد كان من دواعي سروري أن أزور العديد من المدن المغربية وأن أطلع عن كثب على الريادة الحقيقية للمغرب في جميع المجالات المرتبطة بالبيئة”.

وفي معرض إشادتها بنهج المغرب “المنفتح للغاية” والتزامه الراسخ بمواجهة التحديات البيئية التي تواجه العالم أجمع اليوم، أكدت المسؤولة الأممية أنها “معجبة جدا” بالجهود والمبادرات التي تقوم بها المملكة في ما يتعلق بتدبير الأزمات المناخية التي تؤثر على الكوكب بأسره.

وأبرزت أن المغرب، بالنظر إلى اقتصاده الساحلي وباعتباره بلدا يواجه الآثار الناجمة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن دول أخرى، مقتنع بأهمية الاضطلاع بدور ريادي في مجال المناخ، مشيرة، في هذا الصدد، إلى الزيارة التي قامت بها إلى مركب “نور ورزازات”، المشروع الريادي المنبثق عن الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وقالت بهذا الخصوص “كنت سعيدة جدا بزيارة مركب (نور ورزازات)، حيث وقفنا على حجم الاستثمارات الجريئة التي أطلقها المغرب منذ أزيد من عشر سنوات، والتي من شأنها أن تجعل منه اليوم ثاني أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم”.

وتابعت “لقد حظيت بشرف زيارة العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة، لكن هذا المشروع مختلف تماما، والمغرب ينبغي أن يكون فخورا جدا به”.

وفي ما يتعلق بفقدان التنوع البيولوجي، وهو أزمة عالمية أخرى، فإن المغرب أبان، مرة أخرى، عن التزامه التام، بحسب السيدة أندرسن.

وفي هذا الصدد، ذكرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بأن المملكة وضعت برنامجا للاستثمار في الغابات يتمحور حول التشجير بهدف الوصول إلى 600 ألف هكتار من تشجير الغابات بحلول سنة 2030، منوهة، مرة أخرى، بالمبادرات المغربية “الجريئة” الرامية إلى مواجهة حرائق الغابات، والتي أضحت حقيقة يواجهها العالم أجمع بسبب التغير المناخي.

وبخصوص التلوث والنفايات، أبرزت السيدة أندرسن مختلف المبادرات التي أطلقتها المملكة في هذا الصدد، مشيرة إلى أن المغرب، على غرار العالم أجمع، يواجه عددا من التحديات التي ما فتئ يتصدى لها. كما أبرزت أن “المغرب لا يعيش في دور الضحية، بل يلتزم بالعمل الاستباقي والبحث عن الحلول. إنه حقا بلد رائد في الجبهات الثلاث؛ وهي أزمة المناخ، وأزمة فقدان التنوع البيولوجي، بما في ذلك التصحر، وأزمة التلوث والنفايات”.

من جهة أخرى، أشادت المسؤولة الأممية بروح التضامن الذي أبان عنه المغرب في المجال البيئي، قائلة “ما يذهلني في كل مرة أزور فيها هذا البلد الجميل هو أنه يعتبر نفسه كأمة إفريقية وأمة متوسطية، وأنه يتحمل هذه المسؤولية المزدوجة”.

وسجلت أن الطريقة التي يلتزم بها المغرب تجاه جيرانه الأفارقة وتجاه القارة برمتها مثيرة للإعجاب وللاهتمام، مستحضرة، على سبيل المثال، فتح جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير أمام الطلبة الأفارقة بهدف تقديم الدعم والفرص لإفريقيا.

كما ذكرت بأن إفريقيا تتحمل وطأة تداعيات تغير المناخ، مشيرة إلى أنه بحلول سنة 2030، ستعاني أربعة بلدان من أصل خمسة في القارة من ندرة المياه أو المشاكل المرتبطة بالمياه بسبب الظروف المناخية.

وأضافت السيدة أندرسن أنه على الرغم من الصدمات المناخية التي تواجهها، إلا أن إفريقيا تقدم أيضا حلولا، وهو ما يبرز الحاجة إلى التمويل والعدالة المناخية والاستثمارات في القارة، مؤكدة أن إفريقيا هي أيضا المكان الذي يمكن فيه الحصول على الطاقة الأرخص، بدون هيدروكربونات.

وشددت على أنه “يتعين، بذلك، على العالم أجمع أن يفكر في الاستثمار في إفريقيا، ونقل أعماله وإنتاجه وصناعاته هناك، وذلك بالنظر إلى إمكانات خلق مناصب الشغل والفرص والنمو والتنمية، وهو ما سيعود، بطبيعة الحال، بالنفع على الجميع”. وبعدما أبرزت الحاجة إلى تسريع الاستثمار في الطاقة المتجددة، أشارت السيدة أندرسن إلى أن المغرب بلغ، بالفعل، نسبة 100 في المائة من حيث الولوج إلى الطاقة، لكن العديد من البلدان الإفريقية لا تزال بعيدة من تحقيق هذا الهدف.

وبالتالي، تتساءل المسؤولة الأممية، فإن الأمر يتعلق بمعرفة نوع الطاقة والموارد التي تعتزم هذه البلدان الاستثمار فيها، لافتة إلى أن الشمس هي مورد لا ينضب.

وعلاوة على ذلك، اعتبرت أن الهيدروجين الأخضر يعد فرصة، في عدد من المناطق عبر القارة، يمكن تحويلها إلى م نتج قابل للتصدير، ومصدر لمداخيل الاستيراد وتوفير مناصب الشغل، ورافعة للتنمية، واصفة النقاش في المغرب حول هذا المورد بـ “المثير للاهتمام للغاية”.

يشار إلى أن المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تقوم بزيارة إلى المغرب على رأس وفد هام، بمناسبة انعقاد اجتماع مكتب الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، والتي تتولى المملكة رئاستها.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.