29 أبريل 2024

رجب طيب أردوغان.. نحو ولاية رئاسية ثالثة

Maroc24 | أخبار تركيا |  
رجب طيب أردوغان.. نحو ولاية رئاسية ثالثة

بعد مرور حوالي عشرين عاما على توليه السلطة في بلاده، كوزير ‏أول ثم كرئيس للجمهورية، يسعى رجب طيب أردوغان إلى الظفر بولاية ثالثة وأخيرة، خلال الجولة ‏الثانية من الرئاسيات التركية التي ستجرى غدا الأحد 28 ماي.‏

ونجح أردوغان في تحقيق نتيجة مرضية خلال الجولة الأولى، التي نظمت يوم 14 ماي الجاري، حيث ‏حصل على 49,50 في المائة من الأصوات، مقابل 44,89 في المائة لمنافسه الرئيسي كمال كيليتشدار ‏أوغلو. وشهدت هذه الجولة نسبة مشاركة عالية بلغت 88,84 في المائة، من إجمالي عدد الناخبين البالغ ‏‏64 مليون.‏

وكانت بعض مكاتب الاستطلاع والمحللين يتوقعون فشل أردوغان خلال الجولة الأولى، نتيجة للزلزال ‏الكارثي الذي ضرب جنوب تركيا في السادس من فبراير الماضي وتداعياته السلبية، بالإضافة إلى ‏ارتفاع معدل التضخم إلى مستويات قياسية وانخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي.‏

إلا أن الأخير تجاوز هذه التقديرات مع حصوله على نتيجة تقارب 50 في المائة، وحقق نسبا مرتفعة في ‏أغلب الولايات الجنوبية التي تأثرت من الكارثة، وهذا يشير، وفقا للمراقبين، إلى قدرة أردوغان على ‏جذب الناخبين وتعزيز صورته كآلة انتخابية حقيقية، بحيث نجح في 15 سباق انتخابي منذ انطلاق ‏مساره السياسي كرئيس لبلدية إسطنبول الكبرى سنة 1994.‏

ورغم ذلك، سجل الرئيس انتكاسات مهمة خلال نتائج الجولة الأولى، حيث فقد للمرة الثانية، بعد ‏الانتخابات البلدية لسنة 2019، صوت سكان مدينة إسطنبول، أكبر مدن تركيا والمركز الاقتصادي ‏للبلد، وكذا أصوات الناخبين بالعاصمة أنقرة لصالح منافسه كيليتشدار أوغلو. وهو الأمر الذي يعزوه ‏المراقبون إلى ارتفاع تكلفة المعيشة بالمدن الكبرى، لاسيما تكلفة الكراء التي أصبحت تسجل نسبا ‏قياسية في إسطنبول.‏

وركز أردوغان خلال حملته الانتخابية، سواء في الجولة الأولى أو الثانية، على سياسة المشاريع الكبرى ‏والبنى التحتية، وصناعة الدفاع، والوعود الاقتصادية. ويتعهد المرشح بجعل بلاده من بين أقوى عشر ‏اقتصادات في العالم خلال السنوات الخمس المقبلة (حاليا توجد تركيا في المرتبة العشرين). ‏

وتعزيزا لحظوظه في الفوز، استطاع أردوغان إقناع وكسب دعم مرشح اليمين المتطرف سنان أوغان، ‏الذي حصل خلال الجولة على 5,17 في المائة من الأصوات (أي ما يقارب 2,8 مليون صوت). وهي ‏أصوات يعتبرها المراقبون حاسمة للفصل بين أردوغان وكيليتشدار أوغلو.‏

ومهما كانت نتيجة الاقتراع غدا الأحد، فقد استطاع أردوغان والتحالف “الجمهوري”، ضمان الأغلبية في ‏البرلمان التركي مع 323 نائبا من أصل 600، مما يعني أنه إذا ظفر بالرئاسة فسيحكم بأرحية، وإذا ‏خسر فسيظل تحالفه فاعلا أساسيا في الساحة السياسة التركية، حيث سيكون له الكلمة الأخيرة في ‏المصادقة على القوانين.‏

وخلال العشرين سنة الماضية، شهدت تركيا طفرة مهمة في عهد أردوغان، لاسيما مع تسجيل عشر ‏سنوات متتالية من النمو الاقتصادي المرتفع، مكن من انتشال الملايين من الفقر، وخلق طبقة متوسطة ‏قوية، رغم أن الأخيرة بدأت تتآكل بفعل معدل التضخم المرتفع (ما يقارب 44 في المائة خلال ماي ‏الجاري).‏

وولد رجب طيب أردوغان يوم 26 فبراير 1954 (‏‎69‎‏ عاما) بمدينة إسطنبول، من أسرة تنحدر من مدينة ‏ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود. انضم في السبعينات إلى حزب “الخلاص الوطني” ‏بقيادة نجم الدين أربكان (وزير أول سابق)، قبل أن يتم حله سنة 1980 إثر انقلاب عسكري.‏

عاد إلى الساحة السياسة عام 1983 من خلال “حزب الرفاه”، الذي ترأس فرعه في إسطنبول، قبل أن ‏ينتخب عام 1994 عن الحزب ذاته رئيسا لبلدية إسطنبول. تمت إدانته عام 1998 بتهمة التحريض على ‏الكراهية وإقصائه من الحياة السياسية، قبل أن تلغي المحكمة الدستورية هذا القرار عام 2001.‏

وفي العام ذاته أسس حزب العدالة والتنمية، وفاز حزبه بالانتخابات التشريعية سنة 2002، وتقلد منصب ‏رئاسة الوزراء من 2003 إلى 2014. وخلال غشت 2014 فاز بأول انتخابات تنظم لاختيار ‏رئيس البلاد بالاقتراع المباشر، ومنذ ذلك الحين وهو يتقلد منصب رئيس الجمهورية التركية.‏

 

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.