أدى بيتير أرثر موثاريكا، اليوم السبت، رسميا اليمين الدستورية كسابع رئيس لجمهورية مالاوي، متعهدا بالتصدي للفساد وإعادة إنعاش اقتصاد البلاد.
وجرى حفل التنصيب، الذي احتضنه ملعب كاموزو في مدينة بلانتير، بحضور آلاف المالاويين، وشخصيات أجنبية وضيوف مرموقين، في أجواء مفعمة بالحماس تخللته فواصل موسيقية ورقصات وأناشيد وطنية.
وأعرب موثاريكا (85 سنة)، بعد فوزه الحاسم في الانتخابات العامة التي جرت في 16 شتنبر، عن امتنانه للشعب المالاوي على تقليده مرة أخرى مسؤولية قيادة البلاد.
وقال إنه “انطلاقا من اليوم، انتهى زمن الفساد”، متوعدا ب “الحساب العسير” كل من ثبت تورطه في نهب أموال الدولة.
وجدد موثاريكا، الذي سبق أن قاد البلاد ما بين 2014 و 2020، التزامه بإعادة بناء الاقتصاد وإعادة ثقة الناس بالمؤسسات الحكومية، إضافة إلى رص الصفوف والنأي عن الانقسامات السياسية والإقليمية.
كما وعد المحامي السابق وأستاذ القانون وخريج جامعة ييل، بالمضي في دعم المشاريع التنموية الرامية إلى تحسين البنيات التحتية والفلاحة والتعليم والصحة، داعيا المالاويين إلى تجاوز الخلافات والتركيز على تقدم البلاد.
من جهتها، دعت نائبة الرئيس، جان أنساه، إلى ضمان تعاون متجدد بين مختلف الهيئات الحكومية بغرض ترجمة وعود الحملة الانتخابية على أرض الواقع.
وبإعلان انتخابه رسميا رئيسا لمالاوي، يعود بيتير أرثر موثاريكا، قائد الحزب الديمقراطي التقدمي، للرئاسة مجددا ليجد نفسه في مواجهة عدد كبير من التحديات والرهانات، في بلد أنهكته خمس سنوات مطبوعة بالتقلبات الاقتصادية والكوارث الطبيعية.
وبالرغم من منجزاته البينة في تقليص معدل التضخم وإطلاق عدد من مشاريع البنيات التحتية المهمة، كانت الولاية الأولى لموثاريكا، وهو أخ الرئيس الأسبق بينغو وا موثاريكا الذي وافته المنية سنة 2012، مشوبة باتهامات بالزبونية والمحاباة.
ومرت مالاوي، وهي واحدة من أفقر بلدان العالم، (21 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 35 سنة)، بسنوات عصيبة للغاية مؤخرا، تفاقمت حدتها بسبب جائحة كوفيد-19، وإعصار فريدي الذي أودى بحياة 1200 شخص سنة 2023، والجفاف الذي ضرب إفريقيا الجنوبية سنة 2024.
وتسببت هذه الكوارث في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأدخلت العديد من المالاويين في فقر مدقع، في وقت تفاقمت فيه الأزمة بسبب نقص العملات الأجنبية، وانخفاض قيمة العملة الوطنية، وندرة الوقود، والانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي.
وأوردت مؤسسة أفروبارومتر (2024) أن 58 بالمئة من المواطنين المستطلعة آراؤهم يعتبرون الجوع ونقص الغذاء همهم الأكبر، و28 بالمئة يشتكون من ارتفاع تكاليف المعيشة، و26 في المائة يعانون من الخدمات الصحية.
ويتوقع البنك الدولي نموا اقتصاديا بنسبة 2 بالمئة فقط هذه السنة، في حين من المرتقب أن يرتفع عدد المالاويين الذين يعيشون تحت عتبة الفقر بأكثر من 400 ألف شخص، ليصل عددهم إلى 15.8 مليون شخص.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.