الاتفاق الفلاحي المعدل بين المغرب والاتحاد الأوروبي.. “تقدم كبير” في بناء شراكة استراتيجية (خبير إيطالي)

أكد الخبير الاقتصادي والمحلل الجيوسياسي الإيطالي، دومينيكو ليتيزيا، أن الاتفاق الفلاحي المعدل بين المغرب والاتحاد الأوروبي يشكل “تقدما كبيرا” في مسار بناء شراكة استراتيجية متينة ومتعددة المستويات بين الرباط وبروكسيل.

وأوضح السيد ليتيزيا، في معرض تعليقه على توقيع تبادل الرسائل المعدلة للاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة ببروكسيل، أن “هذا الاتفاق لا يؤكد فقط الدور المحوري للمغرب باعتباره الشريك الاقتصادي الرئيسي للاتحاد الأوروبي في إفريقيا والعالم العربي، بل يعزز أيضا الروابط بين ضفتي المتوسط في مجال استراتيجي بامتياز، هو الفلاحة والتنمية المستدامة”.

وأشار الخبير الإيطالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا الاتفاق، الذي يكرس الإبقاء على الامتيازات التفضيلية لفائدة المنتجات القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة والموجهة إلى السوق الأوروبية، يعد في حد ذاته “اعترافا صريحا بالوحدة الاقتصادية للتراب المغربي”، كما يسهم في جعل مصدر المنتجات أكثر وضوحا وقابلا للتتبع بفضل اعتماد ملصقات واضحة.

وشدد على أن هذا القرار من شأنه ضمان حماية أفضل للمستهلكين الأوروبيين، وفي الوقت ذاته دعم التنمية الاقتصادية لمختلف جهات المملكة.

وأضاف أن هذا الاتفاق يمثل “مكاسب كبيرة” لإيطاليا وأوروبا على حد سواء، لاسيما أنه يعزز تنويع سلاسل التوريد الفلاحي، ويحسن الأمن الغذائي في سياق عالمي غير مستقر، ويفتح آفاقا جديدة للاستثمار أمام الشركات الأوروبية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهي منطقة دينامية وفي طور توسع سريع.

كما أبرز هذا المتخصص في القضايا الجيوسياسية أن تعزيز العلاقات التجارية مع المغرب يساهم في استقرار كامل منطقة المتوسط، من خلال تشجيع النمو الاقتصادي وإحداث فرص شغل جديدة.

واختتم بالقول إن توطيد الشراكة مع المغرب يتيح الاستثمار في مستقبل قوامه الاستقرار والنمو المستدام والحوار الأورو-إفريقي، وهو مسار يمكن لإيطاليا أن تضطلع فيه بدور ريادي.
و م ع