العلاقات بين المغرب وكوت ديفوار “فريدة” وتعكس روح التعاون جنوب-جنوب (السيد زيدان)

أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، اليوم الاثنين بأبيدجان، أن العلاقات بين المملكة المغربية وكوت ديفوار “فريدة” من نوعها، إذ ترتكز على أخوة صادقة، وتضامن ثابت، ورؤية مشتركة للتنمية، وفقا لروح التعاون جنوب-جنوب.
وأوضح السيد زيدان، الذي يمثل رئيس الحكومة في أشغال الدورة الـ 13 لأكاديمية الاتحاد العام لمقاولات كوت ديفوار، التي تمتد على يومين، بحضور المغرب كضيف شرف، أن “هذا التحالف، كما أراده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعزز على مر السنوات، ويتجسد اليوم في شراكة متعددة الأبعاد تشمل جميع القطاعات، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والأمنية، بل وحتى الإنسانية”.
وفي هذا الصدد، ذكر الوزير بالزيارات الرسمية العديدة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى كوت ديفوار، والرئيس الإيفواري الحسن واتارا إلى المغرب، واصفا إياها بـ “الحاسمة” لما أفضت إليه من إبرام أكثر من 130 اتفاقية ثنائية، شملت مشاريع كبرى واستثمارات عمومية وخاصة في مجالات متعددة.
وأضاف أن “هذه الاتفاقيات، التي تعكس العلاقات المتميزة بين المغرب وكوت ديفوار، تحمل في طياتها مشاريع ملموسة ومستدامة ومفيدة لبلدينا، كما تترجم قناعة راسخة بمصير مشترك قائم على الثقة المتبادلة واحترام الالتزامات والتكامل في إطار روح مقاربة رابح-رابح”، معربا عن اعتزازه باختيار المملكة “ضيف شرف” لهذه الدورة الـ13 لأكاديمية الاتحاد العام لمقاولات كوت ديفوار.
وعلى صعيد آخر، أشاد السيد زيدان بوجاهة الموضوع الذي تم اختياره لهذه العام؛ وهو “السيادة الاقتصادية.. زمن العمل”، مبرزا أن السيادة الاقتصادية تحتل مكانة وازنة ضمن الأولويات الإستراتيجية لكل من المغرب وكوت ديفوار، وعلى صعيد القارة الإفريقية عموما.
وبعد أن تطرق لمفهوم السيادة الاقتصادية، اعتبر الوزير أنه لكي تكون “هذه السيادة كاملة، يتعين أن تتوافق مع الاندماج القاري. وهكذا، فإن اتفاقية التبادل الحر القارية الإفريقية تشكل محطة تاريخية ينبغي مواكبتها باستثمارات ضخمة في البنيات التحتية والتعليم والتكنولوجيات”.
كما لم يفت السيد زيدان التذكير بأن اتحادي أرباب المقاولات في البلدين، أي الاتحاد العام لمقاولات المغرب والاتحاد العام لمقاولات كوت ديفوار، يعملان بالفعل على تحقيق هذا الطموح، قائلا “مقاولات البلدين تستثمر معا، وبنوكنا تمول معا، ومراكزنا التكوينية تكو ن معا، وحكومتانا تهيئان الإطار اللازم لتحفيز المبادرة الخاصة”.
وفي معرض حديثه عن النهوض بالاستثمارات في المغرب، أشار الوزير إلى دخول الميثاق الجديد للاستثمار حيز التنفيذ، والذي يشكل “رافعة” أساسية لتشجيع وتأمين الاستثمار الخاص، الوطني والدولي، ولتحفيز ريادة الأعمال، مسجلا أنه يوجه خيارات الاستثمار نحو القطاعات ذات الأولوية وذات الأثر القوي، فضلا عن تعزيز الجاذبية الترابية.
وفي السياق ذاته، لفت السيد زيدان إلى إيلاء اهتمام خاص للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، التي تعتبر ركائز حقيقية لاقتصادينا، من أجل توفير بيئة ملائمة لها، وآليات دعم مكيفة، وولوج أفضل للتمويل، مبرزا أن الاستثمار الخاص يشكل دعامة أساسية للنمو الاقتصادي يرتكز عليها الطموح المشترك.
ويمثل المغرب في هذا الحدث السيد كريم زيدان، بالإضافة إلى وفد من القطاع الخاص يضم، على الخصوص، نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مهدي التازي، وكذا عدد من أرباب المقاولات العاملة في العديد من القطاعات.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.