أحيى المايسترو المغربي أمين بودشار، أمس الأحد بالقاعة العريقة “دوم دو باريس”حفلا بهيجا شارك من خلاله قصائد من روائع الموسيقى العربية الكلاسيكية والعصرية، وأغاني من الربرتوار الشعبي المغربي مع جمهور شغوف حضر بكثافة في ليلة استثنائية مفعمة بالطرب والحماس.
ففي أجواء احتفالية، لم يكن هذا الحدث مجرد حفل موسيقي فحسب، بل لحظة من المشاركة والتفاعل حيث أصبح الجمهور جزءا فاعلا في تجربة موسيقية ستبقى راسخة في ذاكرة وأذهان عشاق الموسيقى المغربية والشرقية، كما وعد من انضموا إلى مغامرة الفنان الذي نجح خلال سنوات قليلة في إعادة ابتكار مفهوم الحفل، بتحويل المتفرج إلى مشارك مباشر.
وقد أوفت هذه الأمسية بكل هذه الوعود، بحسب أعداد الحاضرين، التي تجاوزت 4 آلاف متفرج وفق المنظمين، الذين تفاعلوا بحماس تحت قيادة المايسترو أمين بودشار، المؤلف والموزع، ومؤسس مفهوم المشاركة الجماعية “الكورال، أنتم”.
ويعد هذا الحفل، الذي حضره عدد من الشخصيات، من بينها سفيرة المغرب بفرنسا، سميرة سيطايل، جزءا من جولة أوروبية تشمل أمستردام ومدريد وبروكسيل، قبل العودة إلى فرنسا في مدينة ليون، بعد توقف عبر الأطلسي في مونتريال.
“عندما يصبح الجمهور النجم”، هذا هو المبدأ الذي ابتكره بودشار لحفلاته الموسيقية. الفكرة بسيطة لكنها جريئة: في كل عرض، يحصل الجمهور على كلمات الأغاني وي دعى للغناء جميعا بصوت واحد. لا نجم على المسرح، بل تجربة جماعية يقودها بودشار، وتنبعث منها طاقة مذهلة حيث يتحول الحاضرون إلى كورال حي وت عاش المشاعر بأصوات آلاف المشاركين.
وتم إطلاق هذا المفهوم لأول مرة في باريس عام 2022، وسرعان ما حظي بإقبال واسع في المغرب، من خلال حفلات موسيقية في الدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة وفاس ووجدة. واليوم، تجاوز نجاحه حدود المملكة، ليصل إلى العالم العربي وأوروبا وحتى أمريكا.
وبحسب المنظمين، فإن هذا المفهوم يلقى صدى خاصا لدى الجالية المغربية في فرنسا. فالأمر لا يقتصر على إعادة التواصل مع روائع التراث العربي والمغربي والشرقي فحسب، بل على غنائها جماعيا وإعادة ابتكارها بشكل مشترك. ويقول بودشار في هذا الصدد إن “الموسيقى لا ت ستهلك فحسب، بل ت عاش وت شارك”.
وإلى جانب حفلاته الموسيقية التشاركية،يقوم الفنان الشاب بتأليف مقطوعاته الموسيقية الخاصة مثل (Mosaïca, Bartiya Groove, Jebli Jam, Lila…) التي تمزج بين الإيقاعات التقليدية العربية والإفريقية، وتأثيرات شرقية ولمسات معاصرة.
مع تجمع نحو 200 ألف شخص خلال حضوره مهرجان موازين 2025، فرض بودشار اليوم نفسه كأحد أبرز الوجوه إبداعا على الساحة الثقافية المغربية. ويحمل رسالة بسيطة لكنها قوية: الفن لا يعرف حدودا، وقادر على ربط مجتمع متفرق بين الدار البيضاء وباريس أو أي مكان آخر.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.