مونديال 2026 ( المغرب- النيجر ) .. كل الطرق تؤدي إلى ملعب الأمير مولاي عبد الله في حلته الجديدة

ساعات قبيل إعطاء انطلاقة المباراة التي ستجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره للنيجر، مساء اليوم الجمعة بالرباط برسم التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، والتي قد تحسم أمر تأهل اسود الأطلس إلى النهائيات، تعيش مدينة الأنوار على إيقاع حركية غير عادية، حيث كل الطرق تؤدي ملعب الأمير مولاي عبد الله في حلته الجديدة.
فلا صوت يعلو على صوت الجماهير المغربية التي بدأت تتقاطر، منذ صباح اليوم الجمعة، على محيط المجمع الرياضي الذي اكتسى حلة قشيبة، مرتدية أقمصة المنتخب الوطني المغربي وحاملة للأعلام الوطنية، وقلوبها مع أسود الأطلس لتحقيق العبور إلى كأس العالم لسابع مرة في تاريخ كرة القدم المغربية، والثالثة على التوالي.
فانطلاقا من مختلف مداخل العاصمة، شمالا وجنوبا، شرقا و غربا، ومن أحيائها المترامية، أضحى أنصار أسود الأطلس من مختلف الفئات العمرية يؤثثون مدرجات هذا الملعب الأيقونة، التي اكتست باللونين الأحمر و الأخضر.
ولحدود كتابة هذه الأسطر، أي نحو ساعتين قبل إعطاء صافرة الانطلاق، امتلأ ملعب الأمير مولاي عبد الله بنسبة 25 بالمائة، حيث ما زالت الجماهير تتقاطر فرادى وجماعات مرددة شعارات النصر، وكأنها تعيش على إيقاع عيد يتطلع خلاله المواطنون المغاربة لإشعال فتيل فرحة مستحقة وخلق احتفالية تعيد إلى الأذهان ملاحم مونديالات 1970 و 1986 و 1994 و 1998 و 2018 و2022 الخالدة.
ولم تجد الجماهير صعوبة في ولوج الملعب، خاصة أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أطلقت منذ أيام شريطا توضيحيا يشرح بالتفصيل كيفية دخول الجماهير إلى الملعب بطريقة سلسلة، مشددة على أن الولوج إلى الملعب سيكون مشروطا بتوفر كل مشجع على تذكرة المباراة التي ستجرى بشبابيك مغلقة بعد نفاذ كل التذاكر المطروحة للبيع.
فالدليل الرقمي، الذي جرى نشره عبر مختلف المنصات الرسمية للجامعة، تضمن إرشادات دقيقة حول مسالك الدخول والخروج، وتوزيع الأبواب المخصصة حسب الفئات، إضافة إلى تذكير بالقواعد التنظيمية التي يتعين على الجماهير احترامها لضمان مرور العرس الكروي في أفضل الظروف.
و الواقع أن الجماهير المغربية تتطلع، من جهة، إلى مؤازرة أسود الأطلس لحجز تذكرة العبور إلى مونديال 2026، ومن جهة إلى الاستمتاع بمعاينة ملعب الأمير مولاي عبد الله بعد إعادة تشييده، والذي يعد جوهرة معمارية بامتياز، تتميز بالحداثة، والاستدامة وقدراتها الترابطية، وتم إنجازه من قبل كفاءات مغربية، وفقا لأفضل المعايير الدولية في هذا المجال.
فبسعة اجمالية تبلغ 68 ألفا و 700 مقعد، تم تصميم هذا الملعب الجديد، الذي تأتي إعادة بنائه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تمكين المملكة من بنيات رياضية ذات جودة عالية في أفق الاستحقاقات الدولية المقبلة، ولاسيما كأس افريقيا للأمم (كان 2025)، وكأس العالم 2030، للاستجابة لمتطلبات المنافسات الرياضية رفيعة المستوى. وفي هذا السياق، وصف المشجع فريد (55 عاما)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ملعب الأمير مولاي عبد الله بـ”الرائع جدا والعالمي”، مضيفا “نحن متحمسون من أجل الدخول إلى الملعب ومشاهدة المباراة في هذا الملعب الأيقونة”.
وأكد فريد، القادم من الديار البلجيكية، أن زيارته هاته تهدف إلى مشاهدة الملعب في حلته الجديدة، وكذا متابعة مباراة المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره من النيجر.
من جهته، أبرز بوجمعة (47 عاما)، في تصريح مماثل، أنه تتبع مراحل بناء الملعب منذ البداية، مضيفا أن “المغرب أصبح الآن يتوفر على معلمة معمارية رياضية” كبيرة، وأشار إلى أن “هذه البنية التحتية الرياضية تجعل الجمهور المغربي يفتخر بما تم إنجازه على المستوى الرياضي”.
وأعربت السيدة رشيدة (45 عاما) عن سعادتها بزيارة ملعب الأمير مولاي عبد الله بمناسبة إجراء مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره من النيجر، معبرة عن سعادتها “بهذه المعلمة الرياضية التي تم إعادة تشييدها في العاصمة الرباط”.
وأشارت إلى أن الأجواء خارج الملعب “حماسية وجميلة”، معربة عن الأمل في أن يحقق المنتخب الوطني الفوز في هذه المباراة وحجز تذكرة العبور إلى مونديال 2026.
ويخوض المنتخب المغربي مباراة الجولة السابعة من المجموعة الخامسة، بعد أن حصد العلامة الكاملة من خمس مباريات حققها من خمس انتصارات، مكنته من اعتلاء الصدارة (15 نقطة)، يليه المنتخب التنزاني في المركز الثاني بـ9 نقاط، ثم زامبيا في المركز الثالث بـ 6 نقاط، فالنيجر في المركز الرابع بـ 6 نقاط.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.