وافق صندوق النقد الدولي على المراجعة الأولى لاتفاق “تسهيل الصندوق الممدد” المبرم مع الأرجنتين، وقرر صرف مبلغ ملياري دولار على الفور، رغم عدم تمكن هذا البلد من تحقيق هدفه المتعلق بالاحتياطيات الصافية من العملات الأجنبية.
وأفاد الصندوق، في بلاغ أوردته الصحافة الأرجنتينية، أن هذا القرار اتخذه مجلسه التنفيذي في وقت تواجه فيه الحكومة الأرجنتينية ضغوطا قوية في سوق الصرف ووضعا اقتصاديا صعبا، مبرزا أن التنفيذ الصارم للسياسات الاقتصادية أتاح انتقالا سلسا نحو نظام صرف أكثر مرونة، مع بدء مسار تدريجي لخفض التضخم واستعادة النمو.
ويأتي هذا التمويل الجديد في إطار برنامج يمتد لـ 48 شهرا بين الأرجنتين والصندوق، ويؤكد دعم المؤسسة الدولية لتوجهات حكومة خافيير ميلي، التي جعلت من الانضباط المالي وإصلاح المالية العمومية أولويات لها.
كما أشاد المجلس التنفيذي للصندوق بالتزام بوينوس آيريس بالحفاظ على الانضباط المالي، وتحسين الإطار النقدي، وإعادة بناء الاحتياطيات، وتعزيز الإصلاحات الداعمة للنمو.
ورغم أن الأرجنتين لم تحقق هدفها بشأن الاحتياطيات الدولية الصافية منتصف يونيو، فإن الصندوق أقر بأن باقي معايير الأداء قد تحققت، وأنه تم اتخاذ تدابير تصحيحية.
وقال وزير الاقتصاد الأرجنتيني، لويس كابوتو، في تصريح للصحافة، إن الخزينة اشترت 1,5 مليار دولار خلال الـ 35 يوما الماضية، ما سمح بالاقتراب من الهدف المحدد مسبقا، مؤكدا أن “إقرار المجلس التنفيذي لصندوق النقد المراجعة الأولى أمر جوهري لأنه يصادق على تعديل جدول تراكم الاحتياطيات”.
من جهتها، أشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، بالانطلاق الجيد لهذه المرحلة الجديدة من برنامج الاستقرار”، مؤكدة أهمية الحفاظ على مرونة سعر الصرف ومواصلة رفع القيود. كما لفتت إلى أن الأرجنتين استعادت، في وقت أبكر من المتوقع، إمكانية الوصول إلى أسواق رأس المال الدولية، رغم استمرار ارتفاع الفوارق في معدلات الفائدة.
وأوصى الصندوق بتعزيز المنافسة، وتقليص الحواجز التنظيمية، وتحسين فعالية الدولة من أجل تحفيز الاستثمار الخاص.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.