22 يوليو 2025

توماس رايلي: جلالة الملك جعل من المغرب فاعلا في مستوى الرهانات المعاصرة

توماس رايلي: جلالة الملك جعل من المغرب فاعلا في مستوى الرهانات المعاصرة

أكد السفير السابق للمملكة المتحدة بالمغرب، توماس رايلي، أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رسخ مكانته على الساحة الدولية، كنموذج لدولة قادرة على المضي قدما في رفع مختلف التحديات التي يواجهها عالم اليوم المطبوع بالهشاشة وعدم اليقين.

+نموذج حكامة ملكية، منفتح وناجع وموثوق+

في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الاحتفال بعيد العرش المجيد، أبرز السيد رايلي أن هذا النموذج المغربي تم بفضل رؤية ملكية جعلت من الانفتاح والمرونة والنجاعة والمصداقية طريقة عملها.

وأشار الدبلوماسي البريطاني إلى أن هذه المزايا، التي جعلت المغرب فريدا في جواره وحتى خارج هذا الجوار، هي ثمرة مسلسل إصلاح شامل باشره المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك العرش.

وقال السيد رايلي، الذي شغل منصب السفير البريطاني لدى المغرب ما بين 2017 و 2020، إنه عندما تولى منصبه في الرباط، اكتشف مملكة شهدت تحولا جذريا على الصعيد السياسي، والاقتصادي والاجتماعي.

وتابع أن “الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به المغرب هو بلا شك ثمرة لقيادة ملكية”، مشيدا بالمقاربة الملكية بشأن قضايا التنمية الاقتصادية والسياسية حيث تضطلع الملكية بدور محوري كضامن لوحدة الأمة.

وأضاف “لطالما حرص جلالة الملك على إرساء مسار ديمقراطي حقيقي في المغرب بمشاركة الشعب وكافة القوى الحية في البلاد”، معتبرا أن هذا الانفتاح مكن المملكة من ترسيخ مكانتها كحصن للاستقرار في منطقة مضطربة.

+الاستقرار السياسي، محرك التنمية في المغرب+

على المستوى الاقتصادي، يرى السيد توماس رايلي أن الاصلاحات التي تم القيام بها مكنت من بروز نموذج مغربي، تطبعه دينامية تنموية مستمرة بوتيرة ثابتة، مدفوعة بعزيمة لا حدود لها.

وأوضح أن “المغرب تجاوز مرحلة الإقلاع. فإذا نظرنا إلى الاستثمارات المنجزة في جميع أنحاء البلاد، ندرك أن المسيرة تتواصل في جميع المجالات، من البنيات التحتية إلى التمويل، مرورا بالسياحة والطاقات المتجددة والصناعة واللوجستيك والثقافة”.

وأشار أيضا إلى تطوير القطب المالي للدار البيضاء، والبنيات التحتية استعدادا لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، والمنطقة الصناعية في طنجة، فضلا عن مختلف المرافق والبنيات التحتية السياحية.

وسجل أن “المغرب يعيش على إيقاع دينامية اقتصادية قوية، مما يجعله وجهة استثمارية جذابة للغاية”، مؤكدا أن الاستقرار السياسي يبقى الركيزة التي يعزز بها المغرب موقعه كوجهة جذابة.

وأضاف أنه من وجهة نظر مجتمع الأعمال البريطاني، الذي يتسم بحساسية عالية تجاه عوامل عدم اليقين والمخاطر، يوفر المغرب جميع ضمانات النجاح، بما فيها إطار ماكرو-اقتصادي سليم واستقرار سياسي قائم على أسس متينة.

وقال “إذا نظرنا إلى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، فإن المغرب هو البلد الوحيد الذي يوفر بشكل حقيقي الاستقرار وإمكانات عائد الاستثمار”.

وأضاف الدبلوماسي البريطاني أن اتفاق الشراكة المبرم بين المغرب والمملكة المتحدة فتح آفاقا اقتصادية وتجارية واسعة؛ مشيرا في هذا الصدد إلى قطاعات الفلاحة والسياحة والبنية التحتية والأمن. وأضاف السيد رايلي أنه من المتوقع أن يتعزز هذا التعاون في إطار استعدادات تنظيم كأس العالم 2030.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن المغرب، من خلال استثماراته الضخمة في جميع القطاعات، سيتمكن من تقديم أفضل نسخة من هذا الحدث الكوني إلى العالم.

وتابع أن “العالم بأسره ستتاح له فرصة اكتشاف ليس فقط مستوى التنمية الذي حققه المغرب، بل وقبل كل شيء حضارة وثقافة عريقة تتجلى في كرم الضيافة وتاريخ ونمط عيش”.

+ دعم بريطانيا لمخطط الحكم الذاتي، منطلق لشراكة معززة+

في معرض تعليقه على الدعم الذي عبرت عنه حكومة بلاده مؤخرا لمخطط الحكم الذاتي للصحراء، عبر السيد رايلي عن ارتياحه لهذا التطور الهام. وقد أعرب عن عن ارتياحه بالخصوص وهو يرى هذا الهدف يتجسد، بعد أن دافع عنه طيلة عمله سفيرا بالمغرب.

وقال ” على المستوى الشخصي أنا سعيد بذلك. إنها قضية دافعت عنها بشدة عندما كنت سفيرا”؛ موضحا أن “المملكة المتحدة كانت بحاجة إلى التكيف مع فكرة أنه لا يمكن ترك قضية مثل قضية الصحراء المغربية دون حل”.

وسجل أن المخطط المغربي للحكم الذاتي “هو الحل الوحيد الموثوق والقابل للتطبيق والبراغماتي”، معربا عن اعتقاده أن الدعم البريطاني لهذا المخطط يعد تطورا هاما من شأنه أن يعمق التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة وفقا لخارطة الطريق التي أ رسيت في البيان المشترك الصادر خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي إلى المغرب في يونيو الماضي.

وأضاف أن دعم المملكة المتحدة لخطة الحكم الذاتي هو المنطلق لشراكة قوية في مستوى علاقات الصداقة المتميزة التي تربط البلدين منذ أكثر من 800 عام.

+ إشعاع يستند إلى رؤية ملكية للتعاون جنوب-جنوب+

من جهة أخرى سلط الدبلوماسي البريطاني، الضوء على إشعاع المغرب في المنطقة، وهو إشعاع يستمد أسسه من الرؤية الملكية، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون جنوب-جنوب.

وقال بهذا الشأن إن “جلالة الملك يتميز برؤيته لإفريقيا، القارة التي ينتمي إليها المغرب”؛ مشيرا إلى أن المغرب يفخر بكونه بلدا إفريقيا يعتبر هذا الفضاء ركيزة أساسية لتنميته الاقتصادية.

وأضاف أن “المغرب بوابة لإفريقيا، ولكنه أيضا أكثر من ذلك بكثير”؛ مؤكدا أن المملكة “نموذج حقيقي للاستقرار والفرص الاقتصادية لباقي القارة الإفريقية”.

وأشار السيد رايلي، الذي ترأس سابقا إدارة مكافحة الإرهاب البريطانية، إلى أن الرباط ولندن أكدتا، في البيان المشترك الذي أعقب زيارة السيد لامي للمغرب، رغبتهما في تعزيز تعاونهما في مجال الأمن.

وسجل وجود اعتراف، في المملكة المتحدة، وكذلك في أماكن أخرى من العالم، بالدور المحوري للمغرب في الأمن والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب.

وأكد أن الأمن لا يقتصر على نشر الطائرات المسيرة والقوات على الأرض؛ بل “يمر أساسا عبر الفرص الاقتصادية المتاحة للسكان. وهذا ما يقدمه المغرب ليس فقط لمنطقة الساحل، بل لإفريقيا بأسرها”.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.