14 يوليو 2025

هند النعيرة تهدي الجمهور التونسي ليلة كناوية خام

هند النعيرة تهدي الجمهور التونسي ليلة كناوية خام

كانت ثالث ليالي المهرجان الدولي لمدينة الحمامات التونسية، ليلة اكتشاف موسيقى كناوة في صيغتها الخام : كمبري في يد “معلمة” شابة وإيقاع “قراقب” يمسك بها بخفة وحنكة أربعة شباب يؤدون حركات ورقصات بعضها متوارث وبعضها ولد لزوم تحية أهل الدار .

في مسرح الهواء الطلق بالحمامات ، المدينة المتوسطية وإحدى أشهر الوجهات السياحية في تونس، كان الجمهور على موعد مساء ليلة الاحد الاثنين مع هند النعيرة وفرقتها القادمة من ضفاف الأطلسي وفي حقائبها موسيقى نمت جذورها، التي تضرب في عمق إفريقيا ، وأورقت في أرض المغرب بعد أن تغذت فيها على كثير من الاحداث والحكايات التي نسجت أو تقاطعت سبلها في شمال غرب القارة.

كانت ” المعلمة” النعيرة رفيقة بجمهورها التونسي حيث منحته فترة “تأمل” سماعي وبصري قبل أن تقتنص اللحظة التي لاحظت فيها بداية تمايل الأعناق وتحرك الأصابع والأيادي على الركب لتطلب من الحضور المشاركة في إحياء الليلة الكناوية سواء بمسايرة إيقاع ” القراقب” تصفيقا أو بترديد بعض المقاطع والكلمات.

سار الحفل وفق تسلسل عفوي ، “تأمل” ف”مشاركة” ف”تماه” كامل انسحب فيه ” الكمبري” وحتى “القراقب” لتغني هند النعيرة مع جمهورها على إيقاع غير مسموع.

ردد الحضور كلمات ” امبارا مسكين” و” سيدي ميمون” وغيرها من الكلمات والأسامي التي تحيل على جذور معاناة أو معاناة الجذور وأيضا على ” ماورائيات” ابتدعها أوائل كناوة ربما لفتح نافذة على عوالم متخيلة قد تتيح الانعتاق من هذه المعاناة.

في ليلة صيفية حارة غنت مجموعة هند النعيرة وعزفت وتحركت على مسرح الهواء الطلق بالحمامات، المصمم على طراز المسارح اليونانية والرومانية، تماما كا فعلت أكثر من مرة في مدينة الصويرة، حتى وإن لم يجد البحر الابيض المتوسط، وهو على بعد أمتار، بنسمات “ليزاليزي”.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.