05 يوليو 2025

النسيج التعاوني رافعة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء بإقليم قلعة السراغنة

Maroc24 | جهات |  
النسيج التعاوني رافعة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء بإقليم قلعة السراغنة

تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية بالغة للنسيج التعاوني بإقليم قلعة السراغنة، باعتباره رافعة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء، إلى جانب دوره الهام في تنشيط الاقتصاد المحلي وتحقيق الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة.

وتضع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعم هذا النسيج في صلب أولويات تدخلاتها، خاصة في إطار مرحلتها الثالثة حيث تحرص على مواكبة التعاونيات الناشئة وتمكينها من وسائل الإقلاع، لاسيما النسائية منها، سواء عبر تمويل المشاريع، أو التكوين في مجالات الإنتاج، والتدبير، والسلامة الصحية والتسويق، أو عبر فتح فضاءات ملائمة للاشتغال والتسويق.

وتبرز في هذا الإطار “تعاونية كسكس تساوت”، المتواجدة في قلب مدينة قلعة السراغنة، والتي تتميز بمنتجات مبتكرة، من ضمنها أنواع صحية من الكسكس مثل كسكس الذرة، الصوجا، زريعة الكتان، والكينوا، لتكون بذلك أول تعاونية على المستوى الوطني تتخصص في إنتاج “الكسكس الخالي من الغلوتين”، حيث تقدم منتوجات خالية من المواد الحافظة ومعبأة بعناية موجهة خصيصا لمرضى السيلياك (حساسية الغلوتين).

داخل هذه التعاونية التي تأسست سنة 2017، تنهمك النساء في إعداد “الكسكس البلدي” بعناية ودقة، وكأنهن ينسجن مستقبلا جديدا بحبات القمح والشعير.

وتقول رئيسة التعاونية حفيظة فلاحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه داخل مقر التعاونية “لا تنتج النساء الطعام فقط، بل يصنعن كرامتهن بأيديهن، في إطار مشروع رائد مدعوم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.

وبمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات، الذي يحتفل به في 5 يوليوز من كل سنة، سلطت السيدة حفيظة الضوء على هذه التجربة الفريدة التي تعكس روح التضامن والعمل التشاركي، مبرزة الأثر العميق الذي يمكن أن تحدثه التعاونية في حياة النساء، خاصة بالمناطق القروية.

وفي هذا السياق، أشارت السيدة حفيظة إلى أن التعاونية استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة في جانب التكوين والتأهيل، ما مكن النساء المنخرطات من تطوير مهاراتهن وتنويع المنتوجات.

وإلى جانب تجربة تعاونية “كسكس تساوت” بأبعادها الاجتماعية والصحية، يبرز نموذج تعاونية “الحبكة” للخياطة والتطريز بجماعة الشعراء (ضواحي العطاوية) بإقليم قلعة السراغنة، حيث نسجت نساء التعاونية قصة كفاح جماعي بدأت من الصفر، وتحولت إلى تجربة ملهمة في التمكين الاقتصادي والاجتماعي.

ورأت هذه التعاونية النسائية الخالصة، النور سنة 2017، بفضل عزيمة منخرطاتها ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي قدمت لها دفعة قوية عبر توفير معدات وآلات ومواد أولية، مما مكن النساء من إطلاق نشاط منتظم في مجال الطرز اليدوي، والنسج المحلي والخياطة.

وما يميز تعاونية “الحبكة” ليس فقط جودة المنتوج، بل فلسفة التكوين والتدرج المهني التي تتبناها التعاونية. فقد وضعت المؤطرات نصب أعينهن هدفا يتمثل في تمكين النساء والفتيات المنقطعات عن الدراسة، والمطلقات، وربات البيوت من اكتساب حرفة تفتح لهن أبواب الشغل.

وفي هذا السياق، أشارت عضو التعاونية، ابتسام القائدي، في تصريح مماثل، إلى أنه استفادت إلى حد الآن، حوالي 20 فتاة وامرأة من برنامج التكوين، وتحصلن على شهادات خولت لهن الاندماج في سوق العمل أو التفكير في مشاريع ذاتية.

وأضافت السيدة القائدي أن التكوين لا يقتصر على الجانب المهني، بل يشمل أيضا، برنامجا لمحاربة الأمية، لتمكين المستفيدات من القراءة والكتابة، في أفق بناء استقلاليتهن بشكل متكامل.

ومن بين النماذج التي تختزل روح هذا المشروع الجماعي، تبرز تجربة الشابة وداد، المنحدرة من جماعة الشعراء، والتي غادرت مقاعد الدراسة في السنة الثانية إعدادي، لتجد في التعاونية ملاذا جديدا.

وأكدت الشابة وداد أنها “وجدت ضالتها في التعاونية، إذ تعلمت الطرز والخياطة على يد المؤطرات”، قائلة “اليوم أحلم بإنشاء مشروعي الخاص وتحقيق الاستقلالية الذاتية”.

من جانبه، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم قلعة السراغنة، السالك حاند، في تصريح مماثل، أن “النسيج التعاوني يشكل رافعة أساسية للاقتصاد المحلي”، مضيفا أنه “في إطار البرنامج الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سينصب الحرص على الاستجابة لحاجيات هذه التعاونيات وتطلعاتها، حتى نضمن لها سيرورة واستمرارية ميدانية حقيقية”.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.