موازين 2025.. “أنس تي كريزي” يمزج بين التراث الغيني والإيقاعات العصرية على منصة أبي رقراق

أحيى الفنان الغيني “أنس تي كريزي”، مساء أمس الأربعاء، حفلا فنيا على منصة أبي رقراق، ضمن فعاليات الدورة العشرين لمهرجان “موازين-إيقاعات العالم”، حيث قدم عرضا حماسيا مزج فيه بين الإبداع الموسيقي والحركية الراقصة، مستعرضا أسلوبه الفني الفريد المعروف بـ”لا غيدا”.
وفي أجواء احتفالية مفعمة بالحيوية، تألق الفنان الغيني بأداء متنوع جمع بين الغناء والرقص، وسط تفاعل جماهيري لافت مع الإيقاعات وترديد جماعي لكلمات الأغاني التي تراوحت بين الطابع الحضري والأنغام التقليدية لمنطقة غرب إفريقيا.
ويمثل أسلوب “لا غيدا”، الذي يعني “على الطريقة الغينية”، جوهر الهوية الفنية لـ”أنس تي كريزي”، حيث يستلهم من الموروث الموسيقي الغيني ويزاوج بين تأثيرات موسيقى الهيب هوب والدانسهول والنغمات الإفريقية الأصيلة. وقد نجح الفنان، المزداد في الكوت ديفوار والمنحدر من أصول غينية، في خلق بصمة موسيقية تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.
ورافق الفنان على الخشبة راقصان قد ما رقصات متناغمة وحركات رشيقة أضفت بعدا بصريا قويا على العرض، الذي شهد أيضا انضمام الفنان “لاس دي سي” لأداء أغنية “ما سيمين” في ديو مشترك.
وخلال السهرة، قد م “أنس تي كريزي” مجموعة من أشهر أغانيه، من بينها “أمي”، و”غيدا”، و”بعيد عن داري”، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي عاش وصلات العرض بحماسة وتصفيق متواصلين.
كما تميز العرض بلحظة رمزية مؤثرة حين ارتدى الفنان قميص المنتخب الوطني المغربي، في مشهد لقي ترحيبا واسعا وتصفيقا حارا من الجمهور الحاضر.
وي عد “أنس تي كريزي” من الأسماء البارزة في الساحة الفنية الإفريقية المعاصرة، إذ برز أولا كراقص محترف قبل أن يفرض نفسه كمغن وملحن وراقص، بفضل أعمال ناجحة مثل “واك بوس” و”سور ناتوريل”، وهو ما مكنه من تثبيت اسمه كأحد الأسماء الصاعدة في الساحة الموسيقية على الصعيد القاري.
وتقام الدورة العشرون لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم” من 20 إلى 28 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تقترح الدورة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق، ويجمع أبرز النجوم العرب والعالميين، ما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور ومشاهير الفنانين.
كما يعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا فنيا لا محيد عنه بالنسبة لعشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أزيد من مليوني متفرج في كل واحدة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.