26 يونيو 2025

“الفناير”.. الفن الجاد والتطور المتواصل أساس الاستمرارية في زمن التحديات الرقمية

Maroc24 | فن وثقافة |  
“الفناير”.. الفن الجاد والتطور المتواصل أساس الاستمرارية في زمن التحديات الرقمية

أكدت مجموعة الراب المغربية “الفناير”، خلال ندوة صحفية نظمت اليوم الأربعاء بفضاء فيلا الفنون بالرباط، أن علاقتها بجمهورها تظل أحد أعمدة استمرارها، معتبرة أن هذا الارتباط الإنساني والعاطفي يشكل بالنسبة لها وقودا حقيقيا للإبداع والعطاء.

وعلى هامش مشاركة “الفناير” في الدورة العشرين لمهرجان موازين، قال أعضاء المجموعة إنهم سعداء جدا بالتواجد ضمن برمجة هذه الدورة، التي تتيح لهم فرصة تجديد الصلة بجمهورهم الواسع، الذي ظل وفيا لأعمالهم طيلة سنوات.

وتطرقت المجموعة إلى التحولات التي تعرفها الساحة الفنية في ظل بروز وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها، مشيرة إلى أن هذه الوسائط فرضت إيقاعا جديدا على الفنانين، حيث “لم تعد الشهرة حكرا على الأسماء الفنية”، بل أصبحت متاحة للجميع.

وفي هذا الصدد، أبرز المؤلف والملحن محسن تيزاف، عضو المجموعة، أن هذا الوضع يفرض تحديات مضاعفة، ويستدعي من الفنان التشبث بجودة العمل، والوفاء لخصوصيته الإبداعية.

وفي ردهم على سؤال حول سر استمرارية المجموعة وتماسكها، أكد أعضاء “الفناير” أن ذلك يرجع إلى تراكم من العمل الجاد والمثمر، وإلى رؤية فنية واضحة، مشيرين إلى أنهم يواصلون اليوم جني ثمار مسار طويل من المثابرة والاجتهاد، مبني على الاحترام المتبادل والأساس الصلب.

كما عبرت المجموعة عن إيمانها بأهمية التطور الفني كشرط للبقاء، موضحة أن الجمهور، خاصة فئة الشباب، لا يزال متعطشا لتلقي إنتاجات جديدة، شرط أن تكون أصيلة وتحترم الذوق العام.

وشدد الفنانون على أن هويتهم الفنية تستمد جوهرها من الموروث الثقافي المغربي، من خلال استلهام عناصر غنائية وموسيقية من فنون شعبية عريقة كعيساوة وكناوة، إلى جانب التأثر برواد الأغنية الملتزمة من قبيل “ناس الغيوان” و”جيل جيلالة”، مع الحرص على تقديم توليفات جديدة، قوامها الكلمة الهادفة والإيقاع الخفيف واللحن السلس.

يذكر أن “الفناير” مجموعة راب مغربية تأسست سنة 2001 بمدينة مراكش، وتتميز بدمج الراب الغربي بالألحان والأهازيج المغربية العتيقة كالدقة المراكشية وفنون عيساوة والموسيقى الصحراوية والأمازيغية وغيرها.

من أشهر أعمال المجموعة ألبوم “لفتوح” (2004) الذي ضم أغاني بأهازيج مراكشية تقليدية، وأغنية “ما تقيش بلادي” تضامنا مع ضحايا الأعمال الإرهابية بتاريخ 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، إضافة إلى ألبوم “يد الحنا” (2007).

وشكل التعاون مع الفنانة سميرة سعيد محطة بارزة في مسار المجموعة، إذ أسهم بشكل كبير في تعزيز حضورها العربي والدولي، لاسيما من خلال أغنية “Be Winner” التي حققت صدى واسعا، وتوجت بنجاح باهر مكن المجموعة من الفوز بجائزة Africa Music Awards العالمية.

وتتواصل فعاليات الدورة العشرين من مهرجان “موازين – إيقاعات العالم”، الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 28 يونيو، مقدما توليفة موسيقية غنية تجمع نجوم الغناء العربي والعالمي، وتحو ل مدينتي الرباط وسلا إلى فضاء مفتوح للقاء الثقافات والإيقاعات.

ويعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.