22 يونيو 2025

مهرجان كناوة.. منصة برج باب مراكش تحتفي بجمالية التلاقي بين التراث الكناوي والإبداع الكردي

مهرجان كناوة.. منصة برج باب مراكش تحتفي بجمالية التلاقي بين التراث الكناوي والإبداع الكردي

صدحت بمسرح برج باب مراكش، أمس السبت، أصوات وإيقاعات قوية ومتكاملة لمدرستين موسيقيتين، جسدهما كل من المعلم حسن بوصو والمجموعة الكردية “مشروع نيشتمان”، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة.

وفي أجواء حميمية راقية داخل فضاء البرج المطل على أسوار مدينة الرياح، كان الجمهور على موعد مع عالمين فنيين، متجذرين في ذاكرة جماعية عميقة، حيث ترك كل منهما بصمته الفريدة والمعبرة.

واستهل المعلم حسن بوصو السهرة، مقدما عرضا وفيا لتقاليد فن الكناوة، مزج فيه بين إيقاعات “الكمبري”، وصدى “القراقب”، والأنشاد المتوارثة. وبمرافقة فرقته الموسيقية، منح عشاق الفن الكناوي لحظات من المتعة الفنية، تكريما لمعلمي كناوة.

وقدم بوصو ريبيرتوارا غنيا بتنوعه، متنقلا بين الطاقة الطقسية لـ”الليلة” والانسيابات الإيقاعية الحالمة، ضمن أداء اتسم بتواصل متناغم مع الجمهور. وقد حظيت مشاركته بإشادة كبيرة لما طبعته من صدق فني وتجذر في تراث كناوة الحي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب المعلم حسن بوصو عن سعادته بالمشاركة مجددا في هذا المهرجان، الذي أصبح موعدا دوليا لا غنى عنه لعشاق فن الكناوة، والذي حرص على حضوره منذ الدورات الأولى.

كما شدد على الأهمية المحورية التي يضطلع بها المهرجان في الحفاظ على فن كناوة، وتثمينه ونقله، عبر تمكين المعلمين من منصة إشعاع وطنية ودولية، وتشجيع الأجيال الجديدة على تبني هذا التراث، وتعزيز التلاقح مع تقاليد موسيقية من مختلف أنحاء العالم.

بعد ذلك، جاء دور مجموعة “مشروع نيشتمان”، التي حملت الجمهور في رحلة موسيقية إلى أعالي كردستان، عبر مشهد صوتي مستلهم من تأثيرات موسيقية متنوعة. وقد أضفت آلات تقليدية مثل “الكمانشة”، و”الدف”، و”السانتور” أجواء آسرة بمسرح برج باب مراكش.

واختار أعضاء الفرقة الانغماس التام في ريبيرتوارهم الخاص، مؤدين عرضا مكثفا، وعميقا في مضمونه، ومفعم بشعر شفهي نابض بالحياة.

وتتكون مجموعة “مشروع نيشتمان” من موسيقيين كرد. وتنهل المجموعة من التقاليد الموسيقية لمناطق كردستان المختلفة، حيث تمزج بين آلات قديمة كـ”الطنبور” و”الكمانشة” و”الدف” و”الدودوك”، وتوظيفات معاصرة تعكس روح البحث والتجديد. ومن خلال ألبومات مثل “كوردستان”، و”كوباني”، و”ارتجالات”.

وجدير بالذكر أن الدورة ال26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد استضافت من 19 إلى 21 يونيو الجاري، باقة من المواعيد الموسيقية المتنوعة والممزوجة فنيا، في احتفال حي بالتنوع الثقافي والحوار الإنساني.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.