22 يونيو 2025

طنجة تحتضن الأيام العلمية الثامنة لرابطة أطباء التخدير والإنعاش بالشمال

Maroc24 | جهات |  
طنجة تحتضن الأيام العلمية الثامنة لرابطة أطباء التخدير والإنعاش بالشمال

احتضنت مدينة طنجة يومي 20 و21 يونيو الجاري، النسخة الثامنة من الأيام العلمية لرابطة أطباء التخدير والإنعاش بالشمال، تحت شعار “علاج المريض المصاب بالسرطان”.

وشكل هذا الحدث العلمي، الذي جمع نخبة من مهنيي قطاع الصحة من مختلف التخصصات، لاسيما مجالات التخدير، والإنعاش، وطب الطوارئ، وعلاج الألم، مناسبة لمناقشة مختلف التقنيات العلاجية، بدءا من مرحلة التشخيص، ثم التدخلات العلاجية، والتحديات المرافقة لتفادي المضاعفات، وأهمية المواكبة النفسية للتخفيف من حدة الآلام، وصولا إلى مرحلة الشفاء.

وقد تم التركيز في نسخة هذه السنة، بشكل خاص، على التعامل الطبي المتكامل مع مرضى السرطان، بهدف تعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات الطبية.

وأكد رئيس رابطة أطباء التخدير والإنعاش بالشمال، عزيز السدراوي، خلال افتتاح جلسة عامة بعنوان “المريض المصاب بالسرطان: الرعاية التلطيفية والرعاية في المرحلة الأخيرة من الحياة”، أن هذا الحدث يشكل مناسبة لتبادل المعارف والخبرات بين الخبراء والباحثين والمتخصصين في المجال الطبي، لعرض أحدث الممارسات والتطورات العلمية في مجال الطب، ومناقشة التحديات المتعلقة بتخصص التخدير والعناية المركزة ورعاية مرضى السرطان، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي في المجال الطبي.

وأشار في هذا الصدد، إلى أن هذه الأيام العلمية تهدف إلى خلق فضاء تفاعلي يخدم تطوير الأداء الطبي والبحث العلمي في مسار العلاجات بالمغرب، وخاصة لدى مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى عناية متعددة الأبعاد.

وأضاف أن هذا الحدث يهدف إلى المساهمة في تطوير الخدمات الصحية، وتعزيز الوعي الطبي، وتحسين تقديم العلاجات والتكفل بالمرضى.

من جهته، أكد سعد الدين العثماني، طبيب نفساني، على أهمية موضوع هذا اللقاء المتمثل في الرعاية التلطيفية، مبرزا أن الأمر يتعلق بمقاربة تمكن من تحسين جودة حياة المرضى وأسرهم، عند مواجهة المشكلات المرتبطة بالأمراض الم هددة للحياة، ويتمثل ذلك في الوقاية والتخفيف من الآلام من خلال التشخيص الم بكر وتقييمها ومعالجتها بشكل صحيح، بالإضافة إلى المشكلات الأخرى، سواء كانت جسدية أو نفسية أو روحية.

وأشار إلى أن هذا الحدث العلمي يوفر منصة لتبادل الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات في هذا المجال، مسلطا الضوء على المشكلات الم رتبطة بالأمراض الم زمنة أو الم هددة للحياة، مثل السرطان، وأيضا للتوعية بأهمية الرعاية التلطيفية، مؤكدا على ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية لتعميم هذه الرعاية وتطوير التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان.

من جانبه، سل ط رئيس الجمعية المغربية للإنعاش والتخذير ومعالجة الألم (SMAAR)، جمال الدين كوهين، الضوء على أهمية الرعاية التلطيفية في تحسين جودة حياة المرضى وأسرهم، والوقاية والتخفيف من معاناتهم من خلال الكشف المبكر والتقييم السليم وعلاج الألم والمشاكل الأخرى، مشيرا إلى ضرورة توسيع نطاق هذه الرعاية لتشمل أمراضا أخرى، وخاصة الألم المزمن.

أما مديرة مستشفى الشيخ زايد آل نهيان للأنكولوجيا بطنجة، المرابط فاطمة الزهراء، فأشارت إلى أن هذه الجلسة تتناول موضوعا بالغ الأهمية، وهو الرعاية التلطيفية والتكفل بمرضى السرطان في المراحل الأخيرة من حياتهم، من جميع جوانبها السريرية والأخلاقية والنفسية والاجتماعية والروحية، مشيرة إلى وجود العديد من الصعوبات التي يتم مواجهتها خلال هذه المرحلة، بما في ذلك قرار بدء الرعاية التلطيفية، وكيفية إيقاف الرعاية النشطة وإعلان المريض في حالة الرعاية التلطيفية الحصرية، وكيفية إبلاغ المريض وعائلته، بالإضافة إلى تنظيم هذه الرعاية في المنزل.

بدورها، أكدت مديرة دار الحياة بطنجة التابعة لمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، عبد السلامي زبيدة، أن المؤسسة تعمل منذ سنة 2005 على تحسين التكفل بالمرضى، وتشجيع المبادرات الوقائية، وجعل مكافحة السرطان أولوية للصحة العامة في المغرب، بالإضافة إلى انخراطها في مجال البحث العلمي من خلال تنويع شراكاتها في المغرب وعلى الصعيد الدولي.

وأضافت أن المؤسسة نفذت مبادرات متنوعة تتعلق بتجهيز المستشفيات، والتحسيس، والبحث، وتحسين الرعاية، والتشخيص المبكر لبعض أنواع السرطان.

وفي هذا الصدد، استعرضت مجالات التدخل والبرامج التي أطلقتها المؤسسة، مؤكدة على أهمية د ور الحياة التي أنشأتها المؤسسة في جميع أنحاء المغرب، والتي يبلغ عددها حاليا تسعة مراكز، في تحسين ظروف الرعاية وتقليل معدل التخلي عن علاج الأورام، الذي غاليا ما يكون طويلا وصعبا على المرضى وأسرهم.

وتمحورت مداخلات أخرى حول “رأي طبيب الأورام”، و”الجانب النفسي لمرضى السرطان: تأثير الطبيب ودوره”، و”العلاج والرعاية التلطيفية في البرنامج الوطني”.

وتضمن هذا الحدث، الذي نظم على مدى يومين، ورشات، وندوات، وجلسات نقاشية، وكذا عروضا علمية.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.