21 يونيو 2025

مهرجان كناوة .. ثلاثة أسئلة للفنانة هند النعيرة

مهرجان كناوة .. ثلاثة أسئلة للفنانة هند النعيرة

استحضرت الفنانة هند النعيرة، على هامش الدورة الـ26 من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، بداياتها الصعبة في فن “كناوة”، مبرزة أن إصرارها على خوض التحدي هو ما مكنها من إثبات موهبتها وانتزاع الاعتراف بها في وسط يهيمن عليه الرجال.

وأكدت أهمية مهرجان كناوة في الصويرة، الذي فتح لها الأبواب وقدم لها فرصة ثمينة لإبراز موسيقاها، مشيدة بدوره في التلاقح الموسيقي والانفتاح على فنانين عالميين، ما ساعد في نقل الفن الكناوي إلى الساحة العالمية.

1. كيف تمكنت من فرض نفسك في مجال فن كناوة، وما هي الصعوبات التي واجهتك في البداية؟

بصراحة، واجهت العديد من الصعوبات في البداية، وكما يعلم الجميع فإن فن كناوة هو مجال يهيمن عليه الرجال، أي أنه ليس ميدانا للنساء، فالنساء لا يعزفن على آلة “الكمبري”. لكنني حاولت أن أتحدى هذه الفكرة، وأثبت أن المرأة قادرة على القيام بالكثير من الأمور، فقلت لنفسي: لماذا لا أؤسس فرقتي الخاصة وأسهم في الدفع بفن “كناوة” إلى الأمام.

صحيح، في البداية كان هناك بعض التحفظ والخجل، ولم يكن الناس يتقبلون الأمر بسهولة. لكن اليوم، بعد أن أصبحت أنا وغيري من الشابات جزءا من هذا الميدان، بات الأمر طبيعيا.

بالنسبة لي، لم أواجه صعوبات مع “المعلمين” الكبار، بل على العكس، وجدت منهم تشجيعا كبيرا، ودعوات طيبة، ويعجبهم ما أقدمه. وهذا هو ما يسعدني ويحفزني على الاستمرار والتقدم.

2. أصبحت اليوم “معلمة”، ألا ترين أن هذا اللقب هو بمثابة مسؤولية على عاتقك؟

شخصيا لا أعتبر نفسي “معلمة”، رغم أن الناس ينادونني بذلك، وأنا أفرح بذلك بعد انتهاء العروض، لكنه لقب لا أستطيع أن أطلقه على نفسي. إنها مسؤولية كبيرة، فاللقب ثقيل فعلا، ويحتاج إلى أن يرضى عنك جميع المعلمين الكبار، وأن يشاهدوا أداءك، ويقتنعوا بك. وفن الكناوة بحر واسع، ومهما قلت “أنا معلمة”، فبالنسبة لي الأمر يتطلب أكثر من ذلك بكثير.

3. كيف ساهم هذا المهرجان في إبراز تجربتك الفنية؟

أوجه تحية كبيرة للقائمين على المهرجان، في هذا السياق، فهم الذين منحونا الفرصة لإبراز موسيقانا والتعريف بأنفسنا أمام الجمهور. رغم أنني أحيي عروضا على مسارح أخرى، بل وأشارك في مهرجانات عالمية كبرى، فإن لهذا المهرجان طابعا خاصا ولمسة مميزة بالنسبة لي. إنه شرف كبير أن أكون قد شاركت في هذا المهرجان.

وساهم المهرجان كثيرا في تطوير فن كناوة عبر المزج الموسيقي، لأنه بالإضافة إلى جمعه للمعلمين من جميع أنحاء المغرب، فهو يستضيف فنانين عالميين كبار، مثل ماركوس ميلر وغيره من الموسيقيين المعروفين، الذين شاركوا مع معلمي الكناوة في عروض ومزج موسيقي. فهذا الحدث الفني حاول أن يخرج فن كناوة من إطاره التقليدي، وأن يخلق هذا التلاقح الموسيقي، وهكذا بدأ التحول، ما ساعد في إيصال هذا الفن العريق إلى العالمية، فبرز معلمون كبار وتألقوا بفضله.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.