وجدة.. افتتاح النسخة السادسة من المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني

افتتحت، مساء اليوم الجمعة بوجدة، فعاليات النسخة السادسة من المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التي ينظمها مجلس جهة الشرق، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتندرج هذه التظاهرة، المنظمة إلى غاية 30 ماي الجاري، بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وولاية جهة الشرق، تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رافعة أساسية لتنمية شاملة ومستدامة”، في إطار دعم الجهود الرامية إلى النهوض بمكونات هذا القطاع الواعد، وتوفير فضاء للتسويق والتواصل وتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الفاعلين.
ويروم هذا المعرض، الذي أ قيم على مساحة تناهز 8000 متر مربع، ويضم 270 رواقا، ويشارك فيه أزيد من 540 عارضا وعارضة، تثمين المنتوجات المجالية التي تزخر بها أقاليم الجهة، وخلق فضاء للتسويق، وتعزيز الروابط بين الفاعلين المحليين والدوليين.
وأكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة على أهمية تطوير منظومة الاقتصاد الاجتماعي، من خلال ترسيخ ثقافة المقاولة، وتوسيع آليات الدعم والمواكبة، ومواصلة تفعيل مقاربة النوع والعدالة المجالية داخل السياسات التنموية، منوهين بتجربة جهة الشرق، باعتبارها نموذجا جهويا متقدما في اعتماد الحكامة التشاركية، وتكريس التضامن المجالي، والانفتاح على الطاقات الشابة والمبادرات الخلاقة.
وأكد رئيس مجلس جهة الشرق، محمد بوعرورو، أن هذا الموعد السنوي أصبح فضاء متجددا يعكس الدينامية التي يعرفها قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالجهة، وي شكل مرآة حقيقية لتراكمات إيجابية جعلت من هذا القطاع رافعة استراتيجية للتنمية الشاملة، ومجالا خصبا لبروز مبادرات مبتكرة ومندمجة.
وأضاف أن تنظيم هذا المعرض، ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تثمين الموارد المحلية، وتعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في صفوف النساء والشباب.
وأشار السيد بوعرورو، إلى أن هذه الدورة تشكل مناسبة لتعزيز مكانة جهة الشرق كقطب اقتصادي اجتماعي، والانفتاح على التجارب الإفريقية، مبرزا البعد التضامني والتشاركي للمعرض، باعتباره واجهة للتعريف بالمؤهلات الترابية والمنتوجات المجالية التي تزخر بها الجهة.
من جهته، نوه والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، خطيب الهبيل، بالجهود المبذولة لتطوير قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مؤكدا على أهمية التمكين الاقتصادي للفئات الهشة، من خلال دعم التعاونيات، وتثمين الموارد المحلية، وتوسيع فرص التشغيل، لاسيما لفائدة النساء والشباب.
واعتبر السيد الهبيل، أن الظرفية الراهنة تقتضي اعتماد نماذج تدبيرية ناجعة ومؤسساتية، قائمة على التفاعل الذكي مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وقادرة على مواكبة التحولات الاجتماعية والاقتصادية، مبرزا أن للتعاونيات دور محوري في خلق فرص الشغل، وتعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة.
وأكد على أهمية تثمين الموارد المحلية، وتحقيق العدالة المجالية عبر ديناميات تشاركية ومسؤولة، وضرورة تنسيق المبادرات الجهوية والمحلية، لترسيخ مقومات التنمية العادلة والشاملة، وترصيد ما تحقق من مكتسبات، مبرزا أن الرهان اليوم هو مأسسة هذه الدينامية، وجعلها رافعة حقيقية نحو تنمية مندمجة ومستدامة.
وتعرف هذه الدورة، مشاركة عدد من الدول الإفريقية، من بينها السنغال، وبوركينا فاسو، وكوت ديفوار، فيما تحل موريتانيا ضيف شرف الدورة، تأكيدا على التوجه الإفريقي للمملكة، وترسيخا لأسس التعاون جنوب-جنوب في بعده المحلي والترابي.
وعلى هامش هذا اللقاء الافتتاحي، جرى التوقيع على ملحق اتفاقية إطار بين جهة الشرق، وجهة اترارزة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومجلس إقليم جرادة، تروم تعزيز الحكامة الجهوية، وتبادل الخبرات، وتطوير آليات التنمية المحلية المستدامة.
من جهة أخرى، اعتبر عارضون، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة تعد فرصة سانحة لعرض منتجاتهم وتسويقها، وفضاء للتواصل مع فاعلين وعارضين من مختلف الأقاليم والجهات، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة معهم، ما سيمكنهم من تطوير أدائهم وتجويد منتجاتهم.
ويتضمن برنامج المعرض، الذي يضم فضاءات مؤسساتية وثقافية تسلط الضوء على التراث اللامادي والمؤهلات المجالية للجهة، تنظيم ندوات وورشات تكوينية، تتمحور حول دور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في التنمية الشاملة، وصلته بالتحولات التكنولوجية والرقمية، إضافة إلى أيام دراسية لفائدة المقاولات الاجتماعية، وفعاليات المجتمع المدني ذات الطابع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.