المدينة الذكية للدار البيضاء 2025 .. إبراز دور التكنولوجيا الحديثة في تحسين الأداء الرياضي

شكل موضوع “دور التكنولوجيات الحديثة في تحسين الأداء الرياضي، والتدبير الذكي للبنيات التحتية، ودمقرطة الممارسة الرياضية”، محور حلقة نقاش نظمت، اليوم الخميس بالدار البيضاء، ضمن فعاليات ملتقى “المدينة الذكية للدار البيضاء 2025”.
وأتاحت هذه الجلسة، المنظمة تحت عنوان “التكنولوجيا الرياضية والتحول الرقمي: نحو تجربة رياضية معززة”، الفرصة لخبراء دوليين وفاعلين مؤسساتيين وممثلين عن شركات ناشئة مبتكرة لعرض تصوراتهم وتجاربهم بشأن مساهمة الذكاء الاصطناعي، والأجهزة المتصلة، والواقع الافتراضي، وتحليل البيانات، في إحداث تحول عميق في المنظومة الرياضية.
وفي هذا الصدد، سلط مدير العلاقات الدولية لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية باريس 2024، فرانسوا هيرو، الضوء على الإرث التكنولوجي والاجتماعي لهذا الحدث، والذي يعد محفزا للابتكارات المستدامة والشاملة.
وأوضح أن “الفكرة كانت تقديم نموذج جديد للألعاب الأولمبية، أكثر استدامة وفائدة للسكان”، مشددا على أهمية إعادة ربط الرياضة بالمجتمعات المحلية، بدلا من تكييف المدن مع الرياضة كما كان معتادا.
وأضاف أنه من بين المبادرات البارزة، تنظيم “ماراطون للجميع” بعد ساعات قليلة من السباق الأولمبي، شارك فيه 40 ألف عداء على نفس المسار، فيما شارك نصف مليون مستخدم من مختلف أنحاء العالم في نسخته الرقمية عبر تطبيقات متصلة.
واعتبر هيرو أن هذا الشكل الهجين يمثل طريقة جديدة لدمقرطة الممارسة الرياضية وتكريس الأحداث الرياضية في النسيج الحضري.
أما على صعيد البنيات التحتية، قال المتحدث إن مشروع “أديداس أرينا” يعد الموقع الوحيد الدائم الذي تم بناؤه خصيصا لألعاب باريس، والذي تم تصميمه بالكامل وفق معايير التأثير البيئي والاستخدام المحلي، مضيفا أن المشروع يضم محطة للطاقة الحرارية الأرضية لتغذية المحيط بالطاقة، كما تم تشييده باستخدام مواد أعيد تدويرها، مما يظهر الدور الهام لإدماج الرياضة في دينامية المدن الذكية.
وكان هذا التلاقي بين الرياضة والتخطيط الحضري الذكي، أيضا، في صلب مداخلة المدير التجاري لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بشركة “أكيلا”، ماثيو دو بروكا، الذي أبرز مساهمة الذكاء الاصطناعي في تدبير البنيات الرياضية الحديثة.
وأوضح أنه بفضل المنصات المركزية والنمذجة ثلاثية الأبعاد،يتاح للمسؤولين إمكانية مراقبة استهلاك الطاقة ،و تدفق الجماهير، وصيانة المعدات في الوقت المناسب ، مما ساهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية.
من جانبه، قدم لطفي سعيد أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، لمحة عامة عن التكنولوجيا القادرة على إحداث تحول في التدريب والأداء الرياضي.
وأوضح أن التحليل الحيوي، والمستشعرات الذكية، والواقع الافتراضي الغامر، والذكاء الاصطناعي المطبق على التكتيكات الرياضية، تشكل أدوات من شأنها إعادة تعريف معايير الإعداد البدني والعقلي.
وأشار إلى أن “السوق العالمية للذكاء الاصطناعي في مجال الرياضة بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار في عام 2024، كما شهدت نموا سنويا بحوالي 15 في المائة، معتبرا أن هذا التطور يرافقه تحديات تتعلق بالتنظيم، وتكوين الموارد البشرية، وظهور مهن جديدة.
يشار إلى أن ملتقى “المدينة الذكية للدار البيضاء 2025″، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ينظم في دورته التاسعة تحت شعار “مدن ذكية من الجيل الجديد.. الابتكار من أجل حاضرة مستدامة وشاملة”.
ويقترح هذا الحدث، على مدى يومين، برنامجا غنيا يجمع بين تنظيم ندوات دولية وموائد مستديرة وورشات عمل موضوعاتية، بالإضافة إلى فضاءات مخصصة للمقاولات الناشئة والابتكار المحلية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.