مؤتمر النباتات الطبية والعطرية بفاس: الدعوة إلى تطوير سلاسل قيمة متكاملة من النبتة إلى المنتج النهائي

أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي الأول للنباتات الطبية والعطرية، الذي نظم يومي 12 و 13 ماي الجاري بفاس، بضرورة تطوير سلاسل قيمة متكاملة، تمتد من النبتة الخام إلى المنت ج النهائي.
وخلال يومين من النقاشات، شدد خبراء وباحثون وممثلو تعاونيات مغربية وأجنبية، قدموا على الخصوص من ليبيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وتونس ومصر، على أهمية العمل على التتبع الدقيق، والتعريف الكيميائي والبيولوجي الصارم للمكونات النباتية، إلى جانب النهوض بطرق الاستخلاص الصديقة للبيئة، مثل تقنية الاستخلاص فوق الحرج بثاني أكسيد الكربون.
وتم خلال هذا اللقاء، الم نظم بمبادرة من الوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية، التركيز بشكل خاص على دعم مسارات التحويل الإيكولوجي المستدام، وتطوير سلاسل قيمة متكاملة من النبتة الخام إلى المنت ج النهائي (مساحيق، مستخلصات، مكونات موحدة)، مع تشجيع البحث والتطوير الموجه نحو النباتات المستوطنة.
وفي ما يتعلق بالبحث والتطوير، أوصى المشاركون بضرورة تحفيز الباحثين على المشاركة في طلبات العروض الأوروبية (أفق أوروبا، وبريما) ، وكذا الطلبات الخاصة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مع تسهيل المواكبة الإدارية والتقنية.
كما شددوا على أهمية البحث في مجال الاستخدام التقليدي للنباتات، من أجل الحفاظ على المعارف التقليدية، ودمج مبدأ اليقظة النباتية، وتطوير منتجات مبتكرة مثل مضادات الفطريات النباتية.
وعلى المستوى التنظيمي والجودة، دعا الخبراء إلى تعزيز معايير التنميط والشهادات الخاصة بمنتجات النباتات الطبية والعطرية لضمان السلامة والفعالية، وتطبيق القرارات الوزارية المتعلقة بالسلامة الصحية، والترويج للتتبع الكامل للمسار، مع محاربة حالات التسمم المرتبطة بالاستخدام غير السليم للنباتات الطبية.
وحظي محور دعم المقاولات والتعاونيات بحيز هام من التوصيات، التي دعت إلى إرساء برامج للتكوين المستمر في مجالات الجودة، والحصول على الشهادات، والتسويق الرقمي، إلى جانب إنشاء شبكات موجهة للأعمال، وتشخيص التحديات الخاصة التي تواجه هذه البنيات، من قبيل احتكار المواد الأولية، وضعف التنسيق، وصعوبة التسويق والحصول على الشهادات.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت مديرة الوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية، السيدة دليلة بوستة، أن المؤتمر تطرق إلى جوانب متعددة مرتبطة بتحويل النباتات الطبية والعطرية، مشيرة إلى تنظيم ورشات عمل ومحاضرات عامة مخصصة لتقديم تشخيص دقيق، ومقارنة دولية لتطبيقاتها الصناعية.
وأكدت السيدة بوستة أن صياغة التوصيات حظيت بمساهمة فاعلة من تعاونيات من جهتي فاس-مكناس وسوس-ماسة، لاسيما من إقليم طاطا.
من جهته، سلط المدير الإقليمي للفلاحة بفاس، محمد مزور، الضوء على غنى جهة فاس-مكناس بالنباتات الطبية والعطرية، مبرزا أن “هذا اليوم شكل فرصة مناسبة لتقديم المنتجات المجالية، وخاصة تلك التي تثمنها التعاونيات الفلاحية بالجهة”.
وأشار إلى أن استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” توفر دعما ملموسا للتنظيمات المهنية بهدف الرفع من القيمة المضافة والترويج للمنتجات الفلاحية، مشيرا على سبيل المثال إلى كبار فاس، وتين تاونات، ولوز تازة، وأيضا الزعفران.
وقد تميز حفل اختتام المؤتمر أيضا بتنظيم جلسة مخصصة لتقديم الشهادات وتقاسم تجارب عدد من التعاونيات التي أعربت عن انشغالاتها وقدمت توصيات من أجل النهوض بأنشطتها.
ويعتبر منظمو هذا المؤتمر الدولي الأول أن التوصيات المنبثقة عنه ستشكل خارطة طريق للوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية وكافة شركاء القطاع، من أجل جعل النباتات الطبية والعطرية في خدمة التنمية السوسيو-اقتصادية المستدامة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.