وزارة الأوقاف تحتفي في أمسية رمضانية بأهل القرآن وخدامه

قبل سنة واحدة

في أجواء روحانية ملؤها الخشوع أثثتها حناجر أنثوية صدحت بآيات من الذكر الحكيم، احتضنت مدينة الرباط مساء الجمعة “ليلة القرآن”، وهي أمسية للاحتفاء بأهل القرآن وخدامه.

وشكل هذا المحفل، الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مناسبة لاستعراض إشراقات “النهضة القرآنية النسائية” الضاربة بجذورها في تاريخ المغرب، الذي شهد على مر العصور نساء خدمن القرآن الكريم، منهن من خطت المصحف الشريف ومن حبّست المال لقراءة الحزب الراتب، ومن أقرَأَتِ القرآن بالقراءات العشر، وكثيرات انخرطن بجد في تعلم القرآن وتعليمه بدور الفقيهات، وذلك في شريط قصير بعنوان “نبوغ المرأة المغربية في التعلق بالقرآن الكريم”.

كما تم خلال هذه الأمسية الرمضانية تكريم كل من القارئة لبنى بكريم، المجازة في القراءات السبع من معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية؛ ونسيبة شعبان أصغر طفلة حافظة للقرآن الكريم؛ فضلا عن تكريم كل من كنزة متنبي وسناء اليعكوبي وهما حافظتان لكتاب الله من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقد تم تكريم أيضا المُحَفّظتين مليكة بيدة وفاطمة الزهراء مرحوم، علاوة على تقديم جائزة أحسن برنامج إعلامي إذاعي وتلفزي للعناية بالقرآن الكريم، والتي آلت، على التوالي، إلى كل من الإعلامي محمد ترابي ويوسف الناصري.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن هذا المحفل يأتي بعد انقطاع فرضته ظروف الجائحة، حيث دأبت الوزارة على تنظيمه رمزا لما تسهر عليه من تنفيذ لتوجيهات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس فيما يتعلق بالعناية بالقرآن الكريم، مبرزا أن الأمة المغربية “أمة قلبها معلق بالقرآن الكريم”، فليس هناك قرية ولا مدينة إلا وفيها إمام مُحفظ وكتاتيب وأئمة ومحفظون.

وأشار السيد التوفيق إلى أنه بالرغم مما يشهده العالم من أوضاع جديدة في مجال التعليم والحداثة بصفة عامة، فإن التقليد الموروث المرتبط بالقرآن “ظل محفوظا في هذه المملكة الشريفة”، مسجلا أن من علاماته اشتراط أن يكون الإمام “حافظا لكتاب الله، شرط دائم إلى يومنا هذا”.

وأبرز أن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط يُخرِّج، كل عام، 150 من الأئمة الشباب، و100 من المرشدات، بشرط حفظ القرآن الكريم، مسجلا، في هذا الصدد، تقدم المئات من حفظة كتاب الله ومن الحاملين للإجازة من الجامعة لمباراة الولوج إلى المعهد.

وأكد أن التعلق بالقرآن الكريم “ظل محفوظا في هذه الأمة” رغم “تقلب الأيام”، مشيرا إلى أن الوزارة، وبتوجيهات من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنظم برنامجا لمحاربة الأمية في المساجد يستفيد منه كل عام ما يقرب من 300 ألف شخص، 70 بالمائة منهم نساء يلجأن إلى تعلم القراءة والكتابة لحفظ القرآن الكريم، حيث تمكن عدد كبير منهن من إتمام حفظه كاملا.

وبخصوص عناية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقرآن الكريم، أوضح الوزير أن هذه العناية تتجلى، على الخصوص، في إنشاء معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، حيث يحرص فيه شيوخ من أصحاب القراءات العشر والسبع على تحفيظ الشباب هذه القراءات إلى جانب عدد من العلوم الشرعية.

كما تتجلى هذه العناية، يضيف السيد التوفيق، في الجوائز المخصصة للقرآن الكريم، مؤكدا أنها ستمنح ليلة السابع والعشرين من رمضان، كما جرت العادة بذلك، وهي جوائز محمد السادس للكتاتيب القرآنية، وجائزة أخرى ستمنح بنفس المناسبة، وهي جائزة محمد السادس لأهل القرآن الكريم.

وأضاف أن من تجليات العناية بالقرآن الكريم أيضا تنظيم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، على مستوى الربوع الإفريقية، جائزة للقرآن الكريم، مشيرا إلى أن مدينة فاس احتضنت مؤخرا نهائيات هذه الجائزة التي شارك فيها أكثر من 90 قارئا وقارئة من مختلف البلدان الإفريقية، منهن 13 قارئة.

و م ع

آخر الأخبار