20 أبريل 2024

شهر رمضان في الإمارات.. طقوس روحانية وتقاليد راسخة

شهر رمضان في الإمارات.. طقوس روحانية وتقاليد راسخة

ككل عام يحل شهر رمضان المبارك بالإمارات ، حاملا معه لشعب هذا البلد المسلم، ذكريات عادات وتقاليد راسخة ،تنهل من تراث عريق ،يتم إحياؤها في أجواء من التضامن والعطاء والتكافل الاجتماعي.

هذه العادات والتقاليد التي ظلت صامدة على مر التاريخ ، ولم تنل منها مظاهر الحداثة والتقدم ،التي نابت منها كافة امارات البلاد حظها الوافر ،يحرص الإماراتيون على تجسديها خلال الشهر الفضيل ضمن طقوس روحانية ، وتعبدية، لا تخلو من عناصر البهجة والاحتفالية.

فقبل أيام من حلول شهر رمضان الأبرك، وتحديدا قبيل منتصف شهر شعبان، تقوم الأسر الإماراتية، باقتناء كافة متطلبات الشهر الفضيل ، منها إعداد فضاءات استقبال الاقرباء والأصدقاء، وتجهيز ما يسمى “المير الرمضاني” الذي يعد عادة محلية تقدم خلالها الهدايا للضيوف، فضلا عن الحرص خلال ليلة النصف من شعبان التي يطلق عليها “حق الليلة” ، على تجهيز فضاءات لتجمع الأطفال بملابسهم التقليدية، التي تمتح من عمق الهوية الإماراتية ، قبل انطلاقهم في جولات على بيوت الجيران مرددين أهازيج تراثية تحض أصحاب هذه البيوت على منحهم حلويات ومكسرات أعدت أو تم اقتناؤها لهذه المناسبة.

الى جانب هذه العادة ومظاهر أخرى، تدخل البهجة والسرور على قلوب الأطفال وذويهم، يتمسك الاماراتيون بمناسبة شهر رمضان الكريم ، بتزيين واجهات مساكنهم، بمصابيح وفوانيس مضيئة بشتى الألوان، تضفي على فضاءاتهم رونقا ومسحة جمالية وروحانية.

شهر رمضان في الامارات يحفل أيضا بالمبادرات التضامنية والتكافلية ، حيث يقوم العديد من المواطنين ،بنصب خيام مجهزة ، أو إعداد أماكن لإفطار الصائمين من المعوزين والفقراء والعمال من ذوي الدخل المحدود، وهو ما يجسد روح العطاء ،ومظهرا من مظاهر التآزر الاجتماعي.

في هذا الاطار قال عامل من جنسية هندية ( س .ر) لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبيل دوي مدفع رمضان، إيدانا بحلول موعد الإفطار، إن فضائل هذا الشهر المبارك عليه وعلى العديد ممن في وضعيته ، كثيرة، مؤكدا انه لا يتبضع خلال أيام رمضان الى لماما ، حيث يقبل على موائد الرحمان التي يوفرها ذووا الاريحية في هذا البلد الخليجي الغني ، وهو ما يمكنه من توفير قدر من المال وإرساله الى أسرته في بلده الام .

بدوره يقول (م .خ ) وهو سائق سيارة أجرة من جنسية باكستانية ،في تصريح مماثل ،إنه يواصل عمله طيلة اليوم، ولا يتوقف إلا بسماع آذان المغرب، عند أقرب مكان لإفطار الصائمين، “وفي بعض الاحيان احصل على وجبة إفطار من تلك التي توزع عبر الطرقات”.

وبالاضافة الى موائد الرحمان المتواجدة بكل مكان ،يتميز الشهر الفضيل في الامارات، بنفحات إيمانية، اذ بمجرد آذان صلاة العشاء، يتوجه المصلون الى مختلف مساجد البلاد المتعددة ، لإقامة صلاة التراويح ،كما تحرص الجهات المعنية على ، تنظيم ندوات فكرية ومحاضرات دينية .

وفضلا عن مظاهر الارتباط القوي للاماراتيين بالدين، وتمسكهم بقيم التآخي والتضامن والتآزر، تبرز الحاجة أيضا في هذا البلد الى تنظيم أنشطة متنوعة خاصة بشهر رمضان تقوم عليها الجهات الخيرية والمراكز التجارية، بالإضافة إلى مسابقات تنظم في الأسواق التجارية العصرية (المولات) تعكس الجانب الثقافي والترفيهي خاصة لفائدة الأطفال .

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.