تركيا تسعى لتعزيز مكانتها في سوق الحلال العالمي

باحتضانها للمعرض التجاري (حلال إكسبو)، الخاص بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، تطمح تركيا إلى تعزيز مكانتها في سوق الحلال العالمي، هذا السوق الذي يقدر مجلس قمة الحلال العالمية قيمته بـ 7 تريليونات دولار.

ومع أكثر من 500 شركة محلية وأجنبية مشاركة في المعرض، الذي انطلقت فعالياته أمس الخميس، يقدم الفاعلون الأتراك للعالم الإسلامي حلولهم ومنتوجاتهم في شتى القطاعات، من التمويل إلى الغذاء، مرورا بالسياحة أو صناعة الأدوية.

وخلال السنوات الأخيرة، تحولت تركيا إلى قطب إقليمي لسوق المنتجات الحلال، حيث ضاعفت، وفقا للأرقام التي تم الكشف عنها خلال افتتاح معرض (حلال إكسبو)، حصتها في سوق الحلال العالمي لتبلغ 150 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية.

ويطمح الفاعلون الأتراك في قطاع الحلال إلى رفع هذه الحصة إلى أكثر من 400 مليار دولار، في سوق يرتقب أن يتجاوز خلال السنوات المقبلة 10 تريليونات دولار، لاسيما وأن ارتفاع مستويات التجارة الحلال يؤدي إلى تسريع تطوير البنية التحتية وجعل الاقتصاد الحلال أكثر تكاملا مع التجارة وسلاسل التوريد العالمية.

وتمتلك تركيا نسبة 5 في المائة من الأبناك التشاركية على مستوى دول منظمة التعاون الإسلامي، وتستحوذ على 55 مليار دولار من سوق التمويل الإسلامي، علاوة على قطاع “السياحة الحلال” الواعد، الذي تعول عليه أنقرة لرفع حصتها في سوق الحلال.

وفي هذا السياق، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أمله في أن يساهم (حلال إكسبو) في جعل تركيا “دولة محورية في مجال اقتصاد منتجات الحلال، وتطوير تجارتها وإيصالها إلى أسواق جديدة”. واعتبر، في رسالة بمناسبة افتتاح المعرض، أن سوق الحلال “اكتسب أهمية في البيئة التنافسية العالمية بفضل منتجاته وخدماته الصحية الموثوقة والنظيفة، ما جعله لكافة فئات المستهلكين وليس للمسلمين فقط”.

من جانبها، أكدت المغربية لطيفة بوعبدلاوي، المديرة العامة للمركز الإسلامي لتنمية التجارة، أحد منظمي هذه التظاهرة، أن قطاع الحلال “يعتبر من القطاعات الواعدة التي يعول عليها في تحقيق النمو مستقبلا، لأنه يشهد تطورا مهما على المستوى الدولي”.

وأضافت بوعبدلاوي، في كلمة لها بمناسبة افتتاح المعرض، أنه “على مستوى منظمة التعاون الإسلامي تبلغ تجارة الحلال 1,26 مليار دولار، أي ما يناهز 30 في المائة من تجارة الحلال العالمية”، مسجلة أن تركيا “تعتبر من البلدان الرائدة في قطاع الحلال بفضل الأرقام الإيجابية التي تحققها في المجال”. وسيعرف المعرض، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 27 نونبر الجاري، تنظيم لقاءات تجارية بين المقاولات ورجال الأعمال من أجل عقد اتفاقيات مشتركة في مجالات مختلفة تهم الأغذية والتجميل والآلات والنسيج والتقنيات والأدوية، وكذا مسابقة دولية للطبخ الحلال، وعروضا لمنتوجات وأعمال يدوية وتراثية تعكس ثقافة الدول الإسلامية.

كما سيتم على هامش المعرض، الذي يشارك فيه المغرب، تنظيم قمة الحلال الثامنة التي تنعقد تحت شعار “من أجل استدامة تجارية استكشف تجارة الحلال بكل أبعادها”، مع 11 جلسة بمشاركة 50 متحدثا من مختلف دول العالم.

و م ع