سفير صاحب الجلالة لدى تشاد يجري لقاء تبادلي حول الشراكة الاقتصادية بين المغرب وتشاد
جدد سفير صاحب الجلالة لدى تشاد عبد اللطيف الروجا، الثلاثاء بندجامينا، التأكيد على إرادة المغرب وتشاد والاهتمام الذي يوليه القطاع الخاص المغربي للاستقرار في تشاد والمساهمة في تنمية هذا البلد الشقيق.
وأوضح السيد الروجا، في كلمة خلال لقاء تبادلي حول الشراكة الاقتصادية بين المغرب وتشاد، أن عدد الشركات المغربية المتواجدة في تشاد وتنوع مجالات نشاطها يؤكد أن مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين واعد.
وأبرز الدبلوماسي المغربي أن إعداد الظروف المواتية والتحفيزات اللازمة وتوفير مناخ أعمال جذاب ومشجع، على وجه الخصوص، سيحفز القطاع الخاص، بشكل عام، التشادي والمغربي والأجنبي، على زيادة الاستثمار، والتطور، والاضطلاع بدوره كقاطرة، لا غنى عنها، لتحقيق التنمية والتقدم.
وبعد أن ذكر بأن العالم يمر بأزمة غير مسبوقة بسبب ارتفاع تكلفة المواد الأساسية، بما في ذلك منتجات الطاقة، والتضخم والركود وتغير المناخ وعدم الاستقرار في أجزاء مختلفة من العالم، أشار السيد الروجا إلى أن الأزمة يجب أن تكون أيضا فرصة للتكيف والابتكار.
وشدد الدبلوماسي المغربي على أنه “لا ينبغي النظر إلى الأزمة كقدر محتوم وعامل إحباط وتراجع، بل يجب أن تكون حافزا للمضي قدما من خلال وضع مشاريع مندمجة قائمة على الشراكة بين بلدان الجنوب”.
وفي هذا الصدد، ذكر السيد الروجا بأن “المملكة المغربية، في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعلت تعزيز التعاون مع البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة من أولويات السياسة الخارجية للمملكة المغربية. وقد أصبح هذا الالتزام الملكي الآن حقيقة ملموسة كما يتضح من خلال العديد من الأعمال والمبادرات التي تخدم مصالح شعوب القارة الإفريقية جمعاء من خلال الاستناد إلى الإمكانات والمهارات الإفريقية”.
وأضاف أنه “في هذا الخضم، أقام المغرب، بشراكة مع العديد من البلدان الأفريقية، مشاريع إقليمية استراتيجية مثل خط أنابيب الغاز المغرب – نيجيريا، ووحدات إنتاج الأسمدة للمساهمة في الأمن الغذائي لدول القارة، وكذا وحدات إنتاج اللقاحات على المستوى القاري، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كنموذج مبتكر ورائد للتعاون جنوب-جنوب من أجل تحقيق التنمية المستدامة والشاملة بهدف الوصول إلى الاندماج الإقليمي الإفريقي من أجل ريادة قارتنا”.
كما أعرب السيد الروجا عن قناعته الراسخة بأن “تشاد، بفضل موقعها الجغرافي في وسط إفريقيا وإمكاناتها الهائلة غير المستغلة، ستنضم إلى ديناميكية التكامل هذه”، مستشهدا بمساحة الأراضي الصالحة للزراعة التي تتوفر عليها تشاد، والتي تبلغ 39 مليون هكتار، من بينها 5.6 مليون هكتار أراض مسقية (6 في المئة فقط من الأراضي الصالحة للفلاحة في البلاد تتم زراعتها).
وأوضح الدبلوماسي المغربي أن الأسمدة التي تنتجها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ستسمح لتشاد ليس فقط بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وإنما ستجعل منها خزانا للغذاء بإفريقيا.
وقال السيد الروجا إنه “في إطار هذا التوجه المتفائل، أعرب عن أملي في أن تصل شركات النقل الدولي عبر الطرقات (TIR) المغربية والإفريقية ذات يوم إلى ندجامينا وأن يصل سائقو الشاحنات التشاديون محملين بالصادرات التشادية إلى المغرب، وسيكون بمقدورهم استخدام المركب المينائي الكبير والمنصة اللوجستية، قيد الإنشاء بمدينة الداخلة بالجنوب المغربي، للوصول إلى جميع الوجهات والأسواق في أوروبا”.
كما توقف الدبلوماسي المغربي عند قطاعات التعاون الأخرى التي تشهد تقدما مستمرا،مسلطا الضوء بشكل خاص على مجال التدريب، الذي يعد قطاعا رائدا ونموذجيا للتعاون بين المغرب وتشاد.
وأبرز السيد الروجا أن العدد الكبير من الأطر التشادية، التي تم تكوينها في المغرب، والتي تشغل حاليا مناصب رفيعة في القطاعين العام والخاص، يشهد على قيمة الروابط بين الشعبين، والتي تجاوزت بعدها الرسمي لتكتسي بعدا إنسانيا.
وأشار إلى أن مجال التدريب عرف، منذ عام 2017، دفعة جديدة مع دمج التخصصات الطبية في الدورات التكوينية. حيث بلغ عدد الطلبة في المجالات الطبية وشبه الطبية (الطب العام والتخصصات) 63 مستفيدا، بغض النظر عن التكوينات الأخرى التي تندرج في إطار التعاون العسكري وتلك المقدمة من طرف الجامعات الخاصة، موضحا أن سنة 2022 شهدت عودة الدفعة الأولى من الأطباء الأخصائيين، الذين تم تكوينهم في المستشفيات الجامعية المغربية لمدة 4 سنوات، إلى تشاد للعمل في المستشفيات التشادية.
وأضاف في ما يتعلق بالقطاعات الرئيسية الأخرى التي تشكل العمود الفقري للتنمية المستدامة أنه يتم تغطيتها من خلال التعاون بين البلدين بمقتضى إطار.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.