29 مارس 2024

مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة 2022 : إبراز التجربة المغربية في مجال إدماج الفاعل المحلي ضمن ترسانة حقوق الإنسان

مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة 2022 : إبراز التجربة المغربية في مجال إدماج الفاعل المحلي ضمن ترسانة حقوق الإنسان

أبرز أحمد شوقي بنيوب، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، يوم الأربعاء بجنيف، أن التجربة المغربية في مجال إدماج الفاعل المحلي ضمن مسار تنزيل ترسانة حقوق الإنسان أثبتت نجاعتها ونضجها عبر سلسلة من الأوراش الوطنية التي انخرط فيها المغرب.

وفي لقاء على هامش الدورة الـ 51 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، حول إشراك الفاعل المحلي في آلية الاستعراض الدوري الشامل، ترأسه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بجنيف، عمر زنيبر، قدم بنيوب عرضا حول جوانب من العلاقة التشاركية بين السلطات العمومية والفاعلين المحليين والجهويين التي أنضجت العديد من الأوراش الاجتماعية والحقوقية.

وقال إن موضوع اللقاء الذي نظمته المندوبية الوزارية والبعثة الدائمة للمملكة بتعاون مع المفوضية العليا لحقوق الإنسان، بمشاركة رئيس مجلس حقوق الإنسان، لم يأخذ حظه من الاهتمام الكافي ضمن الأجندة الحقوقية مع أنه يتصل بشكل وثيق بالطريقة التي يتم بها إعطاء الالتزامات الحكومية والتوصيات الأممية بعدها التطبيقي في التدبير الترابي والتنمية المحلية.

وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن، يقول بنيوب، اكتست العلاقة التشاركية بين الدولة والفاعل المحلي في المغرب طابعا عمليا جسدته المسارات التفاعلية التي أفرزت تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة وإصلاح مدونة الأسرة في اتجاه حفظ حقوق المرأة والطفل أساسا، وتثمين الحقوق الثقافية الأمازيغية والحسانية وكذا نظام الجهوية الموسعة فضلا عن إطلاق مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأشار المندوب الوزاري إلى أنه في سياق التقرير الوطني المعد في إطار الاستعراض الدوري الشامل، باشرت المندوبية سلسلة من الحوارات العمومية مع الفاعلين الترابيين عبر الجهات الإثني عشر بين أبريل ويونيو لهذا العام، موضحا أن هذه الدينامية كشفت أهمية المخططات المحلية الجهوية في إسناد وتنزيل مخطط العمل الوطني للديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اعتبر بنيبوب أن اللقاء هو عبارة عن ورشة تفكير استراتيجي لأن وراءه سؤال عميق يحيل إلى الكيفية التي تتمظهر بها التزامات الدول الحقوقية دوليا، في الشأن المحلي الترابي، معتبرا أن المغرب أسس مقدمات هذه العلاقة في سياق بلورة مختلف الآليات ذات الطابع الحقوقي وصولا إلى النموذج التنموي الجديد الذي كرس هذا التوجه.

وشدد المندوب على أن اللقاءات التي باشرتها المندوبية عبر الجهات أفرزت أسئلة متمايزة تفرض الإنصات بعناية للحاجيات المعبر عنها محليا وجهويا، ليخلص إلى أن هذا الحرص على مبدأ القرب في الأوراش الوطنية هو ما يعطي للتجربة المغربية زخمها.

وكان رئيس مجلس حقوق الإنسان، الممثل الدائم للأرجنتين، فيديريكو فيليكاس، قد أثنى على اختيار موضوع اللقاء وراهنيته، مؤكدا أن التنزيل الميداني لحقوق الإنسان رهين بإدماج الفاعلين المحليين بوصفهم الأكثر اتصالا بالحاجيات الحقيقية للساكنة. وقدم بلاده باتساعها وتنوع الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لمناطقها مثالا يعكس هذه الضرورة الحيوية للتفاعل بين المركزي والمحلي.

من جهته، دافع الممثل الدائم لكوريا الجنوبية، تايهو لي، عن تعزيز إسهام الفاعلين المحليين في تنشيط آلية الاستعراض الدوري الشامل، داعيا إلى انخراط أكبر من قبل السلطات العمومية في دعم قدرات هؤلاء الفاعلين على المستوى التنظيمي والاقتراحي.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.