24 أبريل 2024

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتحدى تهديدات الصين وتصل إلى تايوان

Maroc24 | دولي | سلايدر |  
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتحدى تهديدات الصين وتصل إلى تايوان

وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان مساء الثلاثاء في تحد لتحذيرات وتهديدات شديدة اللهجة من الصين، أدت إلى تصاعد التوتر بين القوتين العظميين.

وبيلوسي أرفع مسؤولة أميركية منتخبة تزور تايوان منذ 25 عاما، ولم تخف بكين أنها تعتبر وجودها بمثابة استفزاز كبير يجعل المنطقة في حالة توتر.

أظهرت مشاهد مباشرة وصول المسؤولة البالغة 82 عاما على متن طائرة عسكرية أميركية وكان في استقبالها في مطار سونغشان وزير الخارجية جوزيف وو.

وغرد حساب بيلوسي الرسمي على تويتر بعد لحظات من وصولها: “زيارة وفدنا إلى تايوان تكرس التزام أميركا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة في تايوان”.

وأضافت أن زيارتها “لا تتعارض بأي حال من الأحوال” مع السياسات الأميركية تجاه تايوان وبكين.

تقوم بيلوسي حاليًا بجولة في آسيا، وبينما لم تؤكد هي أو مكتبها زيارة تايبيه، رجحتها العديد من وسائل الإعلام والأميركية والتايوانية – مما تسبب في تصاعد غضب بكين على مدى أيام.

وقال جيش التحرير الشعبي إنه في “حالة تأهب قصوى” و”سيشن سلسلة من العمليات العسكرية المحددة الهدف ردا على الزيارة”.

ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الصينية “أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها”.

تعتبر بكين تايوان جزءا من أراضيها وتعلن أنها تريد استردادها بالقوّة إن اقتضى الأمر.

وتسعى بكين لإبقاء تايوان معزولة عن المسرح الدولي وتعارض قيام الدول بمبادلات رسمية مع تايبيه.

وخلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع الرئيس الأميركي جو بايدن حذر الرئيس شي جينبيغ الولايات المتحدة من “اللعب بالنار” بشأن تايوان.

وبينما يُفهم أن البيت الأبيض يعارض محطة لبيلوسي في تايوان، قال المتحدث باسمه جون كيربي الاثنين إن لبيلوسي “الحقّ في زيارة تايوان”.

وصرح أمام الصحافيين “ما من سبب لتقوم بكين بتحويل زيارة محتملة لا تخلّ بالعقيدة الأميركية العائدة إلى زمن طويل، إلى أزمة”.

وبيلوسي أعلى مسؤولة أميركية تزور تايوان منذ زيارة سلفها نيوت غينغريتش عام 1997.

وأكد كيربي أن السياسات الأميركية تجاه تايوان لم تتغير.

وهذا يعني دعم حكومتها التي تتمتع بحكم ذاتي مع الاعتراف الدبلوماسي ببكين وليس بتايبيه، ومعارضة إعلان استقلال رسمي من تايوان، أو استيلاء الصين عيلها بالقوة.

وقالت موسكو الثلاثاء إن من حق الصين اتخاذ إجراءات لحماية سيادتها، ووصفت زيارة بيلوسي لتايوان بأنها “استفزاز واضح”.

وقد رفضت الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا واتُهمت بتوفير غطاء دبلوماسي للكرملين ونددت بالعقوبات الغربية ومبيعات الأسلحة لكييف.

وأعلن مسؤولون في تايبيه أن أكثر من 20 طائرة عسكرية صينية دخلت منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي لتايوان (أديز) الثلاثاء، في تصعيد خطير أثناء زيارة بيلوسي.

وقالت وزارة الدفاع في الجزيرة في بيان على تويتر “دخلت 21 طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي… إلى جنوب غرب منطقة أديز في تايوان في 2 آب/أغسطس 2022”.

ومنطقة “أديز” مختلفة عن المجال الجوي الإقليمي لتايوان لكنها تشمل منطقة أكبر بكثير تتداخل مع جزء من “منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” التابعة للصين وحتى بعض أجزاء البر الرئيسي.

غادرت بيلوسي كوالالمبور الثلاثاء بعد محادثات مع رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري ووزير الخارجية سيف الدين عبدالله.

وكان عدد كبير من الأشخاص يتتبعون على موقع فلايت رادار، مسار الطائرة العسكرية الأميركية التي كانت تقلها، وقال بعض المستخدمين إنهم واجهوا أعطالا في الاتصال بالشبكة.

وسلكت الطائرة مسارا دائريا تجنب بحر الصين الجنوبي، التي تطالب بكين بالسيادة عليه، قبل أن تتجه نحو الساحل الشرقي للفيليبين.

وفرضت قيود على التغطية الإعلامية للزيارة واقتصرت المعلومات على بعض البيانات المقتضبة لتأكيد لقاءات مع مسؤولين.

وتضمن برنامج جولتها محطة في كوريا الجنوبية واليابان، لكن احتمالات زيارة تايوان استأثرت بالانتباه.

قبل وصولها لزمت حكومة تايبيه الصمت بشأن احتمالات الزيارة، رغم نشر وسائل إعلام محلية تقارير تؤكد الزيارة.

وأضيئت ناطحة السحاب الشهيرة في العاصمة، “تايبيه 101” بعبارة “رئيسة مجلس النواب بيلوسي … شكرا” مساء الثلاثاء قبل وصول طائرتها.

يعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة في ظلّ تهديد دائم من تعرّض الجزيرة لاجتياح صيني. وقد اشتدّت هذه المخاوف مع وصول شي جينبينغ إلى الرئاسة إذ إن الأخير جعل توحيد الأراضي الصينية في قلب أولوياته.

وقال النائب عن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم وانغ تينغ-يو لوكالة فرانس برس قبل الزيارة “لا ينبغي أن تقرر بكين من يمكنه زيارة تايوان أو كيف يجب أن تتفاعل الولايات المتحدة مع تايوان”.

وأضاف “أعتقد أن الترهيب المفتوح الذي تمارسه الصين له تأثير عكسي”.

لكن “احتمال نشوب حرب أو وقوع حادث خطير، ضئيل”، بحسب مديرة منطقة آسيا لدى صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة German Marshall Fund بوني غليزر.

وأضافت في تغريدة “لكن احتمال أن تتّخذ (الصين) سلسلة من الإجراءات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لإظهار قوتها وتصميمها، ليس بطفيف”.

وأعلن مجلس الزراعة في تايبيه الثلاثاء أن الصين علّقت استيراد بعض المنتجات التايوانية ومنها منتجات السمك والشاي والعسل، وأن بكين برّرت خطوتها بالحديث عن مخالفات تنظيمية.

واستُبقت زيارة بيلوسي بأنشطة عسكرية كثيفة في المنطقة ما يؤكد مخاطر نشوب نزاع مرتبط بتايوان.

الأسبوع الماضي، أجرى الجيش التايواني أهم مناوراته العسكرية السنوية شملت اعتراضات وهمية لهجمات صينية محتملة.

ردًا على ذلك، نظمت الصين السبت تدريبات عسكرية “بالذخيرة الحية” في مضيق تايوان قرب السواحل الصينية.

وأعلن الأسطول الأميركي السابع في تغريدة أن حاملة الطائرات “يو اس اس رونالد ريغان” التي تجوب المنطقة منذ بداية تموز/يوليو، موجودة في بحر الفليبين جنوب تايوان.

وكالات


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.