20 أبريل 2024

مديرية التاريخ العسكري وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية : ندوة علمية تخليدا للذكرى ال8 لعملية المشعل 1942 (صور)

مديرية التاريخ العسكري وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية : ندوة علمية تخليدا للذكرى ال8 لعملية المشعل 1942 (صور)

نظمت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، اليوم الثلاثاء بالرباط، بشراكة مع مديرية التاريخ العسكري التابعة للقوات المسلحة الملكية وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، ندوة علمية تخليدا للذكرى الثمانين لعملية “المشعل” (سنة 1942)، خصصت لتسليط الضوء على دور المغرب خلال الحرب العالمية الثانية، والموقف التاريخي للسلطان سيدي محمد بن يوسف خلال هذه العملية.

وشكلت هذه الندوة التي حضرتها شخصيات عسكرية مغربية وأمريكية، مناسبة للتأكيد على العلاقات العريقة التي تجمع المغرب بالولايات المتحدة منذ استقلال هذا البلد، وهي العلاقات التي ما فتئت تتعزز منذ ذلك الحين.

وقال مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، السيد محمد الفران، في كلمة بالمناسبة، إن عملية “المشعل” تعتبر “محطة من محطات تاريخنا المشترك، وترسيخ العلاقات المغربية الأمريكية على المستوى الثنائي والدولي”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المملكة كانت أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة، كما أنها أول دولة وقعت معاهدة سلام وصداقة مع هذا البلد، وهي المعاهدة التي ما تزال سارية المفعول إلى اليوم.

وأبرز السيد الفران “الرسوخ الاستراتيجي في العلاقة بين واشطن والرباط”، معتبرا أن المغرب قد يكون الدولة الوحيدة التي تتوفر على “آليات غير مسبوقة في علاقتها مع الولايات المتحدة” تتمثل أساسا في اتفاق التبادل الحر والحوار الاستراتيجي اللذين يجمعان البلدين، وكذا كون المغرب حليفا من خارج الحلف الأطلسي، وغير ذلك من الاتفاقيات المتعددة التي تمنح العلاقات بين بلدينا “طابعا خاصا يربط الحاضر بالماضي”.

وأضاف أن “المغرب وأمريكا تجمعهما محطات تاريخية تشهد على العمق الإنساني والسياسي والدبلوماسي الذي ظل يطبع العلاقات بين البلدين على مر العصور”، مبرزا في هذا الصدد الحرص المستمر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على تعزيز علاقة المغرب مع شركائه التاريخيين، بما في ذلك الولايات المتحدة التي “كانت دائما شريكا استثنائيا للمغرب في العديد من القضايا”.

من جهته، أبرز المستشار السياسي للسفارة الأمريكية بالرباط، السيد ديفيد فيشر، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للاحتفاء بالذكرى الثمانين لعملية “المشعل” التي شارك فيها الجنود الأمريكيون وبذلوا خلالها “جهودا مضنية”، وكذا لاستحضار ومضات من هذا الماضي من أجل استشراف المستقبل.

واعتبر السد فيشر أن الأمر يتعلق بمناسبة للاحتفاء ب”العلاقات العريقة” التي تجمع المغرب والولايات المتحدة و”التأكيد على مدى متانتها”، مضيفا أنه “نعيش لحظات تاريخية” تتجلى في ما يتم توقيعه بين البلدين من اتفاقيات ذات بعد استراتيجي.

من جانبها، قالت مديرة مديرية الوثائق الملكية، السيدة بهيجة السيمو، إن عملية “المشعل” شكلت “حدثا فاصلا وهاما في مسار وسيرورة الحرب العالمية الثانية”، وكذا “محطة أساسية في تاريخ العلاقات الأمريكية المغربية”. واستعرضت السيدة سيمو في هذا الصدد السياق التاريخي العام للإنزال الأمريكي بالسواحل المغربية سنة 1942، وكذا الترحيب الذي حظي به من طرف السلطان سيدي محمد بن يوسف الذي اتخذ مواقف نبيلة خلال الحرب العالمية الثانية من ضمنها مساندته لليهود في مواجهة نظام فيشي.

وأضافت السيدة سيمو أن المغاربة الذين دأبوا على التأريخ لبعض الأحداث المهمة التي بصمت الذاكرة المغربية بتسمية الأعوام التي وقعت فيها بأسمائها، قد أرخوا لسنة الإنزال الأمريكي بعبارة “عام ميريكان”. واشارت إلى أن الأغنية الشعبية المغربية تغنت أيضا بهذا الحدث من خلال مقطوعة الحسين السلاوي “الزين والعين الزرقة جانا بكل خير (..) تسمع غير أوكي، أوكي، كامون باي باي”، مبرزة أن هذا الحدث شكل مدخلا لبروز بعض تجليات الثقافة الثقافية الأمريكية بالمغرب بما في ذلك “لباس الجينز ومشروب كوكاكولا”، إلى جانب اتخاذ أرض المملكة فضاء للإبداع الأمريكي كما هو الشأن بالنسبة للفيلم الأمريكي (كازابلانكا).

كما توقفت السيدة سيمو عند الدور الهام الذي اضطلع به هذا الحدث في استقلال المغرب باعتبار أن لقاء أنفا سنة 1943 أفسح المجال لجلالة المغفور له محمد الخامس للحديث مع بعض الشخصيات العالمية البارزة من قبيل الجنرال الأمريكي ايزنهاور والجنرال الفرنسي شارل دوكول بهذا الخصوص، وقلص من الحضور الاستعماري في شمال إفريقيا إلى أن حصل المغرب على استقلاله سنة 1956.

وتميز هذا اللقاء بتقديم عرض للمؤلفة والباحثة الأمريكية في التاريخ، السيدة ميريديث هيندلين، تضمن معلومات ومعطيات دقيقة معززة بالصور والوثائق حول عملية “المشعل” وتفاصيلها، واصفة هذا الإنزال بكونه “نقطة تحول جوهرية في العلاقات” بين الولايات المتحدة والمغرب.

ولم يفت السيد, هيندلين الإشارة إلى أن المملكة المغربية كانت أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة، وأن أقدم اتفاقية تجمع بلدها ببلد أجنبي هي معاهدة السلام والصداقة التي وقعتها مع المغرب، مضيفة في هذا الصدد أن المملكة طالما كانت “شريكا مثاليا” للولايات المتحدة.

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية، السيد محمد عيسى بابانا العلوي، أن عملية المشعل وما تلاها من مؤتمر أنفا، شكلا “حدثين مفصليين في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية التي بنيت على مبدأين أساسين هما مبدأ الحرية ومبدأ احترام السيادة”.

وأشار السيد العلوي إلى أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر سنة 2020 على سبيل المثال إنما يعد بمثابة “رد للجميل” للمغرب ياعتباره أول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة، مضيفا أن هذا الموقف الأمريكي هو دليل على الوفاء للصداقة المغربية الأمريكية، وتقدير لمكانة المغرب في المنتظم الدولي، وتكريس لموقعه باعتباره “خير حليف” لها.

وإثر هذا اللقاء، احتضن الفضاء الخارجي للمكتبة الوطنية للمملكة حفلا فنيا أحيته فرقة “فري غروف” الموسيقية للجيش الأمريكي، في إطار الجولة التي تنظمها بالمغرب في الفترة ما بين 17 و 28 يونيو الجاري على هامش تمرين الأسد الافريقي 2022 .

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.