19 أبريل 2024

المعرض الدولي للنشر والكتاب 2022 : المؤرخ محمد حبيدة يوقع كتابه الجديد كتابة التاريخ

المعرض الدولي للنشر والكتاب 2022 : المؤرخ محمد حبيدة يوقع كتابه الجديد كتابة التاريخ

وقع المؤرخ محمد حبيدة، مؤخرا بالرباط، كتابه الجديد “كتابة التاريخ: قراءات وتأويلات”، وذلك في إطار فعاليات الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

وقال المؤرخ حبيدة، وهو أستاذ التاريخ الاجتماعي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إنه يتفاعل في هذا الكتاب، الواقع في 330 صفحة، مع مجموعة من الدراسات التاريخية والفلسفية والأنثروبولوجية، المكتوبة بقلم باحثين مغاربة وتونسيين وفرنسيين.

وأضاف السيد حبيدة الذي تتصل اهتماماته بالأنثروبولوجيا التاريخية والمناهج والترجمة، أن الكتاب يتوزع، من حيث مراكز الاهتمام، بين مناهج الكتابة التاريخية وتاريخ الحياة اليومية، سعيا إلى فهم مجدد للتاريخ والمجتمع والثقافة، وذلك بالانفتاح على تفسيرات وتأويلات يتقاطع فيها التاريخ والأدب.

ويتكون الكتاب من بابين يهم أولهما التداخل الحاصل بين التاريخ والعلوم الاجتماعية، وذلك من خلال فصولا من قبيل “إبستيمولوجيا المعرفة التاريخية”، و”التاريخ الجديد”، و”ما بعد التاريخ الجديد”، و”التاريخ الشفهي”، و”تاريخ العقليات”.

أما الباب الثاني من الكتاب، فيتناول موضوعات ذات صلة بتاريخ البنيات الاجتماعية والثقافية، وخاصة ما يتصل بتاريخ الطعام (الخبزيون) وتاريخ الشراب (تاريخ الشاي: من كأس البلار إلى كأس حياتي)، وتاريخ اللباس (الـمدربلون)، وتاريخ المرض (من الشيح إلى التلقيح)، وغيرها من الفصول التي تلقي الضوء على بعض مظاهر المعيش اليومي في المغرب خلال مرحلة ما قبل دخول البنيات الحديثة التي فرضها الاستعمار الأوروبي، والتي تندرج في صميم “التاريخ من أسفل” المتنبه لمن لا تاريخ لهم من عامة الناس الذين لم يكن بإمكانهم التعبير عن حياتهم بطريقة أدبية كما أمكن ذلك لخاصة القوم.

وقال السيد حبيدة إنه سعى جاهدا في هذا الكتاب إلى تنويع زوايا النظر، فغير مقاييس عدسة الرؤية من المركز إلى الطرف ومن الطرف إلى المركز، من العامة إلى الخاصة ومن الخاصة إلى العامة، تارة للاستدلال والمقارنة، وتارة أخرى لفهم أسباب التمايز الجغرافي والتراتب الاجتماعي، ومكامن الركود الاقتصادي، ومظاهر التغيير التي أحدثتها رجة الاستعمار في حياة الناس، على النحو الذي يأخذ بعين الاعتبار الحالات والسياقات، والسلوكيات والعقليات.

وجاء في مقدمة الكتاب أن “كتابة التاريخ تستند إلى توازن معقد بين ما يقوله الأرشيف من جهة، وما يقتضيه فهم الأحداث والبنيات من تأويل من جهة ثانية”.

وحسب المصدر ذاته، فإن مهنة المؤرخ تتجلى في إيجاد الصيغ الملائمة لهذا التوازن قصد الانتقال، في عملية البحث، من مستوى المعطى الخام إلى مستوى المفهوم، ومن مستوى الوصف إلى مستوى التفسير، وقصد بلوغ درجة الكتابة، درجة التأويل، درجة توليد الأفكار والمعاني”.

ويشدد الكتاب على أن “البعد الأدبي في كتابة التاريخ يبقى أساسيا. حيث إن التاريخ، كما يقول بول ريكور، ينتمي ل (إبستيمولوجية مختلطة)، لأنه ليس بعلم صرف محكوم عليه بالتخلي عن السرد، وليس بسرد صرف بعيد عن قواعد العلم”.

وإلى جانب الإصدار الجديد، صدرت للمؤرخ حبيدة، مؤلفات عديدة من ضمنها “المغرب النباتي: الزراعة والأغذية قبل الاستعمار” (2018)، و”المدارس التاريخية: برلين، السوربون، استراسبورغ. من المنهج إلى التناهج” (2018)، و”بؤس التاريخ: مراجعات ومقاربات” (2015)، و”تاريخ أوروبا: من الفيودالية إلى الأنوار” (2010).

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.