16 أبريل 2024

مهرجان كان 2022 : المخرجة مريم التوزاني تتحدث عن فيلمها الأخير القفطان الأزرق

Maroc24 | فن وثقافة |  
مهرجان كان 2022 : المخرجة مريم التوزاني تتحدث عن فيلمها الأخير القفطان الأزرق

بمناسبة اختيار فيلمها الأخير “القفطان الأزرق” ضمن القائمة الرسمية للدورة ال75 لمهرجان كان (من 17 إلى 28 ماي الجاري) في قسم “نظرة ما”، تجيب المخرجة مريم التوزاني في هذا الحوار عن خمسة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء بخصوص شعورها لخوض هذه المنافسة الدولية ومسارها المهني ما زال فتيا، وكذا عن الرسائل التي تسعى إلى تمريرها من خلال “القفطان الأزرق” الذي يحتفي بالتقاليد وبالحب بمعناهما الواسع.

1- بعد فيلم “آدم”، تمثلين المغرب مرة ثانية في قسم “نظرة ما” لمهرجان كان السينمائي من خلال فيلمك الأخير “القفطان الأزرق”. ماذا يمثل هذا الفيلم بالنسبة لمريم التوزاني ذات المسار المهني الفتي؟

بطبيعة الحال، أنا سعيدة جدا أن يحضر القفطان الأزرق بمهرجان كان في القائمة الرسمية، لأن هذا يمثل أفضل طريقة يمكن أن تبدأ بها حياة أي فيلم. فعندما يقضي المرء سنوات من حياته وهو يكتب قصة ما ويعيشها ويتخيلها، ثم تسنح الفرصة ليعرضها أمام العالم في ملتقى من هذا الحجم، فذلك يشكل مبعث ارتياح كبير. ثم إن تمثيل المغرب في المهرجان هذه السنة يشكل مبعث فخر لي.

2- تمنحين في أفلامك، باعتبارك مخرجة وكاتبة سيناريو وممثلة أيضا “صوتا للنساء غير المرئيات”. ففي فيلم “آدم”، سلطت الضوء على نضال النساء العازبات، وقبله في “غزية”، لعبت دور سليمة، المرأة المتمردة على إملاءات المجتمع. كيف وظفت هذه القضية المفضلة لديك في فيلم “القفطان الأزرق”، وهو فيلم ذو ديكور ونبرة مختلفة تماما، حيث يتعلق الأمر بـ “التقاليد والحب بأوسع معنى لهما”؟

في كل أفلامي، يتعلق الأمر قبل كل شيء بما هو إنساني. بدءا من الفئات التي تثيرني نضالاتها، الصارخة أو الصامتة، وبالوحدة التي يمكن أن ترزح تحتها أحيانا، ولكن أيضا بالقوة التي تميزها. في “القفطان الأزرق”، يتعلق الأمر بالتأكيد باستحضار تقليد عزيز إلى قلبي لكنه يحتضر شيئا فشيئا، وهو عمل (لمعلم). هو تقليد أرد الاحتفاء به من خلال شخصية حليم، الصانع التقليدي الماهر الشغوف بمهنته، والذي يكرس نفسه لها جسدا وروحا. لكنها قبل كل شيء مسألة شخصيات تحمل كل منها قصة وتجربة معيشة. وهنا يأتي دور الحب، لأن حليم الذي تزوج بمينة منذ خمسة وعشرين عاما يتعايش مع مثليته الجنسية غير المعلنة. هذان الزوجان اللذان عاشا مع هذا السر غير المصرح به، سيجدان نفسيهما في مواجهة حقائقهما الدفينة. وبهذا المعنى، فإن القفطان الأزرق هو أيضا فيلم عن الحب. الحب الذي كنت أرغب في استكشافه من خلال الشخصيات التي أعادت تعريفه بشكل يكسر القيود.

3- راهنتم في الكاستينغ على تنوع كبير، من خلال الفلسطيني صلاح بكري، والبلجيكية المغربية لبنى أزابال، والمغربي أيوب ميسيوي. حدثينا عن هذه الاختيارات وكيف تم التنسيق مع الممثلين؟

إن إيجاد الممثلين والممثلات الذين سيجسدون الشخصيات التي كتبناها وحملناها معنا مدة طويلة هو مرحلة من أصعب المراحل في إنجاز فيلم بالنسبة لي. كتبت شخصية مينة ووجه لبنى أزابال حاضر في ذهني. سبق واشتغلنا معا في فيلم “آدم” وكنت أعرف تركيبتها، وأدرك أنها ستفهم شخصية مينة وستجسدها بواقعية. لبنى ممثلة رائعة وذات موهبة رفيعة. إنها تنخرط في عملها بشكل كامل.

كان عليها أن تشتغل على المستوى الجانب النفسي والبدني لكي تجسد شخصية مينة كما يجب. بل إنها اتبعت نظاما غذائيا لتنحف، ولتستشعر الموت في جسدها. كان الأمر صعبا لكنها ابدت صرامة كبيرة. وبالموازاة مع ذلك، كانت تعيش وقتا عصيبا في الواقع. وقد تحلت بشجاعة كبيرة. أكن لها الكثير من الاحترام.

بالنسبة لشخصية حليم، أنجز كاستينغ على نطاق واسع في المغرب وفي دول عربية أخرى. عندما التقيت صلاح، تأثرت بسرعة بحساسيته وموهبته. من جهته، فقد عشق شخصية حليم وتعقيداتها وطيبتها ومناطق الظل في حياتها. لقد أمضى فترة من الزمن بالمغرب واطلع على مهنة لمعلم وتكيف معها. كان يعاين الصناع التقليديين وهم يشتغلون ويتعلم كيف يتعاملون مع الخيط والإبرة. صحيح أن المرء يحتاج سنوات ليتعلم الحرفة لكني كنت أريد أن يستشعر الدور وهو يجسد الشخصية وأن يتمكن من الإحاطة بالفن الذي يدافع عنه في الفيلم. كما أنه اشتغل كثيرا على الدارجة رفقة مدرب.

وبخصوص أيوب المسيوي، فقد شكل اكتشافا بالنسبة لي. التقيت عددا كبيرا من الشبان الممثلين الموهوبين جدا، لكن أيوب يملك ذلك الشي الصغير الذي كنت أبحث عنه بالنسبة لشخصية يوسف. شيء لا يمكن تحديده. أيوب يبلغ من العمر 25 سنة لكنه ناضج أكثر مما يوحي بذلك سنه. له من العمق والحساسية والموهبة التي كانت تتكشف مع تكرار لقاءاتنا. إنه شاب متكامل شغوف بالسينما وكريم. كنا نصور طيلة سنة كاملة بعد لقائنا الأول ، ومنذ اليوم الأول الذي عرف فيه أنه سيؤدي الدور، انغمس في شخصيته حيث أمضى عددا كبيرا من الساعات في الورشات مع (لمعلمين) ليغذي دوره باعتباره متعلما. ثم اشتغلنا كثيرا وتناقشنا معا قبل التصوير لتعميق بحثه بخصوص الشخصية.

4- جميع أفلامك حققت نجاحا كبيرا وحظيت بمكافآت عبر العالم. عندما تكونين بصدد تصور فيلم ما، هل تستحضرين قضية الجوائز هذه؟ هل تؤطر هذه المسألة خياراتك؟

أنا لا أخرج أفلاما لأحصل على جوائز ولا لأحقق نجاحا، وإنما أنجزها عندما أشعر بالحاجة إلى التعبير عن موقفي بخصوص القضايا التي تثيرني وتسكنني. لا اختار القصص التي أريد أحكيها، لا اختار شخصياتي، وإنما هي التي تختارني. أشتغل وفقا للشعور والإلهام. أنا لا أعقد الكتابة. أكتب عندما تسكنني قضية ما، ولا أتقن الكتابة بطريقة أخرى.

5- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

في واقع الأمر، لا أتقن الحديث عما أنوي القيام به. لا أحب أن أستبق الأمور، أنجز الأمور كما أشعر بها ووقتما أشعر بها. تأتي لحظة تصبح فيها الأمور ملموسة بقوة، لكني لم أصل إليها بعد..

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.