29 مارس 2024

صدور كتاب محمود درويش سيميائيا أو حين يفكر الشعر للناقد رشيد الإدريسي

Maroc24 | فن وثقافة |  
صدور كتاب محمود درويش سيميائيا أو حين يفكر الشعر للناقد رشيد الإدريسي

صدر حديثا كتاب ” محمود درويش سيميائيا أو حين يفكر الشعر” للناقد والجامعي المغربي رشيد الإدريسي ، الفائز بالمركز الأول لجائزة الشارقة في دورتها الأولى سنة 2021 .

وعنوان الكتاب وحده ، كما يقول مؤلفه، يقدم فكرة عن محتوى الكتاب وعن المنطلقات والأهداف التي يرمي إلى تحقيقها .

هيكلة الكتاب تم تناولها من زاويتين اثنتين : الأولى هي الزاوية النظرية التي يشير إليها العنوان الأساسي “محمود درويش سيميائيا”، والتي يتبين من خلالها أن المقاربة المعتمدة في هذا الكتاب هي المقاربة السيميائية .

وقد عمل المؤلف في البداية على توضيح ما الذي يعنيه بهذه المقاربة، حيث ركز على أن السيميائيات تحولت في مراحلها الأخيرة إلى نظرية في التأويل، وهذا ما حاول تبنيه في هذا الكتاب، كما وقف عند بعض المفاهيم التي يجب أن يتم تشغيلها وتفعيلها أثناء عملية تفكيك النصوص الشعرية .

هذا في ما يتعلق بالشق النظري، أما الشق التظهيري أو التطبيقي فيحيل عليه العنوان الفرعي ” حين يفكر الشعر”.. ومسألة تفكير الشعر، كما يقول المؤلف، قد تظهر للوهلة الأولى بوصفها قائمة على نوع من التضاد اللفظي .. فقد جرت العادة أننا عندما نتحدث عن الفكر نتحدث عما هو مجرد ونظري، وعما يرتبط بالمفاهيم والتصورات ، بينما الشعر غالبا ما يحضر في ذهن المتلقي بوصفه خطابا يعتمد بالدرجة الأولى على الخيال والعواطف وبناء الصور والتعابير غير المعهودة والمتمثلة في طغيان الاستعارات .

والمقصود بأن شعر محمود درويش يفكر، معناه في هذا الكتاب أن شعره لا يأتي في أغلبه عفو الخاطر، بل يشيده درويش انطلاقا من مطالعاته التي لا تقتصر على الأشعار السابقة، بل بالإطلاع على ما هو تاريخي وفلسفي ونقدي أدبي.

وتبين من خلال التحليل أن درويش استطاع أن يحول الأفكار المجردة النظرية التي تتميز بالجفاف والبرودة إلى أفكار يتم إيصالها، بتعبير النقاد العرب القدامى، بألفاظ غزيرة الماء وذات شحنة دلالية كثيفة، فاستطاع بذلك أن يزرع فيها روحا جديدة هي روح درويش التي من السهل أن تلمسها شريحة واسعة من القراء التي تنتمي إلى مستويات مختلفة من التلقي .

ومما وقف عنده الكتاب، من خلال تحليله لقصائد بعينها من أولها إلى آخرها ، بعض القضايا الفكرية المتعلقة بالهوية والوجود والعدم والصراع من أجل البقاء والحب والتناص وطبيعة الإبداع ، وكيف ينبثق في الذهن .

فهذه القضايا التي من الطبيعي أن ي تحدث عنها في نص نظري، لأنه هو الأليق بها، استطاع درويش أن يحولها إلى قضايا شعرية . وهنا عمل الناقد على إبراز كيف أن درويش أضفى عليها أدبية أكسبتها القدرة على إمتاع القارئ.

بشكل عام ، الكتاب الصادر عن دائرة الثقافة للشارقة ( الإمارات العربية المتحدة )، كما يرى رشيد الإدريسي ” هو عبارة عن استثمار لشبكة مفاهيمية بهدف تحليل مجموعة من قصائد محمود درويش الذائعة الصيت هي : ” درس من كاماسوترا” و”تنسى كأنك لم تكن” ، و”لا شيء يعجبني” ، و”عابرون في كلام عابر” ، من أولها إلى آخرها سطرا سطرا لفظا لفظا، والعمل ما أمكن على استشكال دلالاتها بدلا من استرجاع ما هو واضح، والعمل على البحث عما سماه درويش نفسه ظلال المعنى أو ما سماه بأسرار النص”.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.