29 مارس 2024

رمضان 2022 : تغير أنماط الاستهلاك وعادات الطبخ يزعج أهل تطوان

Maroc24 | جهات | مجتمع |  
رمضان 2022 : تغير أنماط الاستهلاك وعادات الطبخ يزعج أهل تطوان

إن تغير أنماط الاستهلاك ومكونات مائدة التطوانيين في شهر رمضان 2022 أضحى يمحو مع مرور الوقت عادات مطبخية جميلة ويثقل في الوقت ذاته كاهل الأسر بعد أن ألف الكثير منهم الاكتفاء بمكونات بسيطة، منها مواد طبيعية مرتبطة بالفصل الذي يواكب الشهر المبارك.

تغيرت بعض عادات أهل تطوان وتغيرت معها المواد الغذائية المستهلكة، فبعد أن كانت المائدة بسيطة لا تتعدى الحريرة والشباكية والتين الجاف أو التين الطري ونوع واحد من الحلويات المحشوة باللوز، وهي على العموم مواد صحية خفيفة على المعدة وتجنب التخمة، أصبحت المائدة “مشحونة” بمواد تكلف الكثير من الأموال وتثقل البطن وهي في المقابل قليلة الفائدة بالنسبة للصائم.

فالكثير من المواد المستهلكة خلال شهر رمضان، والتي غالبا ما تعرض في المخبزات والمحلات المنتشرة في الأزقة والدروب والأسواق، هي مواد دسمة ومقلية ومورقة بكثافة، قد لا تكون مفيدة للصحة ولا طيبة المذاق بقدر جمال شكلها الذي يثير الصائمين، كما تحتوي على مكونات قد تثقل الجهاز الهضمي ولا تلائم غذاء الصائم، الذي يحتاج الى مواد منعشة ومفيدة بعد يوم طويل نسبيا من الصيام.

وكانت عادة أهل تطوان أن يغنوا مائدتهم بواحدة من الفواكه الموسمية لطراوتها وتوفرها على مواد منعشة وغنية بالفيتامينات والألياف والبروتينات وسهلة الهضم، تليها وجبة سمك بسيطة ومقبلات من خضر طرية أو من “البقول” و”الرجلة”، خاصة وأننا في فصل الربيع حيث تكثر هذه الأنواع ويزداد الإقبال عليها، تعدها ربات البيوت دون الاستعانة بمحسنات المذاق، التي وإن كانت تمنح إضافة للنكهة الأصلية، فغالبا ما تؤثر على صحة المنتوج.

والتغيرات التي طالت عادات الأكل عند أهل تطوان وضواحيها، وربما أيضا في باقي مناطق المغرب بحكم الاحتكاك المجتمعي وتطور أنماط الإنتاج والاستهلاك، قد لا يكون سائرا نحو الأفضل، إذ صارت العادات المستجدة في الأكل تثقل كاهل الأسر من الناحية المادية، كما بدأت المنتجات المصنعة تعتلي موائد الإفطار التي يكثر عليها المعجنات، بما فيها من مكونات قد تضر بالصحة، لتزاحم منتجات تقليدية ميزت مائدة التطوانيين على مر القرون الماضية.

مع شيوع الوسائط المرئية والتفاعلات في الشبكات الاجتماعية، ظهر التنافس في ملء مائدتي الإفطار والعشاء خلال شهر رمضان بشكل مبالغ فيه لدى بعض الأسر التطوانية، وربما صار إرضاء شهوة العين أهم من شهوة البطن، في المقابل تراجع الإقبال على بعض الوجبات البسيطة التي كانت تزخر بها موائد أهل تطوان، وكانت تمتاز بقيمتها الغذائية الكبيرة وتساعد الصائم على التركيز على العبادات وأداء صلاتي العشاء والتراويح بكثير من الأريحية.

في فصل الربيع، كان دأب نساء تطوان والضواحي “تقطير الأزهار” واستعمال “ماء الزهر” في بعض الأنواع من المأكولات وفي الحلويات خاصة التي تحضر على أساس استعمال اللوز، كما شاع استعمال “ماء الزهر” في بعض الأكلات، خاصة وقت “السحور”، وهو المكون، الذي إلى جانب نكهته الخاصة المحببة لدى الناس، كان يساعد الصائم على الحفاظ على نشاطه وحيويته ويساهم في حمايته من بعض الأمراض.

وأمام هذه التغيرات المتسارعة، تحرص العديد من ربات البيوت على الحفاظ، قدر الإمكان، على العادات والتقاليد الرمضانية العريقة لتطوان، وعلى تلقين الأجيال الصاعدة بعضا منها، صونا لبعض مكنونات تراث لا مادي ينتقل من جيل لجيل.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.