29 مارس 2024

محمد بنشعبون : المغرب وسيط جيد بين الاتحاد الأوروبي و إفريقيا

محمد بنشعبون : المغرب وسيط جيد بين الاتحاد الأوروبي و إفريقيا

أكد سفير المملكة المغربية بفرنسا، السيد محمد بنشعبون، اليوم الأربعاء بباريس، أن المغرب، من خلال سياسته الإفريقية، عودته سنة 2017 إلى الاتحاد الإفريقي وتكامله المبدئي مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ومنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، بإمكانه الاضطلاع بدور استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا.

وأوضح الدبلوماسي المغربي، خلال لقاء نظمته غرفة التجارة الفرنسية-العربية حول موضوع “المغرب-فرنسا، مستقبل من التعاون/التنافس للبناء”، أن المملكة من خلال وضعها للشراكة المتقدمة داخل الفضاء الأورو-متوسطي وانفتاحها على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أضحت قطبا للتعاون.

وأوضح السيد بنشعبون أن الأمر لا يتعلق بمعطى جديد، على اعتبار أن سياسات التعاون بالمملكة، شراكاتها مع الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، تمتد على مدى أزيد من نصف قرن، وينبغي تحليلها على المدى البعيد من أجل استشراف المستقبل.

وبعدما تطرق للمؤهلات الأكيدة المتوفرة لدى المغرب، الإصلاحات الكبرى والأوراش المهيكلة المنفذة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، واستراتيجياته الاقتصادية القطاعية، أبرز السيد بنشعبون أن هذا الاستشراف يمر عبر مراجعة ضرورية والملاءمة مع النماذج الجيوسياسية التي تدمج التحديات، لاسيما الأمن، مكافحة التغيرات المناخية والتحكم في الهجرة.

ولاحظ أن رفع هذه التحديات سيمكن من تنمية حقيقية لإفريقيا وأوروبا، ويعطي معنى لهذا المستقبل من “التعاون-التنافس”، الذي تجسده فرنسا والمغرب، البلدان الصديقان والحليفان اللذان تمكنا من تطوير علاقات “متفردة واستثنائية” مدعوة إلى أن تتعزز بشكل أكبر.

وأكد السفير أن “الجميع يعمل من أجل تعزيز ما يتم وصفه بـ +محور باريس-الرباط+، الحلقة المركزية في منطقتنا”، مذكرا بأن المغرب اختار التجذر في السوق الأوروبية، مستفيدا من وضعيته المتقدمة والتزم منذ عقد في تحول اقتصادي وسياسي حقيقي.

وأضاف السيد بنشعبون أن المغرب كشريك ملتزم، تمكن من تحديد مسار سياسي واقتصادي وتحفيز الاتجاهات التي تسير في اتجاه مسلسل التقارب مع المعايير والقوانين الأوروبية، مشيرا إلى أن كثافة علاقاته مع فرنسا تتجسد من خلال الصلات البشرية، الثقافية والاقتصادية، فالمغرب يضم نحو 38 مجموعة فرنسية تنتمي لمؤشر “كاك-40″، ومن ثم فإنه يشكل الشريك الاقتصادي والتجاري الأول لفرنسا على الضفة الجنوبية للحوض المتوسطي.

وقال الدبلوماسي المغربي “لا يمكننا قياس الشراكة المغربية- الفرنسية إلا في ضوء عدة عقود عززت خلالها فرنسا والمغرب شراكة استراتيجية نموذجية، وذلك على مستوى جميع القطاعات”، مشيرا إلى أنه من خلال موقعه كحلقة وصل بين إفريقيا، أوروبا، المنطقة المغاربية والعالم العربي، فإن المغرب يشكل امتدادا جيوستراتيجيا حقيقيا بالنسبة لفرنسا.

وفي كلمته الترحيبية، أكد رئيس غرفة التجارة الفرنسية-العربية، فينسنت رينا، أن هذا اللقاء الذي جرى بحضور دبلوماسيين ينتمون لعدد من الدول العربية وممثلين لمقاولات كبرى ومقاولات صغرى ومتوسطة، وفاعلين صناعيين، إلى جانب شركات للخدمات، يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الغرفة للمملكة.

وأوضح أن المغرب يواصل منذ عدة سنوات إثارة الإعجاب من خلال مظاهر التقدم التي يحرزها، مسلطا الضوء، بالخصوص، على التدبير النموذجي للأزمة الصحية من طرف السلطات المغربية.

وبنفس المناسبة، تطرق السيد رينا لـ “المخططات الاستراتيجية الطموحة والإرادية” المسطرة من طرف المملكة خلال السنوات الأخيرة في مختلف المجالات (الصناعة، البنيات التحتية، الطاقات المتجددة…)، فضلا عن الإصلاحات المهيكلة المنفذة، على الخصوص، في المجال الاجتماعي، مذكرا على وجه التحديد بالنموذج التنموي الجديد.

وأعرب في المقابل، عن أسفه لتراجع المبادلات التجارية بين المغرب وفرنسا، والتي تجاوزها منذ سنوات شركاء آخرون للمملكة، داعيا في هذا الصدد إلى إضفاء دينامية جديدة على العلاقة الاقتصادية القائمة بين البلدين.

وأعقب اللقاء مناقشة حول التحديات التي يتعين رفعها من طرف البلدين بين السيد بنشعبون والحضور، والذي أكد أن المغرب وفرنسا سيربحان الكثير من خلال تعزيز علاقاتهما.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.